جرائم بشر يازجي زعيم الفتنة الطائفية وقائد الميليشيات المسيحية… جرائم لا تُحصى…
د. خولة حسن الحديد: الأيام
بشر فؤاد يازجي ، سوري مسيحي من أبناء بلدة مرمريتا التابعة لمحافظة حمص، يملك و يدير فندق “قصر مرمريتا” بعد أن حاز على شهادة إدارة منشات سياحية عام 1993 م، والفندق يطل من جبل السائح في وادي النصارى الذي تم تغيير اسمه الرسمي إلى ” وادي النضارة ” أيام الوحدة بين سوريا و مصر، و هو من أكثر المناطق السياحية شهرة في سوريا، و يتموضع غرب مدينة حمص على سفوح جبل الحلو والأودية والسهول الممتدة حتى مدينة طرطوس غربا صولا للحدود اللبنانية، و يتميز بطبيعته الخلابة و الينابيع الطبيعية و انتشار الأماكن الأثرية و الأديرة، و غالبية سكان المنطقة من المسيحيين مع قرى متفرقة سكانها من العلويين و السُنة من العرب و التركمان ، و قد شكلت هذه البيئة المختلطة طائفيا تربة خصبة لتنفيذ مخططات النظام السوري في نشر الفتنة الطائفية، و إدخال المسيحيين طرفاً فيها، و كان بشر يازجي و جماعته رأس الحربة في تنفيذ ذلك المخطط ، و إن كان الفقر و البطالة أحد مبررات التحاق كثير من أبناء تلك القرى بما يُسمى ” اللجان الشعبية و جيش الدفاع الوطني” فإن ذلك لا ينطبق أبدا على بشر يازجي و جماعته لأنهم كانوا من أغنى أهالي المنطقة ، و ما كان ينقصهم هو السلطة فقط و التي حازوا عليا بتفويض كامل من سلطات النظام السوري.
بشر يازجي و تأسيس لواء أسود الوادي
بعد انطلاق الثورة بشهور قليلة بدأت حوادث الخطف والقتل تنتشرفي المنطقة على أساس الدين والطائفة، و رغم محاولات رجال الدين من كل الطوائف السيطرة على القضية و حلها بشكل سلمي بين أهالي المنطقة، انفجرت المسألة الطائفية بشكل فاضح بسبب إصرار النظام السوري على الزج بعملائه في استفزاز أهل المنطقة، و كان على رأس هؤلاء بشر يازجي الذي دأب على تأجيج الاحقان الطائفي في منطقة قلعة الحصن و وادي النصارى و محيطهما، و قد كان يقوم بملاحقة المعارضين من أهل المنطقة، و كتابة التقارير ضدهم لتسليمها إلى الأمن ليتم اعتقالهم، كما أنّه جنّد شباب المنطقة من الموالين للنظام ليقوموا بملاحقة أقرانهم من المعارضين، حتى وصل إلى طلبة المدارس الإعدادية و الثانوية في المنطقة ليقوموا بالتجسس على أفكار و مواقف أهالي زملائهم و تهديدهم إن هم لم يغيروا موقفهم من النظام، وقد قام النظام بدعمه وتسليحه ليقوم بتجنيد ضعاف النفوس في الوادي من المسيحيين ليقيموا حواجز مع الأمن في المنطقة المحيطة بقلعة الحصن، و منع دخول الغذاء والدواء إلى أهالي منطقة الحصن و قراها، إضافة إلى عمليات الخطف و القتل الغامضة التي كان يتعرض لها أبناء المنطقة من مختلف الانتماءات، و كان تُلصق بالثوار من أهالي الحصن لتبرير ما يقوم به بشر و جماعته، و نتيجة لهذه الحوادث أعلن عن تأسيس ” لواء أسود الوادي” لحماية المسيحيين كما يدّعي والذين تتجاوز قراهم ال 33 قرية في المنطقة، وبسبب هذه الممارسات بدأت تنتشر حوادث التهديد بين المسيحية والمسلمين، ويتولى النظام إشعالها كلّما أخمدها رجال المنطقة.
