الصرخة الأخيرة .. التي يجب أن يسمعها كل سوري :
====================
تقديم : ابو ياسر السوري

كتب الأستاذ معتز شكري فيصل مقالا بعنوان :
" من الأندلس إلى سوريا
"
يقول فيه كلاما كان يجب أن يقال منذ زمن بعيد .. كلاما يحذر فيه من المواقف المائعة والهامشية التي يتبناها كل من علماء الدين .. والسياسيين .. وحتى الثوار الذين يحملون السلاح ويقاتلون في الميادين .. وكلهم يعمى أو يتعامى عن حقيقة تفقأ العيون ، وتقول لكل هؤلاء : أنتم في واد والعمل المطلوب في واد آخر ..
فأما علماء المسلمين السوريين :
فإنهم ما زالوا معنيين بتشكيل فروع لروابط العلماء ، ومراكز للمجالس الإسلامية السورية في إستنبول ، وهذه وتلك لم ولن تقدم للمسلمين السوريين شيئا ، سوى أنها ستبرز بعض المنافقين على حساب الشهداء والدماء والأشلاء .. وإن أحسن هؤلاء العلماء طريقة أغمض عينيه عما ينفع ، والتفت إلى فتح مكاتب للدعوة إلى الله بزعمه ، واجتهد في جمع التبرعات لفتح مراكز لها ، وتمويلها بالأموال اللازمة للمحاضرين والواعظين ، الذين لا يدل على الله حالهم ، ولا يقرب إليه مقالهم ..
وأما السياسيون :
فهم منهمكون في قضايا المحاصصة على المناصب ، وتشكيل التكتلات وعقد المؤتمرات ، التي ما أريد بها إنقاذ وطن يتعرض للدمار والخراب .. بل يتعرض للإفناء والإزالة من الوجود .. وقد وصلتهم أموال طائلة بمئات الملايين ، فتقاسموها وأثرى بها فقيرهم ، وضاعف من غناه غنيهم .. ولا ندري هل هم خونة في الأصل ، ولذلك لم يقدموا للبلد خيرا قط .. أم أن من أعطاهم المال اشترط عليهم أن يكونوا خونة لدينهم ووطنهم ، لتنفيذ مخطط ضياع سوريا ، وتغيير التركيبة السكانية فيها ، وتهجير أبناء السنة ، وإحلال الشيعة محلهم ..
وأما المقاتلون :
فأغلبهم من الشباب المتحمس ، وقد خرجوا للدفاع عن الدين والوطن والعرض والنفس .. فاستشهد خيرتهم .. وما زال كثير منهم يقاتل ، فيقتل ويقتل ، ويبذل المهج في مقاومة هذا النظام المجرم .. بل وصار مطالبا أخيرا أن يقاتل داعش ، التي آلت على نفسها أن تقضي على الثورة السورية أولا ، ثم تسلم البلد للشيطان بعد ذلك .. وهكذا أصبح شبابنا بين نارين .. بل إن التحالف الدولي دخل أخيرا على الخط ، ليكمل الناقص ، فهو يشن حربا ضارية على الكتائب الإسلامية التي تواجه نظام الأسد ، وتدافع عن كرامة السوريين وحريتهم ..ويسكت عن النظام الذي هو أصل كل بلاء وإجرام في سوريا ..
فإلى هؤلاء جميعا وإلى كل سوري حر .. كتب الأستاذ معتز شكري فيصل مقاله ، محذرا منذرا العلماء والسياسيين وحتى المجاهدين .. من مصير أسود ينتظرهم جميعا، إذا لم يعرفوا طبيعة المرحلة، ونوع الخطر المحدق بهم قال فيه ما يلي  :
من الأندلس إلى سوريا :
================
بقلم : معتز شكري فيصل
لا أدري لماذا لا يريد الكثيرون أن يفهموا أن المخطط في # سوريا # هو تفريغها نهائيا من السنَّـة .
لا أدري لماذا يتعامى الكثيرون عن هذه الحقيقة التي أصبحت تفقأ العيون لوضوحها ويُصِرُّون على خوض معارك جانبية بدل المعركة الأصلية الحقيقية الوحيدة على الأرض .
