خطار أبو دياب فاروق مردم
بوعلام رمضاني : الجزيرة
بوعلام رمضاني : الجزيرة
(مقال منقول) – 29 / 10 / 2014
نظمت جمعية “سوريا حرة” مساء أمس ندوة فكرية مهمة بعنوان “التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.. كثير من الضجيج من أجل لا شيء”، حضرها جمهور كبير لم تسعه القاعة المتميزة التابعة لجمعية “جنيريك” الباريسية التي تعنى بشؤون الهجرة والثقافة.
وشارك في اللقاء الذي أداره الكاتب السوري فاروق مردم مسؤول الجمعية؛ الأستاذ في العلاقات الدولية بباريس خطار أبو دياب، والمحلل السياسي سلام الكواكبي.
وتسعى الجمعية السورية إلى دعم الثورة السورية والتضامن مع الشعب بكل السبل الممكنة والتنديد بالقمع بكل أشكال التفرقة العرقية والاجتماعية والدينية والسياسية، والعمل لتحقيق الإصلاحات الديمقراطية والمشاركة في بناء دولة قانون تضمن حقوق الإنسان والحريات العامة.
وتهدف الجمعية - بحسب رئيسها في حديث للجزيرة نت - إلى تعريف الرأي العام بحقيقة الواقع في سوريا وضرورة التغيير الديمقراطي. وهذه الجمعية ثقافية علمانية وتتكون من مهنيين ومثقفين وطلبة يعيشون في فرنسا وأوروبا، وتنظم نشاطاتها كل أحد منذ شهر مايو/أيار الماضي.
سوريا الرهينة
من جانبه، قدم أبو دياب عرضا تاريخيا لتطور الأزمة السورية التي عزاها بشكل أساسي إلى عدم توازن القوى، مشيرا إلى أنه في مقابل صلابة ووقوف الحلف الدولي والإقليمي إلى جانب النظام لم تتمتع قوى الثورة الوطنية والمعارضة بدعم مماثل.
واعتبر أن تنافس الدول الداعمة للمعارضة يعتبر نقطة ضعف، إذ كل دولة تدعم طرفا من المعارضة على حساب معارضة أخرى لتحقيق أهداف الداعمين.
وأضاف أبو دياب أن الولايات المتحدة لم تتخذ يوما قرارا جادا بإسقاط النظام السوري، وفضلت الحل السياسي بالتفاهم مع روسيا.
وأوضح أن الوضع السوري رهينة للحسابات الأميركية التي أدت بواشنطن إلى دفع حرب الاستنزاف إلى مداها بين “الجهادين القاعدي والإيراني”، وكانت تقصد أيضا استنزاف روسيا التي أعادت الحرب الباردة من البوابة السورية.
وأضاف أن النتيجة مع الوقت جاءت عكسية في تقدير المحاضر بتقدم المحور الإيراني وصمود النظام وتمركز تنظيم الدولة، معتبرا أن ما حصل في العراق من اجتياح لتنظيم الدولة لأجزاء كبيرة من العراق ألزم الرئيس الأميركي باراك أوباما بتغيير سياسته والعودة للانخراط بالعمل العسكري ليستهدف التنظيم.
من جهته، اعتبر سلام الكواكبي أن الغرب وعلى رأسه أميركا قصد التهويل إعلاميا وسياسيا من خطر تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن هذا التنظيم -الذي وصفه بالإرهابي- ليس مولودا جديدا، وكان نشاطه بدأ في العراق منذ الغزو الأميركي له.
واعتبر أن عمليات التحالف الأخيرة بشن غارات جوية تفتقد الإستراتيجية الواضحة للشق السوري، وإن كانت تحقق أهدافا بالشق العراقي. ورأى أن تنظيم الدولة لوث المشهد الإعلامي العالمي ونجح في إبعاد الرأي العام العالمي عن حقيقة الصراع الدائر في سوريا.
وعن دور المثقفين حيال المأساة السورية، أعرب الكواكبي للجزيرة نت عن أسفه إزاء النخبة التي انقسمت في مواقفها ونظرتها للأمور، وعزا ذلك إلى إصابة المنطقة بالتصحر بأدوات المعرفة نتيجة استبداد سياسي طويل وتقاطع مصالح المستبدين بجزء كبير مع المثقفين نتيجة الاستقطاب أو الإفساد أو الخوف والشخصانية في العمل الفكري.
من جهته رأى أبو دياب أن على المثقف عدم السكوت عن موت الإنسانية في سوريا، وأن المأساة التي تعيشها سوريا حاليا لم تحظ بتضامن من المثقفين العرب كما ينبغي، إذ إن البعض لا زال يعيش وهم الممانعة والبعض تحجب عنه الرؤية نظرته العلمانية الإقصائية أو تموضعه المذهبي .