زعامة عمليات الخطف و القتل المتبادل الغامضة
بدأ الانفجار بين أهالي الوادي و أهالي منطقة الحصن عندما قام بشر يازجي و عناصره باختطاف أحد الأشخاص من الحصن و تسليمه للأجهزة الأمنية، و قد وُجد هذا الشخص فيما بعد مقتولاً في إحدى القرى المسيحية، مما دفع أهالي الحصن لنصب حواجز في المنطقة و بدء عمليات الخطف المتبادلة، إذ تمّ في شهرآذار/ مارس 2012م ،اختطاف حافلة تضم 35 راكباً من قرى الوادي المسيحية رداً على عمليات تشبيح قام بها خمسة أفراد من قرية الحواش من جماعة بشر، وفورا تمّ توجيه الاتهام لمسلحين من منطقة الحصن التي يُحاصرها الجيش و جماعة بشر بحواجز عديدة !! و في الفترة نفسها ، قام بشر يازجي بالإيعاز لبعض عناصره من بلدة مرمريتا بخطف عدد من شباب قرية “المتراس” من المسلمين السنة ،- حسب ما نُشر من قبل شباب المنطقة في الإعلام وتمّ التأكّد منه من الناشطين من أبناء المنطقة – ، و رداً على ذلك الاعتداء قام رجال قرية المتراس بإعطاء الأوامر لعدد من شباب القرية بالمرابطة عند مفرق القرية و إيقاف كل سيارة تمر من هناك و فيها شاب مسيحي من القرى المجاورة، مقابل شباب القرية المخطوفين من قبل شبيح مرمريتا، و الطريف في الأمر – حسب الناشطين – أن هؤلاء الذين يقفون عند الحاجز و معهم أمر التحفظ على المارة من مسيحيي القرى، هم في الأساس أصدقاء لمن يوقفوهم و حدث أن قاموا مرة بالاعتذار لأحدهم على التحفظ عليه، ومرة بإطلاق آخر كونه يقوم بتأمين العمل لبعض شباب القرية، وهم يعرفون بعضهم كأهالي قرى متقاربة و متفقة فيما بينها، لكنهم كانوا مضطرين للقيام بذلك كرد فعل على ما قام به اليازجي مع شباب قريتهم، و لاحقاً تم الاتفاق بين كبار رجال القرى المخطوف شبابها، و بين كبار رجال قرية “المتراس” لإعادة الشباب إلى قراهم، بينما استمر “بشر” و لواء أسود الوادي بتشبيحه على أهالي وادي النصارى مسببا الأذى للجميع و من مختلف الطوائف، إذا تمّ بعد أسبوعين من هذه الحوادث اختطاف أربعة أشخاص من وادي النصارى كانوا قادمين من لبنان، و اتُهمت بخطفهم مجموعة مسلحة من الحصن، وطلبوا مقابل الإفراج عنهم إطلاق سراح أحد المختَطَفين من الحصن سبق لمجموعة شبيحة من قرية الحواش، الواقعة في الوادي احتجازه، لكن مصدراً موثوقاً من القرية المذكورة نفى أية علاقة لأهلها بعملية الاختطاف، وأفاد أن الشخص المقصود سبق وأوُقِف من قبَل حاجز المخابرات الجوية في قرية “عين العجوز”، في حين يتهم أهالي الحصن من سمّوهم “شبيحة الحواش” بتسليمه إلى ذلك الحاجز ويطالبونهم بإطلاق سراحه، بينما يُنكر عدد من أهالي الحصن أيضا اختطافهم أي مدني و أن من يتم أسرهم هم مسلحون يمارسون التشبيح ضد أهاليهم .
وفي الأيام الأولى من أيلول عام 2012م وتزامناً مع القصف المدفعي العنيف على الحصن، قامت مجموعة بشر باختطاف مجموعات كبيرة لم يعرف عددها بالضبط، من سكان قرية اللبساس، وأعادتهم بعد تعريضهم لتعذيب شديد على يد عصابات بشر اليازجي وشريكه ظهير غانم.
كما قام ظهير غانم و عناصره صباح يوم الاثنين 5-11-م2012 باختطاف طالبين من جامعة الحواش بوادي النصارى وهما الطالبان (طوني مبيض و عبدالله الناصر) من مدينة حلب الخاص ويدرسان في كلية الصيدلة – سنة خامسة ، وتم خطفهما من مكان سكنهما في بلدة المزينة المسيحية، وتم احتجازهما في قرية ” خربة الحمام” العلوية الكائنة على طريق حمص طرطوس و طالبوا بفدية خمسين مليون ليرة سورية للإفراج عنهما.
