دراكولا يحارب الإرهاب: دماء المسلمين بين أنياب هوليوود
محمد بركات
23 أكتوبر 2014
في الفيلم الجديد الذي يُعرَض في الصالات حالياً، بعنوان: “دراكولا، القصّة غير المرويّة”، dracula untold - 2014
يدخل المشاهد إلى صالة السينما ليشاهد فيلماً عن “دراكولا”، ويخرج منها ليتحدّث عن “داعش”.
فالفيلم يقول إنّ الكونت دراكولا هو أمير أوروبي قتل السلطان العثماني التركي المسلم محمد الثاني حين حاول اجتياح بلاده…
...
الرواية استوحاها ستوكر من علاقته ببروفسور هنغاري كان يخبره أساطير هنغارية ورومانية عن مصّاصي الدماء. فخلط هذه الأساطير بقصّة “فلاد الرهيب” وجعلها
“رسالة” حول الصراع الأبدي الأزلي بين الخير والشرّ. وينتصر الخير في النهاية.
في الرواية الأصلية يموت دراكولا بطعنة خشبية في قلبه وهو نائم نهاراً، في تابوته، ثم يُفصَل رأسه عن جسده. وهو موت يحاكي موت “فلاد الرهيب” الحقيقي، الذي ما زال قصره موجوداً في رومانيا. فقد قُتِلَ بفصل رأسه عن جسده من قبل قاتل ظلّ مجهولًا، وقيل إنّ السلطان العثماني محمد الثاني أرسله إليه في عام 1476، بعدما أتعبه في صدّ هجمات جيوشه.
في أفلام دراكولا، خلال السنوات الخمسين الأخيرة، كان يتمّ تصويره بين الرواية الخرافية، على أنّه مصّاص دماء تلقّى عضّة خفّاش، وبين أنّه عقد اتفاقاً مع الشيطان للقضاء على البشر. لكن ولا مرّة صُوِّرَ على أنّه حارب المسلمين وكان بطلاً قومياً أوروبياً.
في الفيلم الجديد يعقد حاكم ترانسلفانيا اتفاقاً مع الشيطان ليحظى بقواه الخارقة، بهدف صدّ هجوم محمّد الثاني على مملكته.
محمّد (وتمعّنوا في معنى اسم “محمّد” هذه الأيّام، في الشرق والغرب) الغاضب لأنّ “فلاد الرهيب” لم يرسل إليه ألف مراهق لتحويلهم إلى مقاتلين، ومعهم ابنه.. تماماً كما فعل والد فلاد الثاني حين أرسل فلاد الثالث إلى والد السلطان محمد.
في الفيلم الجديد، المعروض حالياً في صالات السينما حول العالم، يصير دراكولا بطلاً قوميّاً يحارب جحافل المسلمين، الذين يجعلك الفيلم تكرههم وتفرح لموتهم. جحافل الجيوش المسلمة التي تتساقط على أبواب ترانسلفانيا.
هكذا جعلنا الفيلم نحبّ دراكولا، مصّاص الدماء الجديد، الطيب القلب الذي يحبّ شعبه، ونتقرّب منه على اعتباره “مقاوِماً” ضدّ الاحتلال والغزو المسلم لأوروبا. رغم أنّه تحالف مع “الشيطان” ليمصّ دماء البشر. لكن ربّما لا بأس إذا كانوا مسلمين.
محمد بركات
23 أكتوبر 2014
في الفيلم الجديد الذي يُعرَض في الصالات حالياً، بعنوان: “دراكولا، القصّة غير المرويّة”، dracula untold - 2014
يدخل المشاهد إلى صالة السينما ليشاهد فيلماً عن “دراكولا”، ويخرج منها ليتحدّث عن “داعش”.
فالفيلم يقول إنّ الكونت دراكولا هو أمير أوروبي قتل السلطان العثماني التركي المسلم محمد الثاني حين حاول اجتياح بلاده…
...
الرواية استوحاها ستوكر من علاقته ببروفسور هنغاري كان يخبره أساطير هنغارية ورومانية عن مصّاصي الدماء. فخلط هذه الأساطير بقصّة “فلاد الرهيب” وجعلها
“رسالة” حول الصراع الأبدي الأزلي بين الخير والشرّ. وينتصر الخير في النهاية.
في الرواية الأصلية يموت دراكولا بطعنة خشبية في قلبه وهو نائم نهاراً، في تابوته، ثم يُفصَل رأسه عن جسده. وهو موت يحاكي موت “فلاد الرهيب” الحقيقي، الذي ما زال قصره موجوداً في رومانيا. فقد قُتِلَ بفصل رأسه عن جسده من قبل قاتل ظلّ مجهولًا، وقيل إنّ السلطان العثماني محمد الثاني أرسله إليه في عام 1476، بعدما أتعبه في صدّ هجمات جيوشه.
في أفلام دراكولا، خلال السنوات الخمسين الأخيرة، كان يتمّ تصويره بين الرواية الخرافية، على أنّه مصّاص دماء تلقّى عضّة خفّاش، وبين أنّه عقد اتفاقاً مع الشيطان للقضاء على البشر. لكن ولا مرّة صُوِّرَ على أنّه حارب المسلمين وكان بطلاً قومياً أوروبياً.
في الفيلم الجديد يعقد حاكم ترانسلفانيا اتفاقاً مع الشيطان ليحظى بقواه الخارقة، بهدف صدّ هجوم محمّد الثاني على مملكته.
محمّد (وتمعّنوا في معنى اسم “محمّد” هذه الأيّام، في الشرق والغرب) الغاضب لأنّ “فلاد الرهيب” لم يرسل إليه ألف مراهق لتحويلهم إلى مقاتلين، ومعهم ابنه.. تماماً كما فعل والد فلاد الثاني حين أرسل فلاد الثالث إلى والد السلطان محمد.
في الفيلم الجديد، المعروض حالياً في صالات السينما حول العالم، يصير دراكولا بطلاً قوميّاً يحارب جحافل المسلمين، الذين يجعلك الفيلم تكرههم وتفرح لموتهم. جحافل الجيوش المسلمة التي تتساقط على أبواب ترانسلفانيا.
هكذا جعلنا الفيلم نحبّ دراكولا، مصّاص الدماء الجديد، الطيب القلب الذي يحبّ شعبه، ونتقرّب منه على اعتباره “مقاوِماً” ضدّ الاحتلال والغزو المسلم لأوروبا. رغم أنّه تحالف مع “الشيطان” ليمصّ دماء البشر. لكن ربّما لا بأس إذا كانوا مسلمين.