يا سلوم حداد .. النذالةُ لا يُحسَدُ عليها صاحبها :
رابط المدونة : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
بقلم : أبو ياسر السوري
8 / 11 / 2014
============
يا سلوم حداد .. النذالةُ لا يُحسَدُ عليها صاحبها : 2p0x6h
قبل أسبوع تقريبا يا ( أستاذ سلوم ) .. وعند وصولك إلى مطار دمشق عائدا من الإمارات ، التي مكثت فيها سنتين ونصف السنة .. تقول عبر قناة سما الموالية للنظام : [ إنك حين نظرت في عيون جندي عربي سوري رأيته في مطار دمشق على الحاجز .. رأيت لديه عيونا مليانة حب وتضحية وانتماء .. وأكدت إعجابك بهذا الجندي فقلت : يا لطيف ما احلاه . يا لطيف شو مليان وطنية . مليان شرف . مليان عزة . مليان كرامة ؟ ثم اقسمت يمينا بأن عيونه تقول : إن النصر جاي .!! ] هذا ما زعمت أنك رأيته في عينيه .. وهذا ما زعمتَ أنك شعرتَ به في تلك اللحظة ، وقد بلغ بك التأثر وأنت تروي تلك الواقعة ، أن بكيتَ .. وطلبتَ ممن معك في الاستوديو أن يعطوك منديلا لتنشيف دموعك الغالية على من هناك .!!
والحقيقة يا حضرة الممثل المحترم (؟) ، لا أريد أن أناقشك في مشاعرك وأحاسيسك .؟ ولست أدري كيف حكمتَ على هذا الجندي الذي رأيته في الحاجز بأنه عربي وسوري .. في الوقت الذي فتح رئيسك المفدى أبواب سوريا على مصاريعها ، فأدخل  كل زناة الشر إلى حجرتها ، وسمح بأن يدنسها كل أعجمي قذر ، قادم من إيرانستان وطيزستان وقحبستان .. 
ثم لست أدري كيف رأيت في عيني ذلك الجندي المجرم ، الحبَّ والتضحية والانتماء .؟ وكيف غفلتَ عن يديه الملطختين بدماء الأبرياء .!؟ ولست أدري كيف رأيته ملاكاً جميلا فاتنا ، وهو أقبح وجها من الشيطان . وأقذر سلوكا من القردة والخنازير .؟ ولست أدري كيف رأيت في عينيه معاني الوطنية والشرف والعزة والكرامة .؟ وهو يدافع عن نظام يحارب الوطنية ، ويبول على الشرف ، ويدوس على العزة ، ويقيء على الكرامة .؟
جنود هذا النظام يا هذا ، لا يُتصوَّرُ أن يُرَى فيهم من يتحلى بخلق أو دين .. فهؤلاء خريجوا مراقص وبارات وخمارات ومواخير كما تعلم ويعلم أمثالك .. وهذه الأماكن لا يكون من خريجيها سوى الطنطات المخنثين .. والعرصات القوادين .

معذرة حضرة الممثل الكبير ..إذا اضطررنا إلى استخدام هذه الألفاظ ، التي استعرناها من قاموس جنود الحواجز الأسدية .. فالحقيقة ،أنا لست ممن يتقن أسلوب الشتائم والسباب .. ولكن أحدهم قال لك " يلعن أبوك يا ابن الكلب . أأنت أعمى أم أعور . أم أنك لا ترى الأشياء إلا بالمقلوب .؟ " وخاطبك آخر قائلاً " أنت واحد كذاب منافق دجال وبلا ترباية خسيس واطي .." 
وقال ثالث : " اذا كان الفنان بلا إحساس ولا ضمير فليس بإنسان وله هدية مني ( نص شوال شعير , وشوالين تبن ) مكرمة مني " ..
ولكنْ ، وبعيدا عن هذا الأسلوب ، الذي يؤثره الكثيرون ، في التعامل مع المواقف السافلة الوضيعة .. ويتحاشاه آخرون .. فاسمح لي أسألك وبكل تهذيب :
& - كيف طاوعك ضميرك الإنساني ، أن تمجد بشار الأسد ، الذي قتل من سوريا مئات الآلاف .. وتسبب في إعاقة الملايين .. وشرد أكثر من 10 ملايين سوري .. ودمر الحجر , وأحرق الشجر .. وبث الرعب .. وباع الوطن للشيطان .؟
& - وإن كنت تفخر بسوريا حقا كما تقول ، لأنها بلد التاريخ والحضارات والرقي والتقدم منذ آلاف السنين .. فأسالك ويسألك كثير غيري : هل بقي من سوريا ما تفخر به الآن .؟
& - وإن كنت تشهد للأسد بالرحمة والإنسانية .. فليت شعري ألم تحس بآلام الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم ، وصاروا يطالبون من بقي من ذويهم أن يذهبوا بهم إلى المقابر ، ليحتضوا شاخصة القبر ، استشعارا منهم بالحنان الذي فقدوه ، وصار تحت هذا التراب .؟؟ ألم تتألم لآلاف الحرائر اللاتي تعرضن لجرائم الشرف من قبل الجندي الذي رأيته على الحاجز وأمثاله من المجرمين .؟
الحياة يا أستاذ سلوم حداد (موقف) .. وهو إما أن يرفعك .. وإما أن يضعك .. وقد اخترت أنت – ويا للأسف - الضعة على الرفعة .. والنذالة على الشهامة والكرامة .. فبئس ما ادخرت لنفسك في حياتك .. وبئس ما ورثت لأبنائك بعد مماتك ..