حصار و قصف و هدم مساجد و بيوت
لم تتوقف أعمال بشر يازجي و لواء أسود الوادي على عمليات الخطف، و إنّما شارك بفعالية في حصار و قصف قرى الحصن و نهب بيوت المنطقة و هدمها بعد تهجير أهلها، ففي منتصف الشهرالعاشرعام 2013م، قامت مجموعة بشر يازجي بعملية استفزاز طائفي بشعة عندما قام عناصره بحرق المسجد الكبير (مسجد صلاح الدين الأيوبي) الواقع على المدخل الجنوبي لمدينة الحصن، فقد أضراموا النار بداخل المسجد و هم يهتفون ” هاقد عدنا يا صلاح الدين” ، بعد إحراق العديد من العمارات السكنية عند منطقة مفرق الحصن بالقرب من المسجد، و بعد سرقة محتويات وأثاث الشقق التي تم تهجير الأهالي منها منذ عدة أشهر، تحت وطأة هجمات قوات الشبيحة وقصف حاجز القصر عند قرية “عين العجوز” الموالية للنظام في وادي النصارى و قصف حاجز الكويتي الذي يسيطر عليه بشر ، و قام بشر بنفسه بوضع صليب كبير ظاهر للعيان على الطراف الشمالي للتل التي تطل منه القلعة بحيث يصبح ظاهرا للعيان من بعيد في استفزاز كبير لأهالي المنطقة، و تمت إزالته فجأة دون معرفة من قام بذلك، وقد أظهرت صورة نشرتها تنسيقية أحرار قلعة الحصن في حينه تموضع حواجز ترابية تعود ل”بشر يازجي” وهي تحيط بالمسجد المستهدف مشيرة إلى أن هذا يدل على تورطه بشكل كامل بجريمة حرق المسجد من قبل شبيحته، كما تقوم الحواجز التي نشرها في المنطقة باصطياد الثوار على طريق الحواش – الناصرة – مرمريتا، و تقصف قلعة الحصن بشكل مستمر حتى دمرت جزئياً حتى أصبحت بعض الأبراج معرضة للانهيار، وهناك أحجار ضخمة قد تدحرجت بعيداً عن جدرانها نتيجة القصف، إضافة إلى احتراق الكثير من صالاتها وممراتها نتيجة القصف اليومي، بحجة وجود مسلحين فيها، علماً أن القلعة لا يستطع أي إنسان الدخول إليها بسبب قصفها، وإذا تم افتراض وجود عناصر من الجيش الحر فيها كما يدعي النظام، فلا بد أن القصف اليومي قد أودى بحياتهم أو على الأقل أجبرهم على مغادرتها، و كل القصف يتم من مناطق مسيحية، إذ ركز النظام بشكل واضح على نصب المدافع والثكنات العسكرية في القرى المسيحية المحيطة بالحصن مثل “”عناز، الحواش، كفرا، مرمريتا، رأس النبع”، ويقوم بتجنيد شبيحة من هذه القرى بإشراف بشر يازجي و جماعته ، ونتيجة هذه الظروف واجهت الحصن مصير مئات القرى السورية من قصف و حصار وتهجير ونهب البيوت والمحال التجارية، و خلا مقتل شبان مسيحيين بالاشتباكات على الحواجز و مهاجمة قرى الحصن، كان النظام و أعوانه في المنطقة يروج أنهم مدنيين تم استهدافهم من قبل الثوار ، مما حدا بأهالي الحصن بإصدار بيانات توضح ما حصل أكثر من مرة كما هو موضح في الملحق ( 1)
. مجازر جماعية و جرائم ضد الإنسانية و استباحة قرى الحصن كاملة
خلال الأيام الأخيرة من الشهر الأول عام 2014 م ، قام بشر يازجي بعدد من الجرائم العلنية و على مرآى من أهالي المنطقة، فقد خطف عناصره شخصاً من سكان بلدة الحصن، وأمر بربطه في مؤخرة سيارة رباعية الدفع، ومن ثم أمر السائق بالسير بالسيارة في شوارع بلدة مرمريتا والقرى المجاورة لها، وقد لاقى هذا العمل الهمجي استهجاناً واسعاً بين الأهالي، لكن أحداً لم يجرؤ على الاحتجاج خوفاً من الاعتقال والتنكيل به على يد بشر و شبيحته، كما قام عناصره باعتراض مجموعات من سكان الحصن الفارين من الموت إلى لبنان عبر وادي خالد، و أشرف على تعذيبهم وعمليات اغتصاب لأطفال ونساء ، ثم قتلهم ورميهم في مياه النهر الكبير وعلى جانبيه، و في تاريخ 19 -3-2014 م ، احتجزوا خمس وعشرين أسرة، فور