لا أدري لماذا لا يقوم علماء سوريا ومشايخها بروابطهم ومجالسهم سواء منهم الموالين أو المعارضين بالحديث عن هذا الموضوع علناً وكشفه للناس وتوضيح الأساليب المتبعة في هذا المجال وشرح الجريمة الكبيرة التي ترتكب بحق شعبنا وأمتنا ووطننا .
ما حصل حتى اليوم فقط يحتاج لمليارات الدولارات ولعشرات السنين لإعادة تصحيحه على أرض الواقع. مليون شيعي مجنس جديد في سوريا، تعويض أهالي ريف دمشق عن بيوتهم بواحد بالمائة من سعرها، الاستيلاء على البيوت الفارغة بواسطة القانون الجديد، شراء الأراضي والبيوت من قبل الإيرانيين وعملائهم في مناطق تمتد من دمشق إلى حمص إلى الساحل، تفريغ حمص من السنة ومنع عودتهم إليها بشتى الوسائل، والباقي يتبع .
أمام السنة في سوريا حلان: الرحيل أو التشيع. في أفضل الأحوال قد يسمح لهم بالبقاء في منطقة حلب وإدلب والجزيرة ولكن بشرط أن تتحول هذه المناطق إلى مناطق صومالية، يعني حروب لا تنتهي بين داعش ومهابيل الدولة الإسلامية الوهمية وبين العرب والأكراد وبقايا الجيش الحر والكتائب المسلحة على اختلاف أنواعها وألوانها .
الاستثناء الوحيد هو حدود فلسطين يعني محافظتي درعا والسويداء، حيث ستؤمن هذه المناطق بطريقة مختلفة لا ندري شكلها الحالي وسيكون للأردن والسعودية الدور الأكبر في إعادة تشكيلها .
القضية ليست قضية تقسيم بل إعادة تشكيل التركيبة السكانية كاملة. حتى حلم الدولة السنية في الشمال لم يعد وارداً للأسف .
يا أهل سوريا : لم تعد الثورة ثورة حرية وكرامة وعزة فقط، فقد تحولت إلى صراع وجود حقيقي، وإني أناشدكم الله والدين والعروبة والوطن والمقدسات وكل ما تؤمنون به أن تتوحدوا وأن تتفقوا وأن تعوا الوضع الحقيقي، وأن تكفوا عن إلهاء أنفسكم بالأعمال الوهمية والإغاثية والعسكرية المحلية المحدودة، وأن تضعوا مخططاً واضحاً بديلاً عن المخطط الإيراني الإسرائيلي النصيري الذي صار في حيز التنفيذ وأنتم مازلتم في طور تدمير دبابة وتفجير حاجز وقتل شبيح .
أناشد المثقفين وأدعياء الثقافة والكتاب والناشطين في الداخل والخارج واليمين واليسار وكل سوري يؤمن بسوريا الوطن أن يصحو وينظر ويتدبر قبل أن يفوت الأوان فقد فات نصف الأوان أو أكثر .
مرة أخرى النداء الأخير للمجلس الإسلامي السوري وروابط العلماء و الدعاة :
سترون أولادكم أو أحفادكم قريباً في مجالس التطبير أو في جيش حزب الله السوري وعندها على الدنيا السلام ولن تفيدكم الزعامات ولا الخلافات ولا الإغاثات ولا الإعانات ولا فتاوى الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل وستسألون عما كنتم تعملون .
إلى كل من يرفع بالإسلام رأساً في سوريا ومازال يقف مع المجرم الأكبر رغباً أو رهباً: لقد كان مسلمو الأندلس أكثر ذكاءً وحنكةً منك ومن أبيك ومن مشايخك ومن علمائك وها أنت اليوم تقرأ عن مصيرهم الأسود بعد أن رضوا بالاستسلام والفرقة والاستبدال بحجة المداهنة والمسايرة والصبر والمصابرة .
[بكلمة] سوريا : نحو الاتحاد وتوحيد الجهود أو الفناء.
معتز فيصل
03.06.2014
انشرها للاطلاع والمناقشة