خبر وتعليق - حول امتناع رياض الأسعد عن المشاركة في ضرب داعش
الخبر :
العقيد رياض الأسعد – قائد الجيش السوري الحر
الدرر الشامية
- أكد مؤسس وقائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، أن جيشه لن يتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، في حربها المزمعة ضد تنظيم “دولة العراق والشام”. وأشار “الأسعد” في تصريح لوكالة الأناضول، أن الجيش الحر سيتعاون مع أمريكا لإسقاط نظام بشار الأسد فقط. وشدّد على أن “من يريد أن يسقط النظام ، فليعطِ ضمانًا للجيش الحر، وخطة تلبي أهداف الثورة ، وبذلك يكون الحر معه " معتبرًا أن " غير ذلك هو تحالفات لا يعرف عنها شيئًا ، ولا حتى يُستشار بها السوريون، وبالتالي فليسوا مطالَبين بتنفيذ ما يطلب منهم " .
التعليق :
داعش هي صنيعة إيران ، وإن روسيا على معرفة جيدة بهذا الأمر . كما أن أمريكا لها يد في تكوين داعش . وبالطبع ومنذ سنوات مضت كان نظام الأسد على صلة وثيقة مع التنظيمات المتطرفة , ومنها القاعدة التي منها كانت داعش .. ولكل من هذه الأطراف الدولية غاية من وجود داعش .. وهم على صلة وثيقة بقيادتها ، فالقيادة الداعشية إذن مخترقة من كل هذه الأطراف ..
أما العناصر المقاتلة من داعش فهم خليط غير متجانس ، بعضهم شيعة يتبنون ما تقوله إيران ويدورون في فلك رغباتها . وبعضهم مرتزقة من دول عربية وأجنبية ينفذون أجندة من يعطيهم المال .. أما بقية عناصر داعش ، فأغلبهم مجاهدون خليجيون وسوريون ، ولكنهم أجريت لهم عملية غسيل دماغ ، وأقنعوهم بأن السوريين مرتدون ، وأن عليهم أن يقاتلوهم فيقتلوهم أولاً .. فإذا انتهوا منهم قاتلوا النظام النصيري وأزاحوه ، ثم أقاموا دولة الإسلام .. فهم يقاتلون الجبش الحر المرتد ، والكتائب الإسلامية المرتدة ، والشعب السوري المرتد .. وهذا ما جعل داعش وبالا على الثورة السورية وعلى السوريين ... وهذا ما أراده صانعوها من تشكيلها ..
ثم اختلف صانعوا داعش ، فكل منهم يريد أن يوجهها في الوجهة التي تخدم مصلحته ، وبما أن مصالح هذه الدول مختلفة ، فمن الطبيعي أن يختلفوا حيال داعش .. فأمريكا والغرب يرون أن داعش قد أدت الغرض من وجودها 100% :
- فهي بعنفها ووحشيتها واغتيالها لقادة الجيش الحر ، استطاعت أن تنفر السوريين منها ، ومن الإسلام الذي تنادي به ، حتى صار السوريون يقولون في سرهم " ظلم حالش وعافش ولا عدل داعش " ...
- وقد استطاع قادة داعش أن يوجهوا عناصرهم للقضاء على الثورة السورية ، وعرقلة مسيرتها .. فكانوا حجر عثرة في تقدم الثورة ..
- وداعش مكنت النظام من استعادة لكثير من المواقع المحررة ..
وكل ذلك أهداف مقصودة لمن شاركوا في صناعة داعش .. ولكن ثار خلاف بينهم ، تبعا لما حصل على الأرض ..فداعش احتلت أخيرا جزءا كبيرا من العراق .. واحتلت جزءا قريبا منه من سوريا ، وشكلت نواه دولة ما بين الدولتين .. وعناصر داعش موقنون بأن دولتهم الإسلامية قد قامت ، وأنهم يستطيعون محاربة العالم كله ويحولوا دون سقوطها .. مما أثار تخوفا حقيقيا لدى الدول الغربية .. وقرروا إنشاء تحالف دولي للقضاء على داعش ، لكونها ورقة انتهت صلاحيتها ، وصار لها أظافر يجب تقليمها ..ويجب أن يحولوا دون قيام دولة إسلامية في المنطقة ...
أما إيران والأسد وروسيا ، فقد أرادوا من داعش أن تكون فزاعة للدول الغربية ، فهم يمدونها بالمال والسلاح ، ثم يلوحون بها لتخويف الغرب ، وتخييرهم بين الإبقاء على حكم الأسد ، أو أن داعش المتطرفة المتوحشة سوف تحل محل الأسد وتكون البديل من بعده .
أما إيران والأسد وروسيا ، فقد أرادوا من داعش أن تكون فزاعة للدول الغربية ، فهم يمدونها بالمال والسلاح ، ثم يلوحون بها لتخويف الغرب ، وتخييرهم بين الإبقاء على حكم الأسد ، أو أن داعش المتطرفة المتوحشة سوف تحل محل الأسد وتكون البديل من بعده .
وهم يريدون أن تستمر داعش في قتل الجيش الحر والسوريين ، إلى أجل غير مسمى ، حتى تفشل الثورة .. وعندها تقوم إيران وروسيا والأسد بالقضاء على داعش ، ويتحقق لإيران مشروعها الفارسي الذي تسعى لفرضه على المنطقة العربية ... ويتحقق لروسيا إبعاد أمريكا عن المنطقة العربية ..
لهذا لم يكن من مصلحة إيران وروسيا والأسد ، أن يقوم تحالف دولي للقضاء على داعش ، فهي تؤدي لهم خدمات كبرى .. ثم إنهم يريدون أن يكونوا هم الذين يقضون عليها ، ليرثوا مواقعها ، ويبقى الأسد ، ويستمر الحلف ما بين مثلث الإجرام إيران وروسيا والنظام السوري الطائفي ..
ولهذا كان كلام العقيد رياض الأسعد في منتهى الحكمة والصواب ، حين أعلن رفضه للمشاركة في تحالف للقضاء على داعش دون النظام .. فالثورة قامت لإسقاط نظام الأسد المستبد الفاسد .. وإحلال حكم ديمقراطي بديل عنه ، يحقق للسوريين الحرية والعدالة والمساواة.. ولا علاقة لنا بداعش ، ولا مصلحة لنا في الدولة الداعشية التي تشبه دولة قراقوش .. وإذا كفت داعش يدها عنا ، تركناها وشأنها .. لأن أغلب عناصرها هم من أبنائنا المغرر بهم ..
نحن نريد إسقاط الأسد .. وهذا هو هدف الثورة .. فمن أعاننا عليه شاركناه .. ومن طلب منا غير ذلك فلا يعنينا طلبه ، ولن نحقق رغبته ، كائنا من كان ..