خروجها من مدينة قلعة الحصن المحاصرة، في محاولة من أفرادها تسليم أنفسهم إلى أحد حواجز قوات النظام على طريق رئيسي خارج المدينة، وأوضح ناشطون أن عناصر المليشيا، التابعة للمدعو بشر اليازجي، احتجزوا الأسر (هم نساء وأطفال فقط) في دير مارجرجس بقرية المشتاية، وبفندق قصر مرمريتا في منطقة مرمريتا. خلال قيام الجيش السوري باقتحام قرى بلدات قلعة الحصن و الزارة و القرى المحيطة بها، شارك بشر يازجي بارتكاب مجازر جماعية تواصلت حتى بعد الاقتحام ، فخلال النصف الثاني من آذار عام 2014م سجلت باسمه العديد من الجرائم ، و خلال خروج أكثر من 3000 مدني من بلدة قلعة الحصن الى “وادي خالد” اللبنانية الحدودية، عبر طريق سهل البقيعة الزراعي، و الذين ساروا كمجموعات محاولين دخول لبنان – لم يصل منهم إﻻ عدد قليل – إذ تعرضوا لكمائن من مجموعات منظمة في القرى الموالية وهي مجموعات تعمل تحت إشراف “بشر يازجي و حيدرة شاليش و ظهير غانم ومظهر حيدر، فادي الشامي و فراس مسوح الذين سيُقتلان لاحقا و غيرهم ” وعُثر على جثث كثيرة في النهر، وعلى ضفافه، و لا يزل مصير أكثر 300 مدني منهم مجهولاً حتى الآن، و قام هؤلاء بالتمثيل بجثث الأطفال والنساء وكبار السن، واستباحوا بيوت المدينة ومحالها بعد أن هجّروا أهلها، وقتلوا من تبقى منهم، فبعد دخول قوات النظام إلى بلدة قلعة الحصن قامت عصابة “بشر يازجي” بقتل كل من تبقى من الشبان هناك ، وبقيت عائلات بأكملها ( أكثر من 80 عائلة مكونة من النساء والأطفال) ممن لم ينزحوا من الحصن مجهولة المصير حتى الآن.
انتهاكات وتشبيح بحق أهالي المنطقة من المسيحيين
يُشير عدد من أهالي المنطقة إلى أنهم ضاقوا ذرعا بأفعال بشر يازجي، التي تسببت بمقتل و اختفاء عدد من أبناء المنطقة، و يعتبر كثير منهم أن بشر يازجي و جماعته يشكلون طابور ثالث بين الثوار و قوات النظام ، و بدأ تطاوله على أهالي المنطقة يظهر علناً مع توريطهم بأحداث لا ناقة لهم فيها و لا جمل ، كما حصل مع الشبيح ” حيدرة شاليش” ، و قرية مشتى عازار، حيدرة شاليش البالغ من العمر 23 عاما و ليس له اي صفة رسمية ، وبعد ن انتقل للعيش في مرمريتا وسط جيش من المرافقة ، أصبح يلاحق نساء الوادي ، ويعتدي على من شاء ، وبعد إعادة سيطرة جيش النظام على الحصن والزارة والحصرجية ، أصبح مطلق الصلاحية في الوادي ، وأصبحت ممارسته علنية في التطاول على نساء المنطقة، ومحاولاته المستمرة في إمتهان كرامتهن، وقام مرة بالإعتداء العلني على الأهالي نتيجة ذلك – في ساحة بلدة مرمريتا- الأمر الذي استفز الأهالي ، وحدث الصدام ، وتم تبادل إطلاق النار ، وتدخل شبيحة بشر اليازجي في عملية التصدي له ، وكانت الحصيلة موت اثنين من مرافقة حيدرة شاليش إضافة إلى عدد من الجرحى، وتم اعتقال حيدرة والمتبقي من مرافقيه وتسليمهم للشرطة، و الذي كان يُهدد الأهالي بقوله ” بعد الانتخابات بفرجيكن … مو هلق وقتكن … بس نخلص انتخابات.” ، ومن ثم تمَّ تدخل مكتب بشار الأسد وأمر بإطلاق سراحهم ، مع وعد من بشار الأسد بمتابعة الموضوع، ويقول الناشطون أن أهالي مرمريتا بلعوا الطعم ، وبلعه معهم أهالي الوادي ككل ، وكأن الأمر عابر وعرضي ، ولم ينتبه العقلاء – على ما يبدو – إلى خطورته وتداعياته اللاحقة التي أظهرت بشر يازجي بموقع المدافع عن المسيحيين وصون كرامتهم ، ومن ثم استغلال ذلك لاحقا لمصلحة النظام ، كما ضاق الأهالي ذرعاً بالسيارات التي تجوب شوارعهم رافعة أعلام حزب الله و مطلقة الأغاني الشيعية والمراثي و صور رموز الشيعة.
