بإذن الله سيأتي العيدُ غيرَ بعيد ...
كلما مَرّ بنا عيد جديد هاجت الأشجان و ثارت الأحزان و نحن نرى استطالةَ جولة الباطل وامتدادَ معاناة أهل الحق، فإنّا ما نزال نرتقب ساعة النصر في كل يوم، ونتمنى أن يكون كل عيد جديد عيدَين في عيد، فإذا جاء العيد والطاغيةُ باق ما يزال غلب الأسى وخابت الآمال.
يا أيها المؤمنون: إنكم تقيسون المعركة بالأيام فتستكثرون بقاء الطغاة والمجرمين إلى هذا اليوم، ولكنْ ما أيامٌ وما شهور وأعوام في أعمار الأمم؟ منذ كم ضربَت شجرةُ الشرّ والطغيان جذورَها في أرض الشام؟ منذ نصف قرن من الزمان. أتستكثرون شهراً من الصبر والمعاناة في سبيل الحرية مقابلَ كل سنة من سنوات القهر والاحتلال والرَّصْف في الأغلال؟
يظن الظالم ويظن أولياؤه أنه ثبت في الأرض ثبات الجبال فلا تهزّه ريحٌ ولا يقتلعه إعصار ولو ثار، ويكاد نفر من المؤمنين يُفتَنون فيظنونه كذلك، ثم يضربه الله ضربة قاصمة، فإذا هو تمثال من ثلج طلعت عليه شمسُ الصباح فذاب وابتلعته الأرض : { فأخذناهم بغتة و هم لا يشعرون } .
لقد طال ليلُ مَن مضى من الظالمين حتى ظنّ قومٌ أنه لا فجرَ بعده. ألا تذكرون طاغية ليبيا؟ تسلط على الشعب الليبي الكريم اثنتين وأربعين سنة حتى كاد لسان حاله ينطق فيقول: يزول الفلك ولا أزول. فما هو إلا أن قال الله له "زُلْ" فزال؛ تهافت في أيام قِصار كما تتهافت كومة من رمل ضربها إعصار. أذلّه الله حتى أخرجه الثوار من حيث يَمشي ما يخرج منه ومنهم، أسيراً كسيراً ذليلاً، وقد اجتمع في عينيه من الذلّ والهوان ما لو وُزِّع على مليون إنسان لكفاهم وفاض منه فائضٌ من الذل والهوان.
يا أيها الناس: والله إني لأنظر إلى مصارع من مضى من الطغاة فأرى مصارع طغاة سوريا، ولسوف ترونهم ذات يوم في مشهد تقرّ به العيون وتبرد به الأكباد فتذكرون هذه الكلمات، أو يقرؤها أبناؤكم بعد دهر فيقولون: كان في الشام ذات يوم جبّار سمى نفسَه أسداً لمّا خلا من الأسود العرين، فما هي إلا أن عادت إلى الشام آسادُها حتى انقلب نعجةً مذعورة، وما هي إلا ساعة في عمر الزمان حتى رُمي جيفة منحورة، ثم أشرقت على أرض الشام شمس يوم جديد بلا أسد ولا عبيد .
ذلك هو العيد السعيد لمن استبطأ النصرَ و ركبه الهمُّ في هذا العيد .
كلما مَرّ بنا عيد جديد هاجت الأشجان و ثارت الأحزان و نحن نرى استطالةَ جولة الباطل وامتدادَ معاناة أهل الحق، فإنّا ما نزال نرتقب ساعة النصر في كل يوم، ونتمنى أن يكون كل عيد جديد عيدَين في عيد، فإذا جاء العيد والطاغيةُ باق ما يزال غلب الأسى وخابت الآمال.
يا أيها المؤمنون: إنكم تقيسون المعركة بالأيام فتستكثرون بقاء الطغاة والمجرمين إلى هذا اليوم، ولكنْ ما أيامٌ وما شهور وأعوام في أعمار الأمم؟ منذ كم ضربَت شجرةُ الشرّ والطغيان جذورَها في أرض الشام؟ منذ نصف قرن من الزمان. أتستكثرون شهراً من الصبر والمعاناة في سبيل الحرية مقابلَ كل سنة من سنوات القهر والاحتلال والرَّصْف في الأغلال؟
يظن الظالم ويظن أولياؤه أنه ثبت في الأرض ثبات الجبال فلا تهزّه ريحٌ ولا يقتلعه إعصار ولو ثار، ويكاد نفر من المؤمنين يُفتَنون فيظنونه كذلك، ثم يضربه الله ضربة قاصمة، فإذا هو تمثال من ثلج طلعت عليه شمسُ الصباح فذاب وابتلعته الأرض : { فأخذناهم بغتة و هم لا يشعرون } .
لقد طال ليلُ مَن مضى من الظالمين حتى ظنّ قومٌ أنه لا فجرَ بعده. ألا تذكرون طاغية ليبيا؟ تسلط على الشعب الليبي الكريم اثنتين وأربعين سنة حتى كاد لسان حاله ينطق فيقول: يزول الفلك ولا أزول. فما هو إلا أن قال الله له "زُلْ" فزال؛ تهافت في أيام قِصار كما تتهافت كومة من رمل ضربها إعصار. أذلّه الله حتى أخرجه الثوار من حيث يَمشي ما يخرج منه ومنهم، أسيراً كسيراً ذليلاً، وقد اجتمع في عينيه من الذلّ والهوان ما لو وُزِّع على مليون إنسان لكفاهم وفاض منه فائضٌ من الذل والهوان.
يا أيها الناس: والله إني لأنظر إلى مصارع من مضى من الطغاة فأرى مصارع طغاة سوريا، ولسوف ترونهم ذات يوم في مشهد تقرّ به العيون وتبرد به الأكباد فتذكرون هذه الكلمات، أو يقرؤها أبناؤكم بعد دهر فيقولون: كان في الشام ذات يوم جبّار سمى نفسَه أسداً لمّا خلا من الأسود العرين، فما هي إلا أن عادت إلى الشام آسادُها حتى انقلب نعجةً مذعورة، وما هي إلا ساعة في عمر الزمان حتى رُمي جيفة منحورة، ثم أشرقت على أرض الشام شمس يوم جديد بلا أسد ولا عبيد .
ذلك هو العيد السعيد لمن استبطأ النصرَ و ركبه الهمُّ في هذا العيد .