صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد
-----------------------
كتب محمد ياسر الطباع هذا الرأي، ونعيد نشره لما يحويه من أفكار تستحق القراءة والتمعّن
* * *
المجتمع الدولي بقيادة أمريكا لا تحركه مشاعر الحب أو الكره و إنما المصالح فقط ...
لا يحب بشار و لا يكره الثوار ... تركهم يقتتلون ما يزيد عن ثلاث سنوات و هو يراقبهم ليدرس من هو شريك المستقبل الأعقل و الأضمن ...
تصريحاته المنددة ببشار كانت لتغطيته أخلاقياً و شعبياً عندما تزداد بشاعة الصور و تتصاعد الأرقام ...
اجتماعاته و مؤتمراته " الداعمة " كانت على الأغلب للتعرف على الشريك الجديد في المنطقة فيما لو أسقط بشار ... تعرف عليهم فغيّرهم و بدلهم و زادهم و أنقصهم ، حتى يأس منهم و احتقرهم ... و من لم يرض الجلوس معه ... أرسل له من يقتله . لن يدعمنا أو يحالفنا المجتمع الدولي لمجرد أننا مظلومين و جرحى "
مساعداته الطبية شحيحة و هو عميق الاطلاع على الحال و له نشطاء و عيون في كل مكان و يستطع سد الثغرة لو أراد بسهولة ...
مساعداته العسكرية كانت غير فتاكة ... و عندما سخر الجميع منها ، أرسل أسلحة ناقصة تعمل في النهار و عمياء في الليل لا تقلب التوازن العسكري و تدخل بالقطّارة ...
طالت الأزمة و هو يعلم كيف ينهيها بسرعة و سهولة ... لا تهمه أرقام القتلى و لا يحزنه حجم الدمار ... بقي يسوّف اتخاذ القرار و هو يناقش مصير سوريا و يعقد الصفقات حولها مع الجميع إلا مع أهلها ... فضعف تمثيلها السياسي و تشرذم عملها العسكري أفقدها الحق في تقرير مصيرها ...
لا أعتقد أننا نستطيع أن نقول كثيراً هذه الأيام ... لأن الكلام بات أكثر كلفة ، فهو لن يؤثر في مجريات الأمور و إنما قد يستخدم في وقت الحساب و إخماد ما تبقى من الثورة . لا تشتموا كل من نسينا أو خذلنا يا اخوتي ... فذلك لن يفيد ...
لنستغل ما بقي من قرارنا و طاقتنا لنتقارب فيما بيننا و ندرس ما يحصل بعمق روية ، قد يكون أنسب ما نقوم به هو التخندق و خفض الرأس حتى تزول العاصفة و تضح الأمور ... لا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بدفع الأمور في الاتجاه الذي نريد ، فقدنا قرارنا و قوتنا الدافعة عندما اعتقدنا أن المدد سيأتي من الخارج، فبنينا ثورتنا على وقود نفذ سريعاً من بين أيدينا ليتحكم بنا الآن من يملكه و لا تهمه مصلحتنا ...
على حكمائنا و عقلائنا و مفكرينا دراسة الواقع بتطوراته السريعة و إعطاء الخطط و النصائح لكيفية فهمه و التعامل معه و استغلاله و علينا الاستماع لهم ، لنزل من عقولنا الجملة البالية المكرورة " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " إن كنا نحتاج صوتاً نسمعه الآن فهو صوت الخبير الحكيم الناصح ... لا سوريا و لا ثورتنا ستعودان كما كانتا أو كما كنا نأمل لهما ، و لا نحن سنعود إلى حضن الأسد .
القرار الدولي بإنهاء الفوضى و النزاع المسلح في المنطقة قد صدر و لا قول لنا فيه و لا رأي ... أخر المجتمع الدولي هذا القرار حتى أوجد المسوّغ - ليس أمامنا ، فذلك آخر همه - و لكن أمام شعوبه ...
زرع لنا بذور داعش و فسح لها المجال ليملأها شباب بسطاء و يسروا لهم الطريق و عندما كبرت قليلاً وضعوا المجهر عليها و ضخموها حتى ظن العالم أنها ستبتلعه ، فحان الآن وقت البطولة لتخليص العالم منها ... و خلال هذه العملية و من دون أن يدري أو يكترث أحد سيزيلون كل من قد يعكر خططهم لتشيكل سوريا الجديدة ، سوريا الممسوخة التي سيحاولون خياطة جسدها الممزق باستخدام أجزاء من سوريا الأسد و سوريا المهدمة ... أو سوريا المقسمة .
لا أدري ماذا أقول و بم أنصح ، فأنا أول الضائعين في هذه المتاهة ... لعلي مع حيرتي أستطيع نصح إخواني بالابتعاد عن المعارك الوهمية أو الدونكيشوتية ... قللوا من الصراخ و الشجب و الشتيمة ، صدقوني لن ينفع ذلك بشيء أكثر من بث الوهن و اليأس في النفوس ... لنلجأ إلى كتاب الله و إلى مناجاته و رحمته ... نحن في ضعف و حيرة و محنة و لن نجد نصرة و حكمة إلا عنده ...
أقول لإخواني على أرض المعركة ... احفروا الخنادق و اخفوا الرايات و التفوا على بعضكم و تصالحوا و أنهوا أحلامكم الأممية ، لن تغيروا العالم و لن تعيدوا تاريخ الأمجاد و لن تمهدوا للقيامة ، فتلك ليست مهمتكم ، ثورتنا سورية محلية و من يظن غير ذلك واهم ... صونوا ما لديكم من طاقة و دماء فمعركتنا الأخيرة في دمشق مع سفاحها لابد يوماً آتية .