في قرية مشتى عازار حصلت بسبب بشر يازجي عدة أحداث حسب الناشطين ، فقد تم إيقاف أحد سكانها من قبل أفراد قرية مجاورة ليتم سؤاله عن مكان “بشر يازجي” و أنهم يريدونه و جاء الرد أنهم أخطأوا القرية فهو من مرمريتا و ليس من مشتى عازار , لكنهم أعادوا السؤال و يبدوا انهم كرروا السؤال في أكثر من قرية و عندها علم الناشطون أنه ربما يكون قد ترك قريته لأسباب يعلمها الجميع، و يتم البحث عنه من قبل بعض من يريدون ربما الانتقام منه، بعدها بأيام كان هناك ردة فعل من إحدى القرى ” المتراس” تجاه مشتى عازار و تم الاشتباك فيما بين أهالي القريتين و إطلاق رصاص من قبل مجموعة من أهالي قرية المتراس المحاذية لمشتى عازار ، و هي ليست المرة الأولى التي تتعرض القرية لمثل هذا ، و كان الهدف الرئيسي إيجاد “بشر” في القرية”، فمن الواضح ان هناك أخبار متناقلة عن وجود اليازجي محتمياً في إحدى القرى و بالتحديد هذه القرية لكنهم لم يجدوه هناك ، كما تعرضت القرية سابقا لجريمة حصلت في النبع الواقع على مقربة منها، و هو معروف لجميع أهالي الوادي، فقد تم قتل شبان من خارج القرية و تمّ رميهم في تلك البقعة التي تُعتبر مكان ارتياد كثير من أهالي المنطقة ، و قد وُجد الشبان مفصولي الرأس و عند البحث حينها وُجدت أجزاء أجسامهم الأخرى في قرية أخرى، و وجه الأهالي الاتهام لبشر يازجي و جماعته نظرا لما عُرف عنهم من جرائم مُشابهة.
مسؤولية النظام السوري و تورط الحزب القومي السوري بالجرائم
غالبية أهالي المنطقة يُحمّلون النظام السوري المسؤولية الأولى عن جرائم بشر يازجي و جماعته، فالنظام من سلّح بشر و دعمه بالسلاح حتى الثقيل منه، و شجعه على إقامة الحواجز بين المدنيين مما عرّض حياتهم للخطر ،مثلما حدث عندما في الثامن عشر من آب 2013، عندما تم مهاجمة حاجز قرب فندق في مرمريتا و تسبب بمقتل عشر مدنيين تم استثمار مقتلهم إعلاميا بشكل مريب لنشر الاحتقان الطائفي، علما أنه لا يمكن معرفة برصاص من قُتل هؤلاء مع مقتل عدد من الثوار، كما أن الجميع يعلم أن لبشر يازجي علاقة مباشرة باللواء جميل حسن، و ينُسق بشكل كامل مع العميد هيثم ديوب من المخابرات العسكرية والعقيد مفيد وردة , المدني قائد ميليشيا التشبيح ” مظهر حيدر” المرتبط بالأمن مباشرة، و لم يخفِ بشر يازجي في لقاءاته الإعلامية القليلة التي ظهر بها علاقته بالأمن و الجيش السوري و تنسيقه كافة عملياته معهم وأنه لا يتصرف أبدا بطريقة مستقلة!!، كما اعترف أن مجموعة “أسود الوادي” هم بضعة مئات من لأفراد وخبرتهم القتالية ليست بكبيرة، وقد تم تدريبهم من قبل الجيش السوري النظامي، إذ حسب قوله “يتم التركيز اليوم على النوعية وليس على العدد” ، و كل مقاتل هو متطوع يتقاضى راتبا من الدولة السورية وتتم معاملته ومعاملة عائلته كأي جندي أو ضابط في القوات المسلحة.
