رأيي في الموقف في مايسمى التحالف الدولي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و صحبه و من والاه و بعد:
هل من المعقول أن يستيقظ الضميرالأمريكي والغربي ومن دار في فلكهم فجأة لإنقاذ الشعب السوري من مأساته من عصابة البغدادي، وهو الذي عجز (!!!!!) على مدى سنوات عن إنقاذ هذا الشعب المسكين من مخالب النظام النصيري بل وعن تخفيف معاناته؟!
إن أمريكا والغرب بعد أن رأت جرائم عصابة البغدادي – كما رأيناها نحن – بادرت مسرعة إلى تخليص الشعب السوري المسكين من هذه العصابة، في الوقت الذي تُعتبر أمريكا و الغرب أحد عوامل استمرار النظام السوري في جرائمه ضد هذا الشعب على مدى سنوات عديدة !! فهل تقبل القيم الإنسانية الكيل بمكيالين واللعب على الحبلين؟!
نعلم يقينا أن ما يجري في المنطقة ( الشام والعراق و سيتعداهما إلى غيرهما) إنما يجري وفق مخطط مدروس وواضح من سنوات بل من عقود عديدة. و ما يجري من جرائم تقشعر لها الأبدان في حق أهل السنة في المنطقة هو الجزء الرهيب من هذا المخطط.
إن العنوان العريض لهذا المخطط هو التعديل في الخريطة الديموغرافية، فضلا عن التعديل في الخريطة السياسية، وأداته الشرطي المجوسي الفارسي الذي بدأ ظهوره علنا بإنقلاب الهالك حافظ الأسد عام 1970م، مرورا بثورة الخميني، إلى نشوء حزب الشيطان في لبنان، إلى غزو أمريكا للعراق و تسليم قيادة العراق إلى المجوس، إلى التحرك الزيدي في اليمن وهكذا عبر عقود عديدة.
ندرك تماما هذا كله ولا يغيب عن أذهاننا أنهم العدو الأول وأنهم الشيطان الأكبر، وأن تحالفهم المشؤوم هذا إنما هو للقضاء على الجهاد السني الشامي المبارك تحت عنوان محاربة الإرهاب. ولكن....
ينبغي أن نكون في قمة الحذر و أن لا يدفعنا هذا الفهم ومجرد العاطفة إلى الدخول في هذا المخطط من حيث لا ندري وفي صورة معارضة هذا التحالف المشؤوم. وأعني –بالضبط- الاتجاه باتجاه داعش تحت عنوان (عدو عدوي صديقي)، و نسيان جرائمها وحقيقة دورهم.
إن فهمنا لحقيقة عصابة البغدادي و حقيقة مهمتها في المنطقة وسبب نشوئها في سياقها الزماني و المكاني يوضح لنا الموقف الذي يجب أن نقفه في الأزمة الراهنة.
إننا لوعدنا إلى الوراء، إلى زمن نشوء ما يسمى دولة البغدادي حين حصل الفصام مع جبهة النصرة نجد أن هذا الإعلان كان في وقت كان النظام يترنح فيه تحت ضربات المجاهدين والثوار، وكانت جبهة النصرة في أوج قوتها، فماذا كانت النتيجة بعد هذا الإعلان ؟ لقد كان نشوء داعش و سنها لسنة الاقتتال بين فصائل الثوار هو طوق النجاة لهذا النظام، والأخبث من ذلك كله هو أدلجة هذا الاقتتال، أعني توصيفه كقتال كفر وإيمان وجعله أولى من قتال النظام النصيري.
وما زال الجهاد الشامي في تراجع من يوم الإعلان المشؤوم عن هذه الدولة – زعموا- إلى هذا اليوم.
إن المتتبع لنشوء ما يسمى الدولة الإسلامية و توسعها و تطورعملها يعلم يقينا أنه حصل إمداد بشري وعسكري لهذه العصابة بطريق مباشر أو غير مباشر بدءًا من تهريب السجناء بالمئات بل بالألوف من سجون الرافضة في العراق، مرورا بالانسحاب من كثير من مواقع مستودعات الأسلحة في الشام و في الموصل و غيرها، إلى تسهيل وصول آلاف الشباب المسلم المخلص من جميع أنحاء العالم إلى أرض الشام والعراق ليكونو وقودا للوجه الآخر للمشروع المجوسي ذي الرعاية الصهيوصليبية.