-----------------------
كتب محمد ياسر الطباع هذا الرأي، ونعيد نشره لما يحويه من أفكار تستحق القراءة والتمعّن
* * *
المجتمع الدولي بقيادة أمريكا لا تحركه مشاعر الحب أو الكره و إنما المصالح فقط ...
لا يحب بشار و لا يكره الثوار ... تركهم يقتتلون ما يزيد عن ثلاث سنوات و هو يراقبهم ليدرس من هو شريك المستقبل الأعقل و الأضمن ...
تصريحاته المنددة ببشار كانت لتغطيته أخلاقياً و شعبياً عندما تزداد بشاعة الصور و تتصاعد الأرقام ...
اجتماعاته و مؤتمراته " الداعمة " كانت على الأغلب للتعرف على الشريك الجديد في المنطقة فيما لو أسقط بشار ... تعرف عليهم فغيّرهم و بدلهم و زادهم و أنقصهم ، حتى يأس منهم و احتقرهم ... و من لم يرض الجلوس معه ... أرسل له من يقتله . لن يدعمنا أو يحالفنا المجتمع الدولي لمجرد أننا مظلومين و جرحى "
مساعداته الطبية شحيحة و هو عميق الاطلاع على الحال و له نشطاء و عيون في كل مكان و يستطع سد الثغرة لو أراد بسهولة ...
مساعداته العسكرية كانت غير فتاكة ... و عندما سخر الجميع منها ، أرسل أسلحة ناقصة تعمل في النهار و عمياء في الليل لا تقلب التوازن العسكري و تدخل بالقطّارة ...
طالت الأزمة و هو يعلم كيف ينهيها بسرعة و سهولة ... لا تهمه أرقام القتلى و لا يحزنه حجم الدمار ... بقي يسوّف اتخاذ القرار و هو يناقش مصير سوريا و يعقد الصفقات حولها مع الجميع إلا مع أهلها ... فضعف تمثيلها السياسي و تشرذم عملها العسكري أفقدها الحق في تقرير مصيرها ...
لا أعتقد أننا نستطيع أن نقول كثيراً هذه الأيام ... لأن الكلام بات أكثر كلفة ، فهو لن يؤثر في مجريات الأمور و إنما قد يستخدم في وقت الحساب و إخماد ما تبقى من الثورة . لا تشتموا كل من نسينا أو خذلنا يا اخوتي ... فذلك لن يفيد ...
لنستغل ما بقي من قرارنا و طاقتنا لنتقارب فيما بيننا و ندرس ما يحصل بعمق روية ، قد يكون أنسب ما نقوم به هو التخندق و خفض الرأس حتى تزول العاصفة و تضح الأمور ... لا أعتقد أننا في موقف يسمح لنا بدفع الأمور في الاتجاه الذي نريد ، فقدنا قرارنا و قوتنا الدافعة عندما اعتقدنا أن المدد سيأتي من الخارج، فبنينا ثورتنا على وقود نفذ سريعاً من بين أيدينا ليتحكم بنا الآن من يملكه و لا تهمه مصلحتنا ...
على حكمائنا و عقلائنا و مفكرينا دراسة الواقع بتطوراته السريعة و إعطاء الخطط و النصائح لكيفية فهمه و التعامل معه و استغلاله و علينا الاستماع لهم ، لنزل من عقولنا الجملة البالية المكرورة " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " إن كنا نحتاج صوتاً نسمعه الآن فهو صوت الخبير الحكيم الناصح ... لا سوريا و لا ثورتنا ستعودان كما كانتا أو كما كنا نأمل لهما ، و لا نحن سنعود إلى حضن الأسد .
القرار الدولي بإنهاء الفوضى و النزاع المسلح في المنطقة قد صدر و لا قول لنا فيه و لا رأي ... أخر المجتمع الدولي هذا القرار حتى أوجد المسوّغ - ليس أمامنا ، فذلك آخر همه - و لكن أمام شعوبه ...
زرع لنا بذور داعش و فسح لها المجال ليملأها شباب بسطاء و يسروا لهم الطريق و عندما كبرت قليلاً وضعوا المجهر عليها و ضخموها حتى ظن العالم أنها ستبتلعه ، فحان الآن وقت البطولة لتخليص العالم منها ... و خلال هذه العملية و من دون أن يدري أو يكترث أحد سيزيلون كل من قد يعكر خططهم لتشيكل سوريا الجديدة ، سوريا الممسوخة التي سيحاولون خياطة جسدها الممزق باستخدام أجزاء من سوريا الأسد و سوريا المهدمة ... أو سوريا المقسمة .
لا أدري ماذا أقول و بم أنصح ، فأنا أول الضائعين في هذه المتاهة ... لعلي مع حيرتي أستطيع نصح إخواني بالابتعاد عن المعارك الوهمية أو الدونكيشوتية ... قللوا من الصراخ و الشجب و الشتيمة ، صدقوني لن ينفع ذلك بشيء أكثر من بث الوهن و اليأس في النفوس ... لنلجأ إلى كتاب الله و إلى مناجاته و رحمته ... نحن في ضعف و حيرة و محنة و لن نجد نصرة و حكمة إلا عنده ...
أقول لإخواني على أرض المعركة ... احفروا الخنادق و اخفوا الرايات و التفوا على بعضكم و تصالحوا و أنهوا أحلامكم الأممية ، لن تغيروا العالم و لن تعيدوا تاريخ الأمجاد و لن تمهدوا للقيامة ، فتلك ليست مهمتكم ، ثورتنا سورية محلية و من يظن غير ذلك واهم ... صونوا ما لديكم من طاقة و دماء فمعركتنا الأخيرة في دمشق مع سفاحها لابد يوماً آتية .