كما تشير كافة المعلومات إلى تورط كامل للحزب القومي السوري في هذه الجرائم و ارتباط بشر يازجي بشكل وثيق مع الحزب، إذ يستخدم مكتب الحزب في مرمريتا كمقر لتنسيق العمليات و للاجتماعات و مركز لتلقي طلبات التطوع و تجنيد المتطوعين التي يُشرف عليها أعضاءالحزب، و يشارك عدد كبير منهم في العمليات القتالية ومنهم من قتل من مثل: (فادي الشامي وطوني عثمان من قرية الحواش وفراس مسوح من قرية مرمريتا وغصوب عوض من قرية التلة)، و استقبال أعداد من اللبنانيين المنتسبين للحزب و احتضانهم لالتحاقهم بالقتال، و يعتبر الناشطون مقر الحزب في مرمريتا مركزاً للتشبيح ، و يُعرف في المنطقة القيادي في المنطقة “أبو سومر”، أحد مسؤولي القوميين في مرمريتا والذي أجبر الأهالي على توحيد طلاء أبواب محالّهم التجارية بألوان العلم السوري.
و ليس بُشر يازجي وحيدا في هذه العمليات بل معه عدد الشبيحة المعروفين من قبل أهالي المنطقة خارجها، فهو شريك للعديد منهم ( ظهير غانم) أحد رجال المافيا الأمنية السورية من قرية ( أم حارتين ) الموالية للنظام و هو سجين سابق خرج من السجن مع بداية الثورة على خلفية عمله بتهريب و تجارة السلاح , وقد هدد هذا الشبيح باقتحام قلعة الحصن والقضاء على أهلها نهائياً لولا منعه بأوامر عليا، وهو شريك لشبيح آخر من مافيات النفط يدعى في المنطقة ( غوار ) , وهو ممن يحميه حسن نصر الله شخصياً كما يتداول الأهالي و الناشطون، ولديه أكثر من أربعين شاحنة ناقلة نفط بين سوريا ولبنان , حيث تقوم هذه الشاحنات حتى هذه اللحظة بسرقة النفط السوري وتهريبها من كازية حمص الأولى التي تقع قبل الوادي بحوالي عشر كيلومتر ويملكها رياض شاليش، إضافة إلى مظهر حيدر و غيره من الشبيحة من القرى العلوية الموالية للنظام.
شكوك حول ضابط منشق واختراق الجيش الحر
يشير الناشطون إلى عملية اختراق للجيش الحر تمت عبر بشر يازجي من خلال ضابط منشق من أولاد المنطقة ، هو العقيد المنشق “محسن خالد وهبي” و بعد المراقبة الطويلة والشديدة، تم الإثبات وبالدليل القاطع على تورطه بالتعامل مع النظام، و العقيد وهبي من مرتبات كلية الأسد (هندسة الكترونية )في دمشق، كان قد التحق بالجيش الحر في قلعة الحصن بعد أن أعلن انشقاقه في الشهر العاشر من سنة 2012م عن جيش النظام، وقد حدثت عدة أحداث تشير على أنه عميل لصالح النظام، فتمت مراقبته بشكل كثيف من قبل الجيش الحر في المدينة، حيث تم اكتشاف إنه سبب مقتل ستة أشخاص مدنيين من قرية “الشواهد” , وقد قام بتجنيد المدعوين رمزي محمد وهبي وعلاء خالد وهبي للعمل معه ، و تبين أنه كان على تواصل مباشر مع بشر يازجي والمقدم عاطف عياش المتورطان بارتكاب المجزرة ، وعندما شعر العقيد “وهبي” إن الجيش الحر في المدينة قد كشف عمالته للنظام، سرعان ما هرب هو ومن معه عن طريق الجبال إلى مرمريتا و اختفى بعدها.
