لا تخدعوا أنفسكم فإنه لا يمكن التقارب مع الشيعة :
بقلم : أبو ياسر السوري
كان كثير من أبناء السنة مخدوعا بإيران ، وعلى رأسهم بعض من يطلق عليهم وصف " مفكرين إسلاميين " من أمثال فهمي هويدي .. وسليم العوا .. وغيرهم ممن يظنون أنه من الممكن إحداث تقارب بين أبناء السنة وشيعة إيران .. فأما سليم العوا فقد وعد في برنامجه الانتخابي لمنصب الرئاسة في مصر بعد مبارك ، أنه سيعمل جاداً على إيجاد تقارب بين إيران ومصر ، وزعم أنه يدعو إلى تقارب يحقق مصالح البلدين .. وأما فهمي هويدي فقد كان أكثر صراحة في تحيزه لشيعة إيران ، وذلك حين زعم أن الجفاء المتبادل بين العرب وإيران ، تقع الملامة فيه على عاتق علماء السنة أولاً ، وعلى زعماء الأمة العربية ثانيا ، لأنهم رفضوا أن يضعوا أيديهم في يد إيران بعد قيام ثورة الخميني ، وأخطؤوا بذلك خطأ قاتلا ، خصوصا حين انضموا إلى صف صدام في حربه مع إيران ..
وتجاهل كل من العوا وهويدي حقيقة أن إيران الخميني لم تمد يد الصداقة للعراق ، ولم تلوح له بتبادل المصالح .. وإنما بادأته بالعدوان المتكرر مئات المرات ، ثم قامت إيران آنذاك باحتلال أجزاء من العراق ، وأعلن الخميني عن تصدير ثورته إلى العالم بالقوة ، فبدأ بالعراق ، مما اضطر الرئيس العراقي إلى صد العدوان ، والدفاع عن أمن بلده مما يتهدده من احتلال .. فهل يريد العوا وهويدي أن يسكت صدام إلى أن تحتل إيران العراق بالكامل .؟ وهل يريد هذان الأحمقان المتفيهقان أن يسكت زعماء الأمة العربية ، إلى أن تكتسحهم جحافل الخميني لاستعادة أمجاد فارس وطمس معالم الإسلام من كافة البلاد العربية .؟؟
للعلم نقول : إن العوا والهويدي لا يستفتيان في مثل هذه القضايا ، فما هم في هذا المجال ، سوى طبول فارغة ، وأجهل من عَيْر الحي .. وإنما يستفتى فيها أرباب الاختصاص . وسأذكر لكم اثنين منهما .. أحدهما علامة في الدين الإسلامي على مستوى العالم كله ، هو :" الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله .. والثاني : " المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ عبد الله النفيسي ، أمد الله في حياته ، وهو أكبر متخصص بدراسة الشأن الإيراني " فقد جرب هذان العالمان السير في طريق التقارب المذهبي بين أبناء السنة والشيعة ردحا من الزمن ، وحضرا كثيرا من المؤتمرات بهذا الخصوص ، ثم عدلا عما بدءا به ، ليقينهما أنه يستحيل أن يحدث أي تقارب بين أبناء هذين المذهبين ، لعدم وجود أرضية مشتركة يمكن أن يقف عليها الطرفان ... فشيعة إيران قوم لم يبرحوا المجوسية ، ولا يدينون بدين الإسلام الذي ارتضاه الله لهذه الأمة .. وخلافنا وإياهم ليس خلافا في الفروع ، وإنما هو خلاف في الجذور والأصول .. فهم لا يؤمنون بقرآننا المتداول بين أيدي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. ولا يأخذون بكتب الحديث الصحيحة ، التي نقلت إلينا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسننه القولية والفعلية والتقريرية .. ثم إن هؤلاء الشيعة لا يكفون عن شتم أمهات المؤمنين والنيل من أعراضهن ، واتهامهن بما لا يليق ، خاصة أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها وعن والديها ، واتهامها ينطوي على تكذيب صريح للقرآن الكريم الذي برأها من الإفك .. وليس هذا وحسب ، وإنما تعتقد شيعة إيران أن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منافقون مرتدون عن الإسلام ، إلا نفرا يعدون على أصابع اليد الواحدة .. ثم إن هؤلاء الشيعة لا يصلون صلاتنا ، ولا يصومون صيامنا ، ولا يحجون حجنا ، بل ولا يؤدون الزكاة المفروضة كما نؤديها .. فدينهم مغاير تماما لديننا .. لذلك لا يوجد في إيران كلها مسجد واحد لأبناء السنة .. فأي تقارب يمكن أن يقوم بيننا بين هؤلاء .؟؟
فواعجبا من عالم لا يزال يدعو الناس إلى التقارب المذهبي بين الفريقين .!!! والمصيبة الكبرى أن بعض هؤلاء الدعاة يوصفون بقادة الفكر الإسلامي ، وهم في الحقيقة بين أمرين ، إما أنهم جهلة بدين الله ، أو أنهم ضالون مضلون .. لهذا ننصح كل مسلم ، غيور على دينه ، أن لا يغتر بتلك الأسماء اللامعة ، فإبليس .. وفرعون .. وهامان .. وأبو جهل .. كلهم من المشاهير ، ولكن شهرتهم وبال عليهم ، وهم حصب جهنم .. ولست أدري كيف تمنح هذه الألقاب الفضفاضة ، لأقزام ليسوا من الإسلام الصحيح في عير ولا نفير .. قال تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * ) .