إن فهم الدورالحقيقي لعصابة البغدادي في هذا المخطط هو الذي يوضح الموقف الصحيح الذي ينبغي وقوفه في هذا الوقت العصيب. ينبغي أن نفهم أن هذا المخطط يريد القضاء على ثورة الشام المباركة وحرف بوصلة الثورة عن المعركة الحقيقية وهي قتال النظام النصيري. إنه يريد - مستغلا سذاجة بعض فصائل الثورة و جهلها بالشرع والواقع - أن يدفع جمهرتها إلى أحد قطبي اللعبة وذلك عبر أمرين: إما دفعهم الى الارتماء في أحضان القطب الأول أعني التحالف الدولي ليخلصه من ظلم عصابة البغدادي و جرائمه البشعة مصدقا له في زعمه الحرص على الشعب السوري ووعوده الكاذبة بتخلصيه من ظلم النظام النصيري بعد الانتهاء من داعش –هذا إن كان هدفهم إنهاء داعش وأستبعد هذا-. أو دفعهم للارتماء في أحضان القطب الآخر للعبة ألا وهي داعش، مستغلين ما يعرفونه من طبيعة التركيبة النفسية الطيبة والعاطفية للمسلمين من الفصائل الأخرى. وسيترتب على ذلك إلحاق كل من يناصر عصابة البغدادي من هذه الفصائل بالإرهاب، ويتحقق المبرر الدولي لقتالها والقضاء عليها بواسطة من انضم من فصائل الثوار- لسذاجة بعضهم أو مكره -إلى القطب الآخر البشع ألا وهو التحالف الدولي.
إنها المعادلة الصعبة التي يعيشها الجهاد الشامي في هذا الوقت. إنها الدفع للارتماء في أحضان أحد قطبي المؤامرة!!!
ينبغي على فصائل الثوار والمجاهدين أن يفهموا هذه الحقيقة وأن يفهموا أن القسمة في الموقف مما يجري اليوم ليست ثنائية، أعني أنها ليست محصورة في هذين الموقفين. كما ينبغي أن يدركوا أيضا أن حل هذه القضية ليست في مجرد البحث الفقهي الصرف حول حكم الاستعانة والإعانة ونحوها، بل في معرفة حقيقة المؤامرة على أهل السنة في العالم عموما و في المنطقة خصوصا، ومعرفة الأدوات المستعملة لتنفيذ هذه المؤامرة.
لاشك أن أي تدخل خارجي في الداخل السوري سيُعتبر اعتداءً واحتلالاً للبلاد، والموقف الشرعي والوطني واضح لا يحتاج إلى بيان.
يا أهل السنة، استعينوا بالله واصبرو فالعاقبة للمتقين، واحذروا من مجرد تحكيم العواطف. وعليكم بقوله تعالى: " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون " أي لا يحملنك على الخفة. والخفة هي عدم الرسوخ والتعقل في العمل و التصرف و اتخاذ القرارات و الله اعلم.
أسأل الله تعالى أن يكشف الغمة عن هذه الأمة برحمته و هوأرحم الراحمين , و أن يوفق الجميع و يسددهم إلى ما فيه خيري الإسلام و المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و صحبه و من والاه و بعد:
هل من المعقول أن يستيقظ الضميرالأمريكي والغربي ومن دار في فلكهم فجأة لإنقاذ الشعب السوري من مأساته من عصابة البغدادي، وهو الذي عجز (!!!!!) على مدى سنوات عن إنقاذ هذا الشعب المسكين من مخالب النظام النصيري بل وعن تخفيف معاناته؟!
إن أمريكا والغرب بعد أن رأت جرائم عصابة البغدادي – كما رأيناها نحن – بادرت مسرعة إلى تخليص الشعب السوري المسكين من هذه العصابة، في الوقت الذي تُعتبر أمريكا و الغرب أحد عوامل استمرار النظام السوري في جرائمه ضد هذا الشعب على مدى سنوات عديدة !! فهل تقبل القيم الإنسانية الكيل بمكيالين واللعب على الحبلين؟!
نعلم يقينا أن ما يجري في المنطقة ( الشام والعراق و سيتعداهما إلى غيرهما) إنما يجري وفق مخطط مدروس وواضح من سنوات بل من عقود عديدة. و ما يجري من جرائم تقشعر لها الأبدان في حق أهل السنة في المنطقة هو الجزء الرهيب من هذا المخطط.
إن العنوان العريض لهذا المخطط هو التعديل في الخريطة الديموغرافية، فضلا عن التعديل في الخريطة السياسية، وأداته الشرطي المجوسي الفارسي الذي بدأ ظهوره علنا بإنقلاب الهالك حافظ الأسد عام 1970م، مرورا بثورة الخميني، إلى نشوء حزب الشيطان في لبنان، إلى غزو أمريكا للعراق و تسليم قيادة العراق إلى المجوس، إلى التحرك الزيدي في اليمن وهكذا عبر عقود عديدة.
ندرك تماما هذا كله ولا يغيب عن أذهاننا أنهم العدو الأول وأنهم الشيطان الأكبر، وأن تحالفهم المشؤوم هذا إنما هو للقضاء على الجهاد السني الشامي المبارك تحت عنوان محاربة الإرهاب. ولكن....
ينبغي أن نكون في قمة الحذر و أن لا يدفعنا هذا الفهم ومجرد العاطفة إلى الدخول في هذا المخطط من حيث لا ندري وفي صورة معارضة هذا التحالف المشؤوم. وأعني –بالضبط- الاتجاه باتجاه داعش تحت عنوان (عدو عدوي صديقي)، و نسيان جرائمها وحقيقة دورهم.
