كانوا يقولون : " لا أحد يموت من الجوع " :
رابط المدونة : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
أبو ياسر السوري
رابط المدونة : http://aafak-thawrya.blogspot.com/
أبو ياسر السوري
كانوا يقولونها فيما مضى .. وهم واثقون من أنه لا أحد يموت من الجوع ..!! وها نحن في عهد بشار الجحش بن الوحش ، أصبحنا نشاهد الناس يموتون من الجوع بالعشرات بل وبالمئات والآلاف .. فمنهم من يموت جوعا تحت الحصار الخانق .. ومنهم من يموت جوعا في السجون والمعتقلات .. ومنهم من يموت جوعا في المشافي .. نعم في المشافي ، فيحجب الطعام عن المريض ‘لى أن يفارق الحياة من الجوع ..
أرأيتم كيف كان أوائلنا محدودي التفكير .. فما كان يخطر ببالهم أن التاريخ سيخرج لهم من مزابله رئيسا اسمه بشار الجحش ، يقتل الناس بسلاح الجوع .!!
واسمحوا لي أحكي لكم قصة صديق لي ، وهي في الحقيقة ليست قصة تروى ، وإنما هي مأساة تذكر ولا تنسى .. قام الأمن الأسدي باعتقال أحد أبنائه .. لم يكن هذا الفتى مشاركا في مظاهرة ، ولا كان يحمل سلاحا محظورا ، ولا تلفظ بما يسوء النظام .. كل ذنبه أنه كان ماشيا في طريقه ، لغرض خاص ، فمرت به سيارة تحمل عددا من الشبيحة ، يلوحون ببنادقهم ، ويطلقون الرصاص يمنة ويسرة .. فركض الشاب خائفا من رصاصهم الطائش ، فلجأ إل مدخل بناية .. فما كان من سيارة الشبيحة إلا أن توقفت ، ونزل إليه عدد منهم ، وبدأت حفلة الركل بالأرجل ، والضرب بأخمص البنادق ، حتى سالت الدماء من رأسه ووجهه وسائر جسده .. ثم حملوه في باكاج السيارة إلى المعتقل ..
وجاء من أخبر أهله بالموقف .. وبدأت رحلة المعاناة ، والتوسل ، والرجاء ، والوساطات ، ودفع الرشاوى بمئات الآلاف .. ولكن دون جدوى .. لقد انقطعت أخبار ابنهم الشاب .. وكأنه نقص ملح وذاب ..
وأخيرا ، وبعد مضي 3 سنوات جاءهم خبر أن ابنهم معتقل في سجن كذا .. ويمكن أن يزوره أبواه في السجن ، في مقابل مليون ليرة سورية تدفع لمدير السجن ..
دفع والده المليون .. وتمت الزيارة ، وما إن وقعت عينا أبويه عليه حتى أصيب والده بجلطة ، وأسعف إلى أقرب مشفى خاص ، وما زالت حياته مهددة بالخطر .. لقد جاؤوا له بولده محمولا على لوح من الخشب ، ولم يبق منه سوى الجلد والعظم .. كان وزنه 70 كيلو غراما قبل دخوله السجن ، فإذا به لا يزن سوى 30 كيلو غراما فقط .. وإذا به عاجز عن الكلام .. وعاجز حتى عن الابتسام .. حتى إن أبويه لا يدريان هل عرفهم ابنهم أم لا .؟ فعيناه زائغتان كأنهما عينا إنسان في النزع الأخير .. وشبح الموت مخيم عليه ..
ما ذنب هذا الشاب .؟ ما جريمته .؟ ليس هنالك من يدري لماذا عوقب هذا الفتى ، ابن الحادية والعشرين ربيعا ، بكل هذه القسوة ..؟؟ ولا يدري أحد لماذا بخل سجانوه عليه برصاصة الرحمة ، فتركوه يعاني آلام الموت مع كل خلية تموت من جسده .؟ ... هل فوق هذا الكوكب أقذر وأحقر وأظلم وأجرم من هذا النظام .؟ اللهم ، لا ...
ألا لعنة الله عليك يا أمريكا .. ويا روسيا .. لعنة الله عليك أيها المجتمع الدولي ، وتبا لك يا منظمات حقوق الإنسان ، وسحقا لك يا منظمات الرفق بالحيوان ..
كل شتائم الأرض لا تكفي لهؤلاء المجرمين .. أرجوكم اشتموهم معي ولا تملوا .. وإن أبيتم أن تفعلوا ، فاعلموا أن الأرض تلعنهم ، والجو .. والريح .. والسماء .. إنها تلعنهم جميعا من رئيسهم العاهر إلى آخر شبيح فاجر ..