جرائم مع الاعتراف العلني
ظهر “بشر يازجي” علنا مع الإعلامية غدي فرانسيس في وثائقي أسمته ” مرنم في النهارو مقاتل في الليل ” ، يظهر فيه مترنماً بأناشيد دينية في الكنيسة بلباس كنسي، ثم يظهر بسلاحه الكامل كمقاتل لا يخجل مما يقوم به بل يعترف أن قرية الحصن هدفه بمن فيها من مدنيين بقوله ” زوجة المسلح تطبخ له فهي مسلحة و طفل المسلح مسلح . الجميع مسلح و هم هدف مشروع” تابع ملعق رقم (2) ، و ثم يظهر بالكنيسة بلباسه العسكري الأمر الذي أثار استنكار الكثيرين و أثار تساؤلات حل تواطؤ رجال الدين معه و الذين سمحوا بدخوله الكنيسة بلباسه العسكري و سلاحه، و سكتوا على احتجازه الأبرياء من المدنيين في أحد الأديرة، كما يظهر بشر مرة أخرى على قناة فرانس 24 باسم مستعار “حنا” ليعترف بتنسيقه مع النظام و رجال الأمن السوري، و ليسرد روايات عديدة مقضللة حول واقع المنطقة.
الملاحق:
ملحق (1) صفحة تنسيقية أحرار قلعة الحصن – توضيح هام
في قلعة الحصن بتاريخ البارحة 9-6-2012 قام أبطال قلعة الحصن وثوارها الشرفاء بضرب حاجز للنظام على أرض الحصن في حالة دفاع عن النفس تبيحها كل الشرائع السماوية والبشرية،فانطلاقاً من ذلك الحاجز تم تدمير الحصن لا سيما حارة التركمان. كانت عملية موفقة بالمقاييس العسكرية وكان النصر مبيناً. تواجد في هذا المكان في هذا الحاجز الذي سام أهل الحصن قتلاً وتدميراً أعداد من الشبيحة فاق الخمسين قتل منهم فوق العشرين، من بين العشرين قتيل كان منهم أربعة شباب من الوادي (يعني 4 من 20 فقط) احترفوا التشبيح باعتراف الجميع -سمهم إن شئت لجان شعبية- ووضعوا أنفسهم بالمكان الخطأ والوقت الخطأ في داخل أراضي الحصن فنالوا جزاءهم العادل. كانت نسبتهم من كامل قتلى الشبيحة قليلة -قل عنهم إن شئت مغرر بهم- ولا نقول إن الشبيحة الذين يدمرون الحصن هم أهل الوادي أو من أهل الوادي بل هم شرذمة تورط معهم قلة قليلة من أهل الوادي كما تورط أيضا أعداد من أبناء الحصن -المسلمين السنة- فكانوا في عداد الشبيحة ولا زالوا يرتكبون جرائمهم هنا وهناك فكما أننا نصر أن هؤلاء لا يمثلون أهل الحصن فلا بد أن نقر أن أولئك أيضاً لا يمثلون أهل الوادي. فالقضية ليست طائفية ولا حتى مناطقية والشبيح المتورط بالدماء موجود ونقر بإجرامه وتورطه بالدماء من أي جهة كان ولأي انتماء كان ولا زال حتى يومنا الحالي -شئنا أم أبينا- أبناء الطائفة السنية هم أكثر من يستخدمهم النظام -عددياً- للتثبث في السلطة وحرق البلد. لذلك نرى أن الدور على عقلاء الوادي باحتواء مثل هذه الحالات الشاذة والوقوف بحزم تجاه وجود شبيحة ظهير غانم في الحواش واتخاذها منطلقاً لتدمير الحصن. وأنتم تعلمون يقيناً أن الثوار في الحصن لا يريدون إيذاء أهل الوادي وأهالي الحواش وعش الشوحة في مرمى البندقية ولم تتعرض من الثوار لشيء من “أخطاء” قصف النظام التي اودت بالعديد من الآمنين من أهل الوادي. ونرى مشروعية حمل السلاح في الحصن المهددة بالاقتحام والمجازر كغيرها من المدن والبلدات المحاصرة دفاعاً عن النفس. ولا نرى مشروعية لحمل السلاح في الوادي ضد أهل الحصن. ونهيب بالعقلاء إسكات الأصوات النشاز التي تحرض ضد أهل الحصن وتنادي بحرقهم تارة وبطردهم وتغيير اسم القلعة أو هدها فوق رؤوسهم تارةً أخرى. بنفس الوقت نهيب بأهالي الحصن عدم التعرض لأهل الوادي بالتجريح أو السباب ولن نسمح على صفحتنا هذه لأي كان باستخدامها منبراً لسب أهل الوادي أو تعميم التهم عليهم جزافاً. واهل الوادي العقلاء نعرفهم أذكى وأبعد نظراً وأسمى خلقاً من التورط بالوقوف لجانب نظام آيل للسقوط متورط بدماء أبناء الشعب السوري على امتداد خارطة البلد. كلنا ثقة ويقين أن ما بين أهل الحصن وأهل الوادي من التعايش وحسن المعشر عبر تلك السنين الطويلة لن يقدر هذا النظام المتهالك الساقط على حل عراه وفصل أواصره بما يحيكه من مؤامرات ودسائس. عاشت سوريا حرة أبية.