إن فهمنا لحقيقة عصابة البغدادي و حقيقة مهمتها في المنطقة وسبب نشوئها في سياقها الزماني و المكاني يوضح لنا الموقف الذي يجب أن نقفه في الأزمة الراهنة.
إننا لوعدنا إلى الوراء، إلى زمن نشوء ما يسمى دولة البغدادي حين حصل الفصام مع جبهة النصرة نجد أن هذا الإعلان كان في وقت كان النظام يترنح فيه تحت ضربات المجاهدين والثوار، وكانت جبهة النصرة في أوج قوتها، فماذا كانت النتيجة بعد هذا الإعلان ؟ لقد كان نشوء داعش و سنها لسنة الاقتتال بين فصائل الثوار هو طوق النجاة لهذا النظام، والأخبث من ذلك كله هو أدلجة هذا الاقتتال، أعني توصيفه كقتال كفر وإيمان وجعله أولى من قتال النظام النصيري.
وما زال الجهاد الشامي في تراجع من يوم الإعلان المشؤوم عن هذه الدولة – زعموا- إلى هذا اليوم.
إن المتتبع لنشوء ما يسمى الدولة الإسلامية و توسعها و تطورعملها يعلم يقينا أنه حصل إمداد بشري وعسكري لهذه العصابة بطريق مباشر أو غير مباشر بدءًا من تهريب السجناء بالمئات بل بالألوف من سجون الرافضة في العراق، مرورا بالانسحاب من كثير من مواقع مستودعات الأسلحة في الشام و في الموصل و غيرها، إلى تسهيل وصول آلاف الشباب المسلم المخلص من جميع أنحاء العالم إلى أرض الشام والعراق ليكونو وقودا للوجه الآخر للمشروع المجوسي ذي الرعاية الصهيوصليبية.
إن فهم الدورالحقيقي لعصابة البغدادي في هذا المخطط هو الذي يوضح الموقف الصحيح الذي ينبغي وقوفه في هذا الوقت العصيب. ينبغي أن نفهم أن هذا المخطط يريد القضاء على ثورة الشام المباركة وحرف بوصلة الثورة عن المعركة الحقيقية وهي قتال النظام النصيري. إنه يريد - مستغلا سذاجة بعض فصائل الثورة و جهلها بالشرع والواقع - أن يدفع جمهرتها إلى أحد قطبي اللعبة وذلك عبر أمرين: إما دفعهم الى الارتماء في أحضان القطب الأول أعني التحالف الدولي ليخلصه من ظلم عصابة البغدادي و جرائمه البشعة مصدقا له في زعمه الحرص على الشعب السوري ووعوده الكاذبة بتخلصيه من ظلم النظام النصيري بعد الانتهاء من داعش –هذا إن كان هدفهم إنهاء داعش وأستبعد هذا-. أو دفعهم للارتماء في أحضان القطب الآخر للعبة ألا وهي داعش، مستغلين ما يعرفونه من طبيعة التركيبة النفسية الطيبة والعاطفية للمسلمين من الفصائل الأخرى. وسيترتب على ذلك إلحاق كل من يناصر عصابة البغدادي من هذه الفصائل بالإرهاب، ويتحقق المبرر الدولي لقتالها والقضاء عليها بواسطة من انضم من فصائل الثوار- لسذاجة بعضهم أو مكره -إلى القطب الآخر البشع ألا وهو التحالف الدولي.
إنها المعادلة الصعبة التي يعيشها الجهاد الشامي في هذا الوقت. إنها الدفع للارتماء في أحضان أحد قطبي المؤامرة!!!
ينبغي على فصائل الثوار والمجاهدين أن يفهموا هذه الحقيقة وأن يفهموا أن القسمة في الموقف مما يجري اليوم ليست ثنائية، أعني أنها ليست محصورة في هذين الموقفين. كما ينبغي أن يدركوا أيضا أن حل هذه القضية ليست في مجرد البحث الفقهي الصرف حول حكم الاستعانة والإعانة ونحوها، بل في معرفة حقيقة المؤامرة على أهل السنة في العالم عموما و في المنطقة خصوصا، ومعرفة الأدوات المستعملة لتنفيذ هذه المؤامرة.
لاشك أن أي تدخل خارجي في الداخل السوري سيُعتبر اعتداءً واحتلالاً للبلاد، والموقف الشرعي والوطني واضح لا يحتاج إلى بيان.
يا أهل السنة، استعينوا بالله واصبرو فالعاقبة للمتقين، واحذروا من مجرد تحكيم العواطف. وعليكم بقوله تعالى: " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون " أي لا يحملنك على الخفة. والخفة هي عدم الرسوخ والتعقل في العمل و التصرف و اتخاذ القرارات و الله اعلم.
أسأل الله تعالى أن يكشف الغمة عن هذه الأمة برحمته و هوأرحم الراحمين , و أن يوفق الجميع و يسددهم إلى ما فيه خيري الإسلام و المسلمين.