المختصر / مثلما كانت تتحدث عن تصدير الثورة هاهي إيران تتمدد وتملأ نصف الكأس الذي تركناه فارغاً، ورعنا السياسي عن التدخل في شؤونها الداخلية جعلها تلقانا بشبق توسعي في دولنا وبين شعوبنا، وعزوفنا عن التخطيط لتحجيم نفوذها لم يمنعها من التخطيط للتوغل في دولنا، وسكوتنا عن المطالبة بحقوق السنة المضطهدين على أراضيها لم يجعلها تصمت عن تبني مطالب المواطنين الشيعة في بلادانا، وكأنها ولية أمر الأقليات الشيعية، أو لكأن مواطنيننا الشيعة فُرس من بني جلدتها وليسوا عرباً لا يختلفون عنا إلا في المعتقد لا غير، ومع ذلك تتبنى قضاياهم، وعلى جراح المتوجعين منهم تذر الملح لتتباكى على نواحهم، لتتخذ منهم فزاعة للضغط علينا، وفي المقابل نحن لا نفعل شيئاً للدفاع عن عرب الأحواز والأقليات السنية الذين يبلغ تعدادهم زهاء الثلاثين مليون سني إيراني، تقهقرنا أمامها جعلها تتمدد في كل اتجاه، حتى الدول الإسلامية التي لا تَواجد للشيعة فيها ذهبت تشيع فقراءها، لتصطنع لهم وجوداً ومظلومية تلطم عليها؛ ونحن نتفرج لا نحرك ساكناً!
مايحدث فشل سياسي عربي وراء تغولها في المنطقة، فشل سياسي عربي وراء تدخلها في شؤوننا الداخلية، فشل سياسي عربي وراء تمددها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولواذنا بالصمت حيال مطامعها سيغريها بالمزيد من التدخل والتمدد أكثر فأكثر، في عام ١٩٨٣م التقت مجلة الدستور اللندنية الإمام الخميني، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وفي أهم وأخطر تصريح له قال:"عندما تنتهي الحرب على العراق علينا أن نبدأ حرباً أخرى، أحلم أن يرفرف علمنا فوق عمان والرياض ودمشق والقاهرة والكويت"!
طبعاً لا يمكن اعتبار تصريح الخميني هذا ضمن فبركات الحرب الإعلامية المضادة من الإعلام العربي، لأن من مبادىء ثورة الخميني المعلنة تصدير الثورة لدول الجوار والمنطقة، وقبل سنوات حين استضاف الإعلامي محمد الهاشمي بعض النخب السنية والشيعية في قناة المستقلة للحوار والتقريب انبرى أحد ضيوفه الشيعة وقال:"بصراحة كل من استضفتموهم يقولون سياسة وليس عقيدة، نحن شيعة أهل البيت لدينا طموح عظيم ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، بعد أن زال صدام أصبح لدينا العراق، وهناك مواقع جديدة نسعى إليها - وأضاف - ثق بالله الكريم يادكتور محمد الهاشمي أنا أقول لك بصراحة الخليج هو هدفنا الثاني، واليمن الحوثيون والزيديون إخوان لنا، سوف يكونون الطوق الذي يسعى لامتدادنا على كل المنطقة، والله نسعى للسيطرة على الحجاز، ونجد، وعلى الكويت، وعلى البحرين - إلى أن قال - لا نجامل ولا نهادن في عقيدتنا بغداد اليوم وغداً نجد"!
هذا مختصر ما قاله والمقطع كاملاً محفوظ في اليوتيوب بأكثر من عنوان، وما يجري على أرض الواقع يُصَدِّق خريطة الطريق التي رسمها الخميني، وأكدها ضيف المستقلة، والآن يجري تطبيقها بجد ومثابرة، مع تغييرات طفيفة تفرضها ظروف المنطقة، من تقديم محطة على محطة دون تراجع عن الهدف الأكبر الذي يعملون من أجله، بدلالة هيمنتهم على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ومحاولاتهم المستميتة لابتلاع البحرين، بما يؤكد رسوخ العقيدة التوسعية لديهم كطائفة شيعية وليس كمطامع دولة في دولة أخرى، وما كشفه أحد جنود حزب الله المقاتلين في سوريا إلى جانب بشار يؤكد ذلك باعترافه في مقطع فيديو مليء بأقذع الشتائم والسباب، وفيه يقول متوعداً:"إذا الله أعطانا عمر لنروح إليهم في السعودية نقشطهم الكعبة - وبتحد يكرر- الكعبة إلنا مش إلهم - وتأكيداً لكلامه يشدد أحد جلسائه قائلاً: لشيعة علي بن أبي طالب"! ومايقوله هذا وأمثاله من مقاتلي حزب الله ليس إلا خلاصة التعبئة المعنوية والروحية التي يُلقنوها من قياداتهم لتعميق إيمانهم بصدق الهدف الذي يقاتلون من أجله !.
