داعش عصابة ولا يصح تسميتها دولة ولا خلافة :
بقلم : ابو ياسر السوري
19 / 9 / 2014
بل هم أسوأ عصابة بشرية ظهرت حتى الآن ، وهم عار على الإنسانية ، ومما يحز في النفس حقاً ، أن هذه العصابة المجرمة ، خرجت تعيث في الأرض فسادا ، وتدعي أنها دولة إسلامية ، وترفع راية " لا إله إلا الله " ثم يدعى البغدادي وهو كبير مجرميها بأنه " خليفة المسلمين " وأنه سيقيم خلافة تحكم الأرض جميعا ، مع أنه مشكوك في دينه ، ومشكوك في نسبه ، ومشكوك في نزاهته .. فقد قيل إنه ( يهودي واسمه الحقيقي شمعون إيلوت ) .. فهو إذن غير عربي وغير مسلم ..
ودعك من هذا ، فيكفي أن هذا البغدادي المزعوم يقود عصابة إجرامية طعنت الثورة السورية في خاصرتها ، وألحقت بسوريا فسادا وأضرارا لا يعلم مقدارها إلا الله .. وأي فظاعة أبشع من إقدامهم على قتل الأطفال ، وانتهاك أعراض النساء ، وذبح الثوار والتمثيل بهم قبل ذبحهم ... تصوروا لقد قطعوا جسد القائد أبو المقدام صائد دبابات النظام ، من الوسط ، ثم قطعوا رأسه ، وهذا أمر موثق لا سبيل إلى إنكاره .. وإليكم صورته :
كما أرهبوا المسلمين بإقامة الحدود عليهم بأقل تهمة ، وبدون إثبات ، وفي زمن لا تقام فيه الحدود شرعا ، كما نص عليه الفقهاء .. فالحدود شرعا لا تقام في أوقات الهرج والفوضى والحروب ، لئلا يؤدي ذلك إلى مفاسد أكبر .. ثم إن داعش تكفر كل السوريين ، وترى أن قتلهم مقدم على قتل بشار الأسد ، وتدعي أن قتل المرتد مقدم على قتل الكافر الأصلي .. وعلماء داعش يرون أن أموال السوريين ودورهم وكرومهم وبساتينهم كلها غنائم لهم ، وكذلك يستحلون اغتصاب نساء السوريين بدعوى ملك اليمين ، ورغم كل هذه الموبقات فهنالك من يسمي هذه العصابة المجرمة ( بالخلافة الإسلامية أو بدولة الإسلام في العراق والشام ) .
والمحققون من أهل العلم لا يجيزون تسمية الخوارج بالخلفاء ، كما لا يجيزون تسمية الزنادقة بالخلفاء .. وعلى رأس المانعين من ذلك الإمام السيوطي ، فقد رفض في كتابه " تاريخ الخلفاء " أن يعد الخوارج ضمن الخلفاء ، كما رفض أن يسمي كلا من العبيديين والفاطميين بالخلفاء .. واعتبرهم " بغاة " ومتسلطين ، وساق أدلة كثيرة على ذلك ..
ونحن نعلم أن الدواعش أخس من الخوارج وأكثر إجراما .. ولو أن كل من تسلط على المسلمين سميناه خليفة أو رئيسا أو سمينا نظامه دولة ، لصح أن نسمي الكيان الصهيوني بالدولة ، وهذا ما لم يقل به أحد من الشرفاء في العالم العربي والإسلامي .. لذلك أقترح أن لا نطلق على عصابة داعش ، لقب الخلاف ولا الدولة الإسلامية ، لأنها عصابة هي أبعد ما تكون عن الإسلام وتعاليمه ..
وإني لأستغرب من بعض المثقفين وبعض الدعاة المزيفين ، الذين ثارت فيهم النخوة والغيرة على داعش في هذه الآونة ، وصاروا من أكبر المؤيدين لها ضد التحالف الدولي ، الذي يتشكل الآن ، ويزعم المجتمعون فيه أنهم سيحاربون داعش ، وسوف يقضون على هذه العصابة التي باتت تهدد أمن البشرية جمعاء ..
ونحن لا ندري إن كان هذا التحالف صادقا أم كاذبا .؟ ولا ندري إن كانت نوايا المشاركين فيه صادقة في محاربة داعش أم لا .؟ ومع ذلك فما لنا وما لداعش إن قررت الدول قتالها .؟ ولماذا نغار عليها ، وهي التي أفشلت ثورتنا ، وقتلت خيرة أبنائنا من قادة الجيش الحر الذين يدافعون عنا .. لماذا نغار على داعش إذا تعرضت لخطر يتهددها ، أو جاء من يخلصنا منها مع أن مقاتليها يعيثون في سوريا استبدادا وفسادا ودمارا وخرابا .؟؟
نحن لا يعنينا هذا التحالف ضد داعش ، ولا تعنينا عصابة داعش المجرمة ، ولا مانع لدينا أن يقتل بعضهم بعضا كما شاؤوا ، وليقض من شاء منهم على من شاء، فنحن متضررون منهم جميعا ..
فأما المجتمع الدولي ، فقد خذلنا ، وأطال معاناتنا بتجاهله لقضيتنا ، وتركنا لنظام بشار المجرم يقتلنا كما شاء ، ويدمر بيوتنا فوق رؤوسنا كما أحب .
وأما داعش، فهي عدوة لنا ، كالنظام تماما ، ونسأل الله أن يدمرها، ويدمر النظام ولا يبقي لهما اثرا ، ويريح منهما البلاد والعباد ..