كلمة السيد هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري في ملتقى الداخل الثاني
 29 تشرين الأول ، 2014
أيُّها السوريون :
بني وطني  :
جِئتُمْ من داخلِ الوطنِ وأنتم تعلمونَ حَجمَ معاناةِ أهلِنا ووطَنِنا الرازحِ بين فكي الاستبدادِ المجرمِ والإرهابِ الأعمى، لقد بدأتْ ثورتُنا بهتافاتِكم وبتضحياتِكم، بتصديكم بصدورِكم العاريةِ لرصاصِ النظامِ المجرم، لكن فئةً غريبةً عن شَعبِنا وعن ثقافتِه جاءَتْ لتستولي على ثورتِكم، ولتستثمرَ دماءَكم في مشروعٍ غريبٍ وأسود، إنكم وحدَكم القادرون الآنَ على التصدي لكلِ من يحاولُ حَرفَ الثورةِ عن مسارِها الحقيقي إلى مساراتٍ أخرى مُدمرةٍ للمجتمعِ والدولةِ والوطن.
خرجتم منذ اليوم الأول وأنتم تهتفون "الشعب السوري واحد " وكان هذا الشعارُ هو الذي أرعب النظامَ أكثر من أي شيء آخر، لقد كان النظام يدرك أنه لن يستطيع مواجهةَ الشعب، إذا كان واحداً موحداً.
لقد عَملَ النظامُ خلال الأعوام الثلاثة على تفريقِ الشعب السوري، فكلما سادت الفُرقَةُ والتباغضُ بين أبناء الشعبِ الواحد كلما ضَعٌفَت قوته وطالت مسيرته نحو تحقيق أهدافه.
إن هزيمةَ النظام وانتصارَ مشروعنا الثوري الهادف لبناء الدولة الوطنية الحديثة يبدأ من خلال التمسكِ بوحدةِ هذا الشعب، ومن خلالِ الإصرار على شعار الثورة الرئيس، فسورية للسوريين جميعا ولن تكون لطائفةٍ أو مذهبٍ أو قوميةٍ دونَ سِواها.
إن عظمةَ السوريين وتضحياتهم التي لم يقدمها شعبٌ على مرِ التاريخ، لا يمكن أن نصونها إذا تحولنا لطوائف متناحرةٍ ولقبائلٍ متنازعة، إن سورية الواحدة الموحدة التي تحمي جميع أبنائها وتعاملهم بمساواةٍ كاملةٍ في الحقوقِ والواجباتِ هي فقط التي تحمي وجودنا المادي والمعنوي كشعبٍ وكأفراد.
وها أنتم ترون الآن، فوضى العدم الذي يعيشه الوطن جراء سياسات هذا النظام المجرم، حتى باتت سورية جغرافية مفتوحة يتقاتل فيها الأغراب عن وطننا لحماية مصالح أوطانهم، لقد أصبح الغرباء من أتباع المليشيات الطائفية يتحكمون برقابنا ويعيثون فساداً بأرضنا.
#دمشق
عاصمتنا السبية الآن بيد هذه المليشيات الطائفية، وجزيرتنا الرهينة بيد خلائط الأرض، وشذاذ الآفاق ونحن مشردون في أصقاع البر والبحر، لاجئون في بلاد الآخرين، تلفظنا المطارات وتطردنا المدن من شوارعها، وتتقاعس دولٌ ويخذلنا أخوةٌ ونحن على أبواب الشتاء، ولا يسعنا هنا إلا أن نشكر #تركيا حكومةً وشعباً، هذا البلد الذي استقبل السوريين معززين مكرمين.
إن ثورةَ الشعبِ السوري التي تُعتَبر بحق أعظمَ ثورةٍ شهدَها تاريخُ الإنسان، هي ثورةُ كرامةٍ وحياة، هي ثورةُ حريةٍ وسعيٍ للازدهار، هي ثورةُ بناءٍ وتقدم، ولا بد أن تنتصر لأن هذا الشعبَ الذي تصدى بصدره العاري لآلات حقد النظام لا يُمكنُ أنْ يُهزَم.
لكن شروطَ النصرِ هي بالإصرارِ على أهدافِ الثورةِ كما كانت، وبالعملِ المخلصِ المترفعِ عن الغاياتِ الشخصيةِ والحزبيةِ والمذهبية.
إن التفافَنا على بعضِنا البعض، وتعاضدنا هو السبيل الوحيد لعبورنا إلى فضاء الحرية المنشود، وأنا كمواطنٍ سوري أولاً ومن موقعي كرئيس للائتلاف الوطني أعلنُ أمامَكم أنني أدركُ حجمَ المصاعبِ وحجمَ الأخطاءِ التي ارتكبَها الكثيرُ منا، لكننا يجبُ ألا نكتفي بنقضِ الأخطاء، بل يجبُ أنْ نعملَ معاً لتصحيحِها، وستجدونَ الائتلافَ الوطني لقوى الثورةِ والمعارضة فاتحاً أبوابَهُ للجميعِ حتى يشاركَ الجميعَ بحملِ المسؤوليةِ والعملِ الجاد لحمايةِ الوطن وحمايةِ ثورةِ هذا الشعبِ العظيم.
إننا نعملُ وبشكلٍ حثيث على تطويرِ عملِ الائتلافِ وإصلاحِ بنيتِه التنظيميةِ وتقويمِ أدائه السياسي وأداءِ حكومتِه الخدمي، كما أننا نعملُ وبشكلٍ جادٍ وضمنَ الإمكانياتِ المتاحةِ على عودةِ الائتلافِ والحكومةِ للداخلِ السوري لنكونَ مع أهلنا في معاناتِهم ولنقدمَ لهم كلَ ما نستطيعُ من مقوماتِ الصمود.
إن عَملَنا معا هو سبيلُ نجاحِنا وإني أتمنى منكم تقديم مبادراتكم واقتراحاتكم، فأنتم شعلةُ هذه الثورة، وأنتم صانعو مستقبلِ هذا الوطنِ وبكم فقط وبآرائِكم التي ستكونُ محلَ دراسةٍ واهتمامٍ من قبلنا، معاً سنعيد للثورة بريقها معاً سنصلُ إلى ضفةِ النصر.
إنَّ سوريةَ الجميلةَ العظيمةَ الرائعة هي أنتم، هي صوتُكم، ابتساماتُكم، إرادتُكم، وعزيمتكم.
#سورية
الآن بحاجةٍ لجميعِ أبنائها ولا بد سننتصر وإن كره الكارهون
الرحمة للشهداء
والشفاء للجرحى
والحرية للمعتقلين
عِشتُم وعاشَتْ سورية حرة أبية
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

  #سوريا # Syria 
بإمكانكم مشاهدة الفيديو عبر الرابط التالي :
https://youtu.be/e7_0_QhSviI

كلمة السيد هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري في ملتقى الداخل الثاني 4i3qeg