معاهم . معاهم .. عليهم . عليهم ..!!
بقلم : ابو ياسر السوري
لماذا يستنكر الإخوان المسلمون أن يقوم تحالف دولي بضرب داعش؟ فيضعهم هذا الاستنكار في موقع التهمة بتبعيتهم لإيران .؟ لأن داعش صنيعة إيرانية ، وقيام تحالف لضربها مضر بمصالح إيران ..
فإيران تعتمد على داعش اعتمادا قويا في إحباط الثورة السورية ضد حليفها بشار ، وضرب داعش قد يمهد لإسقاط بشار ، وسقوطُهُ هزيمة لإيران .. وإسقاطٌ للورقة السورية من يدها ، وهي تحافظ عليها بكل ما أوتيت من قوة ، لتساوم بها على استمرار برنامجها النووي .. لقد رفض التحالف الدولي أن تشارك إيران بضرب داعش .. وتردد الإخوان في الموافقة على ضرب داعش أيضا ، ولم يذكروا لنا سببا وجيها لرفضهم .؟ ونستبعد أن يكون تنظيمهم في سوريا ، قد فعل ذلك تبعا لإيران ، لأنهم الجناح الأعقل بالمقارنة للإخوان في مصر والأردن .. من أصحاب الميول الإيرانية ..
ولكن قد يقال : إن رفض الإخوان السوريين لفكرة تحالف دولي لضرب داعش ، لم يكن تبعا لإيران ، وإنما كان تبعا لتركيا ، التي رفضت المشاركة في هذا التحالف .. ولكن الرفض التركي لم يكن سوى مناورة سياسية ، لإنقاذ أسراهم من قبضة داعش ، الذين كانت احتجزتهم يوم قامت باقتحام الموصل ، فلما أفرج عن الأسرى الأتراك ، صار من مصلحة الأتراك أن يتعاونوا مع التحالف الدولي ، ويدفعوا عن تركيا خطرا يتهددها ، فهم يعلمون أن داعش صنيعة إيرانية سورية ، وأنها تشكل خطرا على بلادهم ..
وبعيدا عن موقف إيران وتركيا من داعش .. ألا يعلم تنظيم الإخوان السوري أن داعش تقوم بقتل أبناء السنة السوريين ، وهي بذلك تقدم خدمات جلى لبشار الأسد.. فلماذا يحزنون على داعش حين يهيئ الله من يقتلها ، ويريحنا من شرها .؟؟ ولماذا لا يستقلون هم بقرارهم ؟ بل لماذا يترددون في الموافقة على هلاك الدواعش وقد عانينا منهم الأمرَّين .؟؟ ثم لماذا لا يركبون الموجة القوية ، التي تضطلع بالقضاء على داعش ، ويستغلونها للقضاء على الأسد كمرحلة تالية .؟؟
على فكرة لقد غيَّر الإخوان رأيهم ووافقوا أخيرا على ضرب داعش .. يعني الجماعة كما قال المثل :" معاهم . معاهم .. عليهم . عليهم .."