أسرار إيرانية (3) : الخلافة الداعشية ورقة إيرانية لابتزاز الغرب
بقلم : أبو ياسر السوري
3 / 10 / 2014
مما لا شك فيه أن العراق بعد انسحاب أمريكا منه ، جرى تسليمه لنظام شيعي موال لإيران .
ومما لا شك فيه أن قيادة داعش مخترقة من إيران ؟ وأن دفة السفينة الداعشية هي في أيدي هؤلاء القادة الإيرانيين ، فلماذا إذن يوجهون سهامهم لضرب نظام تابع لإيران .؟
إيران اخترعت داعش لاستخدامها كورقة تخوف بها الغرب ، وتساومه من خلالها على استمرار برنامجها النووي . فداعش ترفع راية الخلافة الإسلامية بتوجيه من إيران ، والخلافة بعبع مخيف للغرب والشرق . ومخيفة لإيران نفسها .
ولكن إيران تريد أن يتساهل الغرب معها في برنامجها النووي ، وإسرائيل - رغم أنها صديقة سرية لإيران - تمانع من تحول إيران إلى دولة نووية ، ولا تطمئن الدولة العبرية أن يكون في المنطقة من يمتلك هذا السلاح غيرها ..
لذلك أوعزت إيران لضباطها المشاركين في قيادة داعش أن يعلنوا عن قيام الخلافة ، وأن يستولوا على أجزاء من العراق ومن سوريا . لتقول للغرب إن الخلافة على وشك أن تعود ..
وإيران حين تفعل هذا ، تعلم أن الخلافة الداعشية لن تشكل خطرا عليها ، لأنها من صنعها ، ولأن بإمكانها أن تطيح بها وتسقطها متى شاءت . ولكن إيران أرادت تضخيم قوة داعش لإخافة الغرب منها، فمكنتها من السيطرة على الرقة والموصل ، فدخلتهما من غير مقاومة تذكر ..
وارجعوا بنا إلى الوراء قليلا ، لنرى أن سقوط الرقة السورية في يد داعش حصل من غير مقاومة ، فقد انسحب نظام الأسد بإيعاز من إيران ، ومكن لداعش من دخول الرقة والسيطرة عليها بساعات قليلة ..
وكذلك كان الحال أثناء سقوط الموصل فيما بعد ، فالموصل لم تسقط بقوة سلاح داعش ، وإنما سقطت بإيعاز من النظام العراقي نفسه ، وسلمت لداعش ، بكامل سلاحها وعتادها ، ودون أية مقاومة ..
وهذه الرؤية تحل لنا لغزا كبيرا في رفض الخامنئي أن يتدخل التحالف لضرب داعش في العراق .. فداعش صنيعته ، والنظام العراقي تحت سيطرته ، ولا خوف على أي منهما من الآخر .. لهذا يرفض خامنئي أن تضرب داعش ، ويريد لمسرحيته الداعشية أن تستمر ، لابتزاز الغرب بخصوص البرنامج النووي الإيراني .