الحمار الحكيم يكشف عن أسرار سياسة التحالف :
رابط المدونة : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
أبو ياسر السوري
تتساءل المعارضة السياسية المحترمة .. لماذا يتجاهل التحالف نداءات الحر في ريف حلب الشمالي الذي يتعرض لأشد القصف ببراميل الموت .؟ ولماذا انتعش النظام بعد غارات التحالف .؟ ولماذا يرفض التحالف دخول الجيش الحر لنجدة الكرد في كوباني ، ويمتنع عن تسليحه بالأسلحة النوعية ، التي تمكنه من صد داعش عن كوباني ... بينما يسلح البشماركة ويستدعيها من العراق لنجدة كوباني .؟؟؟
وللإجابة على هذه التساؤلات ، أنقل إليكم حكاية حدثني بها أحدهم فقال :
إنه كان لديه حمار حكيم ، نفق منذ 3 سنوات مع مجموعة الحمير ، التي ظهرت في شريط فيديو بالصوت والصورة ، ترينا أن بعض شبيحة الأسد ، عمدوا إلى مجموعة من الحمير ، فجمعوها في مكان ، ورشوها بالرصاص ، وكان حماره من جملتها فنفق معها ...
قال لي صاحبي : إنه رأي حماره هذا في المنام ، فحمله رسالة إلى المعارضة السورية ، التي ما زالت تلهث وراء الدول الغربية الصديقة ، والعربية الشقيقة ، راجية نصرتها على بشار وداعش .. مفاد الرسالة ما يلي :
أولا : يقول حمار صاحبي : تعالوا بنا نتكلم بالعقل ، بعيدا عن العواطف الحمقاء .. فنسأل : من أشد قوة ، داعش أم الجيش العراقي ، الذي كان يقوده صدام .؟؟؟ ليس هنالك من يقول بأن داعش هي الأقوى ، إلا إذا كان يعيش في المريخ ، ولا يتعامل مع منطق الآدميين .. فالجيش العراقي يومها ركَّع إيران ، وهشم أنف الخميني .. وكان أحد خمسة جيوش هي الأقوى بريا في العالم كله .. وقد صمد الجيش العراقي صمودا أسطوريا ، ولقن الأمريكان درسا لن ينسوه في معركة المطار ، التي ذبحوا فيها الأمريكيين بالسكاكين ، وعلقوا رؤوسهم على بوابات المطار . ومع ذلك لم يستمر هذا الصمود طويلا ، فقد استخدمت أمريكا أسلحة نوعية فتاكة ، كانت تذيب كتائب برمتها في غمضة عين . وسرعان ما سقط الجيش العراقي أمامها وانهار .. وبناء على هذه المقارنة ، نفهم أن التحالف الذي تقوده أمريكا اليوم للقضاء على داعش ، هو غير جاد في القضاء عليها .. أو أنه يريد الإبقاء عليها لغاية في نفس يعقوب قضاها ..
ثانيا : وما زال الكلام للحمار ، يقول " قد يسأل سائل : ولماذا التحالف غير جاد في القضاء على داعش .؟؟ "
ويجيب على تساؤله بنفسه فيقول : عدم جدية التحالف في القضاء على داعش ، مردها لعدة أسباب . منها : (1) أن وجود داعش يخيف دول الخليج ويهدد أمنها ، ويجعلها بحاجة إلى الحماية الغربية من خطر هذا التنظيم ، مما يمكن الغرب من ابتزاز هذه الدول وسلب ثرواتها . ومن هذه الأسباب (2) أن داعش استطاعت أن تستقطب كمّاً هائلاً من الشباب الإسلامي إلى هذه المنطقة ما بين العراق وسوريا ، مما يجعلهم تحت رحمة طيران التحالف ، ويمكن التحالف من قتل أكبر قدر ممكن من الجهاديين الإسلاميين . (3) تنظيم داعش يعطي أسوأ صورة للإسلام المتشدد المتنطع الأرعن ، الذي يسيء للدين باسم الدين، ويثلج صدور الغربيين والشرقيين من أعداء الإسلام . لذلك هم يحرصون على بقائه لتنفير الناس من الإسلام . (4) بقاء داعش يعني بقاء المنطقة في اقتتال دائم بين المسلمين ، يصفي بعضهم بعضا ، ولا يخسر فيه أعداء الإسلام جنديا واحدا . (5) داعش تجعل من أولوياتها قتال المرتدين ، قبل قتال الكفرة الأصليين . لذلك بدأت بقتل الشعب السوري والجيش الحر ، وسكتت عن المجرم بشار ، وشبيحته وحلفائه من شيعة إيران ولبنان واليمن والباكستان .  
ثالثا : يقول حمار صاحبي : ولو طالبني أحد بالدليل على ما أقول ، لقلت لهم هنالك عشرات الأدلة .. ولكنها معمى عليها بالشعارات الإسلامية ، والرايات السوداء المكتوب عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ... وكان أحرى أن لا يخدع مسلم بهذه الظواهر، التي هي من الحق الذي أريد به باطل . وإليكم بعض الأدلة :
1 – لماذا تسلح البشمركة بأسلحة نوعية ، وتستقدم من العراق لتقاتل عن عين العرب السورية .؟ ألم يكن الجيش الحر أولى بهذه المهمة من البشمركة .؟ فلماذا الامتناع عن الاستعانة بالجيش الحر للدفاع عن كوباني .؟؟  وهو أولى بذلك من البشمركة القادمة من العراق .. ولكن التحالف يخشى أن يزود الجيش الحر بالسلاح النوعي ، فيستخدمه في إسقاط بشار الأسد فيما بعد .. وهم لا يريدون إسقاطه ..
2 – تركيا تكفلت بإدخال قوات برية للقضاء على داعش ، وإنقاذ كوباني .. ولكن اشترطت فرض حظر جوي في الأجواء السورية ، والموافقة على إسقاط بشار الأسد الذي هو إرهابي أكثر من داعش .؟ ولكن التحالف لم يوافق على مطالب تركيا .. لأنه لا يريد إسقاط داعش ولا إسقاط الأسد .
3 - لماذا سقطت الموصل بأيام قلائل وفيها أكثر من 40 ألف جندي مدججين بالسلاح .. بينما صمدت كوباني وليس فيها سوى 3000 مقاتل ، يدافعون عنها بالبنادق الروسية .؟؟؟
الحقيقة ، أن الموصل لم تسقط سقوطا قسريا ، وإنما سلمت تسليما لتلميع داعش ، وإظهارها بمظهر القوة الخارقة .. بل سلمت المواقع بأسلحتها وذخائرها كاملة لم تمس بسوء .. لماذا .؟ لأن قادة داعش مكلفون بمهمة يجب أن ينجحوا فيها .
أما كوباني ، فالأكراد لم يبيعوا بلدهم لتلميع داعش . لذلك ظهرت داعش على حقيقتها .. إنها أضعف من خيط العنكبوت . وكفى كذبا وتدجيلا في تلميع هؤلاء المجرمين ، الذين يتاجرون بالدين ، ولا يفلحون إلا في قتل المسلمين  ...
زعم صاحبي : أن حماره قد أخبره بأسرار خطيرة ... تخفى على كثير من المصابين بعمى البصيرة ... لهذا نقترح بل ننصح معارضتنا السياسية الموقرة ، والغيورين على البلد ، أن يوجهوا دعوة إلى اجتماع عاجل مع صاحب هذا الحمار .. لعلهم يفهموا منه حقائق ما زالت خافية عليهم .. ويكفوا عن محاولة استخراج العسل من البصل ...