نواياهم السيئة التي ترجموها إلى أفعال لم تعد أسراراً بعد أن طفقت قيادات إيرانية كثيرة تتحدث عنها بصوت عالٍ كله جرأة وتحدٍ، وما لم نُشغل إيران بمشاكلها الداخلية فستشغلنا بأنفسنا كما تفعل الآن، هناك الكثير من القضايا الشائكة والملفات الساخنة التي لو وَجدت من ينفخ في رمادها فستكون ناراً ملتهبة، وحين تضطرم النار في بيتهم فلن يجدوا الوقت للتآمر علينا بإشعال النار في بيوتنا، والإدارة الأمريكية التي باتت تعلمنا أمور ديننا ليست جديرة بثقتنا، بعد أن تكشفت قصص غرامها للإسلام الشيعي الذي لم يتسبب لها في الكثير من المشاكل كما الإسلام السني، لذا لا يجب الثقة في موازناتها التي تخدم المشروع الإيراني وتوطيء له، قد نكون أصدقاء لأمريكا لكن إيران محبوبتها والعاشق يضحي لأجل محبوبته أكثر من أي شخص آخر !
المصدر: الراية
مايحدث فشل سياسي عربي وراء تغولها في المنطقة، فشل سياسي عربي وراء تدخلها في شؤوننا الداخلية، فشل سياسي عربي وراء تمددها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولواذنا بالصمت حيال مطامعها سيغريها بالمزيد من التدخل والتمدد أكثر فأكثر، في عام ١٩٨٣م التقت مجلة الدستور اللندنية الإمام الخميني، أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وفي أهم وأخطر تصريح له قال:"عندما تنتهي الحرب على العراق علينا أن نبدأ حرباً أخرى، أحلم أن يرفرف علمنا فوق عمان والرياض ودمشق والقاهرة والكويت"!
طبعاً لا يمكن اعتبار تصريح الخميني هذا ضمن فبركات الحرب الإعلامية المضادة من الإعلام العربي، لأن من مبادىء ثورة الخميني المعلنة تصدير الثورة لدول الجوار والمنطقة، وقبل سنوات حين استضاف الإعلامي محمد الهاشمي بعض النخب السنية والشيعية في قناة المستقلة للحوار والتقريب انبرى أحد ضيوفه الشيعة وقال:"بصراحة كل من استضفتموهم يقولون سياسة وليس عقيدة، نحن شيعة أهل البيت لدينا طموح عظيم ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، بعد أن زال صدام أصبح لدينا العراق، وهناك مواقع جديدة نسعى إليها - وأضاف - ثق بالله الكريم يادكتور محمد الهاشمي أنا أقول لك بصراحة الخليج هو هدفنا الثاني، واليمن الحوثيون والزيديون إخوان لنا، سوف يكونون الطوق الذي يسعى لامتدادنا على كل المنطقة، والله نسعى للسيطرة على الحجاز، ونجد، وعلى الكويت، وعلى البحرين - إلى أن قال - لا نجامل ولا نهادن في عقيدتنا بغداد اليوم وغداً نجد"!
هذا مختصر ما قاله والمقطع كاملاً محفوظ في اليوتيوب بأكثر من عنوان، وما يجري على أرض الواقع يُصَدِّق خريطة الطريق التي رسمها الخميني، وأكدها ضيف المستقلة، والآن يجري تطبيقها بجد ومثابرة، مع تغييرات طفيفة تفرضها ظروف المنطقة، من تقديم محطة على محطة دون تراجع عن الهدف الأكبر الذي يعملون من أجله، بدلالة هيمنتهم على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ومحاولاتهم المستميتة لابتلاع البحرين، بما يؤكد رسوخ العقيدة التوسعية لديهم كطائفة شيعية وليس كمطامع دولة في دولة أخرى، وما كشفه أحد جنود حزب الله المقاتلين في سوريا إلى جانب بشار يؤكد ذلك باعترافه في مقطع فيديو مليء بأقذع الشتائم والسباب، وفيه يقول متوعداً:"إذا الله أعطانا عمر لنروح إليهم في السعودية نقشطهم الكعبة - وبتحد يكرر- الكعبة إلنا مش إلهم - وتأكيداً لكلامه يشدد أحد جلسائه قائلاً: لشيعة علي بن أبي طالب"! ومايقوله هذا وأمثاله من مقاتلي حزب الله ليس إلا خلاصة التعبئة المعنوية والروحية التي يُلقنوها من قياداتهم لتعميق إيمانهم بصدق الهدف الذي يقاتلون من أجله !.
نواياهم السيئة التي ترجموها إلى أفعال لم تعد أسراراً بعد أن طفقت قيادات إيرانية كثيرة تتحدث عنها بصوت عالٍ كله جرأة وتحدٍ، وما لم نُشغل إيران بمشاكلها الداخلية فستشغلنا بأنفسنا كما تفعل الآن، هناك الكثير من القضايا الشائكة والملفات الساخنة التي لو وَجدت من ينفخ في رمادها فستكون ناراً ملتهبة، وحين تضطرم النار في بيتهم فلن يجدوا الوقت للتآمر علينا بإشعال النار في بيوتنا، والإدارة الأمريكية التي باتت تعلمنا أمور ديننا ليست جديرة بثقتنا، بعد أن تكشفت قصص غرامها للإسلام الشيعي الذي لم يتسبب لها في الكثير من المشاكل كما الإسلام السني، لذا لا يجب الثقة في موازناتها التي تخدم المشروع الإيراني وتوطيء له، قد نكون أصدقاء لأمريكا لكن إيران محبوبتها والعاشق يضحي لأجل محبوبته أكثر من أي شخص آخر !
المصدر: الراية