قصة " ﺭﻭﺯبة ﺑﺴﻨﺪﻳﺪﺓ " والشيطان :
بقلم : أبو ياسر السوري
18 / 9 / 2014
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة سبتمبر 19, 2014 1:26 am عدل 2 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
18 / 9 / 2014
مرض الآية الأكبر ، حتى أشرف على الموت ، فحضر الشيطان ليعوده على هيئة شيخ وقور ، يوحي منظره بأنه من كبار الآيات .. وما إن دخل على غرفة نومه ، حتى وجد عددا من كبار الملالي متحلقين حول فراش الآية الأكبر .. هذا يدلكه , وذاك يرقيه ، وثالث يدعو له بالبرء من الداء ، ورابع يسأل الله له تعجيل الشفاء .. فخلص الشيطان إليه .. فجلس عند رأسه وقال له : " يا " ﺭﻭﺯبة ﺑﺴﻨﺪﻳﺪﺓ " أنت الآن تواجه الحقيقة * وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون دقيقة * " ... فلما سمع الحضور مقالة الضيف ، تملكهم العجب ، فهو يتلوا آية على غير وجهها ، وهو يخاطب سيدهم باسم لا يعرفونه ، وسيدهم لا ينكر عليه .. وراحوا يقلبون أبصارهم بين سيدهم والضيف . ففهموا من نظرات السيد أنه مقر للضيف بكل ما يقول .. وهنا توجَّه بعضهم إلى الضيف سائلا :
لقد سمعنا منك يا مولانا آية قرأتها على غير وجهها .؟ فقلت " وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون دقيقة * " وهي " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " ولكأنا لم نسمع بهذه الآية البليغة إلا منك .؟؟ قال الشيطان : هذا من المصحف المستور . الذي لا يحفظه إلا رجل مغمور . وأرجو أن أكون هو .!! ثم أردف يقول : ... وكما كانت التوراة لا يحفظها من بني إسرائيل بعد موسى سوى العزير .. فكذلك مصحفنا لا يحفظه إلا من كان في منزلة عزير عند الله ..
وفي الوقت الذي كان الشيطان يتكلم فيه ، كان الآية الأكبر يومئ بحركة من رأسه مؤمنا على ما يقول الضيف .. وهذا ما أثار دهشة القوم ، وحملهم على الاستغراب ، وأنغضوا إليه رؤوسهم .. ولكن احترامهم لسيدهم منعهم من التشكيك فيما يقول ، فأظهروا له كامل الاحترام والتقدير ..
ولما استوثق الشيطان من كونه صار ذا منزلة في قلوبهم ، واستحوذ على عقولهم ، قال لهم : على كل ذي شأن منكم ، أن يقر بأنني أنا الذي صنعت له أمجاده ، لأنني أنا الذي أوحيت إليكم بضرورة التغيير .؟ فحملتكم على الثورة ضد حاكمكم المستبد ، وأتيت لكم بقائد من غير إقليمكم .؟ يزعم أنه على ملة آل البيت ، وهو في حقيقته على نحلة زرادشت .؟ وأنا الذي أفهمته أن الحرباء يصعب السطو عليها ، لأنها ملازمة للتغيير .. فهي تتلون بحسب الزمان والمكان .. فحفظ سيدكم هذا مني الدرس ، وأثبت أنه أكثر تلونا من الحرباء ، فحين تحول من أرض قومه إلى إقليمكم ، نزع عمامة زرادشت ، واعتمر عمامة آل البيت .. ونبذ الملة البوذية ، واعتنق نحلة أهل الإقليم الجديد .. وحين لاحقه حاكم الإقليم ، فر منه إلى إقليم مجاور ، ثم استأنف الفرار إلى فرنسا ، وسرعان ما حلق اللحية والشاربين هناك ، ونزع العمامة السوداء ، واعتمر البرنيطة " القلنسوة " الغربية ..
لقد أفهمت سيدكم هذا الذي " يحتضر " بينكم ، أن يأخذ بثأره من الحاكم الذي قتل أباه ، وقلت له إن خصمك راسخ القدم في الحكم ، فهو رجل أمريكا الأول ، ورجل الماسون الأول ، و لا يمكن اقتلاع مثله من عرشه ، إلا بتيار ديني يعصف به ، ويطيح بملكه .. ولا بد من أن تركب موجة الدين ، لتتمكن من الإطاحة بخصمك وقاتل أبيك .. واستطرد الشيطان يقول :
ألست أنا من أوحى لك بهذا كله يا " ﺭﻭﺯبة ﺑﺴﻨﺪﻳﺪﺓ " ألست أنا الذي أوحي إليك بأن تتسمى بغير اسمك .؟ ألست أنا الذي أوحى إليك أن تدين بغير دينك .؟ ألست أنا الذي أوحى إليك أن تقيم في هذا الإقليم من الأرض ، جمهورية مجوسية تحت مسمى" إسلامي ".؟
كان الضيف يتكلم والآية المحتضر يؤمن برأسه على كل ما يسمع ... وقبل أن يلفظ آخر أنفاسه ، قال لمن حوله من الحضور : هذا الشيخ خليفتي عليكم بعد موتي . ولا يحكمكم بنفسه ، وإنما بوسيط منكم ، ثم لم يلبث أن أعجله الموت فمات ... وهنا استغلق عليهم فهم العبارة الأخيرة من كلام الآية .؟؟ كيف يكون الرجل خليفة عليهم ، ولا يحكمهم ..؟؟ فحل الشيطان لهم ما استغلق عليهم من معناها فقال لهم : أي لا يحكم رجل منكم في هذا الإقليم إلا بتعيين مني .. وعليكم أن تطيعوا له وتسمعوا ، وإن جلد ظهوركم ، وغلبكم على أموالكم وحريمكم .
***
***
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الجمعة سبتمبر 19, 2014 1:26 am عدل 2 مرات