الدكتور فيصل القاسم : يقول احد الخبراء الاستراتيجيين الأجانب AhykzC
يقول احد الخبراء الاستراتيجيين الأجانب
( اتحفظ على اسمه مؤقتاً ) :
نحن لم نصنع الثورات العربية، فهذه الثورات كانت ستندلع عاجلاً أو آجلاً بسبب ممارسات السلطات بحق الشعوب على مدى عقود. لكننا لا شك استفدنا من تطورات الثورات. ففي سوريا مثلاً، كان الجو مهيئاً تماماً للثورة بعد عقود من طغيان نظام الأسد. لكن وبصراحة كنا قلقين من ردة فعل النظام، بالرغم من أننا نعرف نفسيته ونفسية جنرالات المخابرات والعسكر السوري.
أكثر ما كان يقلقنا في سوريا أن يتجاوب النظام مع مطالب الشعب بسرعة كبرى، فيطيح برؤوس رجال الأمن الذين نكلوا بالسوريين، وبأن يسمح بإنشاء أحزاب حقيقية، ويفتح وسائل الإعلام، ويعيد الحقوق لأصحابها، وينظف السجون، وينزع فتيل الأزمة. كنا نخاف من هذا الاحتمال، مع اننا كنا نعتقد انه صعب، على اعتبار أن عقلية النظام وجنرالاته مجبولة على الغطرسة والطغيان والوحشية .
بصراحة شعرنا براحة كبيرة بعد أن شاهدنا دبابات الجيش السوري وهي تنزل الى الشوارع بعد اسابيع على اندلاع الثورة. وعندها قلنا: لا يمكن لجنرالات المخابرات والجيش في سوريا إلا أن يلجؤوا إلى القوة والهمجية لمواجهة ثورة الشعب، لأنهم أناس تربوا على مدى عقود على العنجهية وإخضاع الشعب وإنزال أشد العقوبات به لأتفه الأسباب .
وبحكم معرفتنا بتربية الجنرالات السوريين وكيف تفكر عائلة آل الأسد، حصل كا ما نريده في سوريا. لم تكن إسرائيل تحلم بأن تدمر خمسة بالمائة مما دمره جنرالات الاسد لسحق الثورة.
وكي نعطي روسيا وإيران حقهما أيضاً، لا بد أن نشكرهما لأنهما أقنعا النظام منذ اللحظات الأولى باللجوء الى القوة لقهر الثورة، وهذا كان أمراً طيباً بالنسبة لنا .
باختصار شديد، نحن استفدنا من ردة فعل نظام الأسد وجنرالاته، ولو أنه تصرف بحكمة وعقلانية ولم يلجأ إلى التكيل بالسوريين، لباءت كل مخططات أعداء سوريا بالفشل. لكن بشار الأسد كان عند حسن الظن، فقد حقق لنا أكثر مما كنا نتمناه من خراب ودمار في سوريا .
شكراً بشار .