(خاطرة ) نحن في عالم يعوم على بحر من الكذب :
تكذب الدول الكبرى لتبرير إجرامها .. وتكذب لتمرير مؤامراتها .. وتكذب لشرعنة ظلمها .. يكذبون وهم يعلمون أنهم يكذبون .. لأن المعايير الإنسانية أصبحت معكوسة .. فالغاية تبرر الوسيلة . والمصلحة تجيز ارتكاب الرذيلة ..
ولولا ذلك ، لما حدث ما حدث ويحدث لسوريا من خراب ودمار وقتل وإجرام .. فأوباما يكذب حين يزعم أنه عاجز عن لجم الأسد .. وروسيا تكذب حين تدعي أنها تناصر الأسد لأنه يمثل الشرعية .. وإيران تكذب حين تزعم أنها تناصر الأسد لأنه مقاوم ممانع .. وحزب الشيطان يكذب حين يزعم أنه انخرط في الصراع السوري لحماية المزارات في سوريا .. وداعش تكذب حين تزعم أنها دولة الإسلام في العراق والشام ، وهي دولة النفاق والدجل في العالم كله ..
كلهم يكذبون .. ونحن ضحايا أكاذيب ، يتبناها عالمنا المجرم الكذاب .. هل هنالك عالم آخر فنرحل إليه .؟؟ طبعا ليس هنالك غير هذا العالم الذي نعيش فيه .. فنحن نمثل فيه بقعة الصدق البيضاء ، في مساحة من الكذب أكبر من بحر الظلمات ..