وبعد يومين نشرت ذات الصفحة البيان التالي:
حاول النظام المجرم استغلال مقتل الشبيح فراس مسوح من بلدة مرمريتا لإثارة أهل البلدة ضد جيرانهم في الحصن لكنهم قابلوا الموضوع بتعقل وأقروا بأن مسوح شبيح نال جزاءه على أرض الحصن. جن جنون النظام لعدم استثارته أهل مرمريتا رغم زجه للشبيح فراس في معركة الحصن فما كان من النظام المجرم إلا أن قصف مرمريتا بقذيفتي مدفعية ثقيلة عيار 130 أو 150 ملم من رأس النبع واتهم الثوار في الحصن بذلك (علماً أنهم لا يملكون هذه المدافع) في محاولة يائسة لزجهم في صراع مع جيرانهم.
وبعد الاطلاع على التفاصيل السابقة، نناشد كافة الأخوة، ولا سيما ممن يستطيعون التأثير على الشباب، وبشكل أخص رجال الدين والشخصيات المعروفة في المناطق المسيحية، أن يعملوا على ضبط النفوس وتهدئة الشباب المتعطش للثأر، وغير المدرك لماهية لعبة النظام، التي إن زجوا بأنفسهم فيها، لن ينتج عنها إلا معارك طائفية يتورط فيها كلا الجانبين ولا يستفيد منها إلا هذا النظام الباحث عن بقائه مهما كان انتماء من قد يقتل جراء ذلك.
كما نهيب بالمغتربين من البلدات المسيحية، أن لا يشاركوا في تأجيج هذه الأفكار والمشاعر، وأن يسعوا إلى احتواء هذا الموقف، والعودة إلى حالة السلم الأهلي التي كانت قائمة قبل قيام هذا النظام.إن السلاح في بلدة الحصن مرفوع في وجه احتلال أسدي يهدد باقتحام المدينة وارتكاب المجازر فيها، ولم يتم توجيهه حتى الآن إلى البلدات المحيطة، وليس المطلوب من البلدات المسيحية الوقوف إلى جانب الحصن، وإنما المطلوب منهم عدم مساعدة النظام في حملته البربرية على هذه البلدة.
كما أننا ندعو كافة أطراف المعارضة، السلمية والمسلحة، الداخلية والخارجية، إلى العمل فوراً على حل تداعيات هذا الموقف الخطير جداً، والتعامل مع الموضوع بأخلاقيات الثورة والمبادئ التي ننادي بها: العدالة والكرامة ودولة مدنية لكل السوريين يتساوون فيها بالحقوق والواجبات.
ملحق رقم (2) بشريازجي / مرنم في النهار مقاتل في الليل
د. خولة حسن الحديد: الأيام
بشر فؤاد يازجي ، سوري مسيحي من أبناء بلدة مرمريتا التابعة لمحافظة حمص، يملك و يدير فندق “قصر مرمريتا” بعد أن حاز على شهادة إدارة منشات سياحية عام 1993 م، والفندق يطل من جبل السائح في وادي النصارى الذي تم تغيير اسمه الرسمي إلى ” وادي النضارة ” أيام الوحدة بين سوريا و مصر، و هو من أكثر المناطق السياحية شهرة في سوريا، و يتموضع غرب مدينة حمص على سفوح جبل الحلو والأودية والسهول الممتدة حتى مدينة طرطوس غربا صولا للحدود اللبنانية، و يتميز بطبيعته الخلابة و الينابيع الطبيعية و انتشار الأماكن الأثرية و الأديرة، و غالبية سكان المنطقة من المسيحيين مع قرى متفرقة سكانها من العلويين و السُنة من العرب و التركمان ، و قد شكلت هذه البيئة المختلطة طائفيا تربة خصبة لتنفيذ مخططات النظام السوري في نشر الفتنة الطائفية، و إدخال المسيحيين طرفاً فيها، و كان بشر يازجي و جماعته رأس الحربة في تنفيذ ذلك المخطط ، و إن كان الفقر و البطالة أحد مبررات التحاق كثير من أبناء تلك القرى بما يُسمى ” اللجان الشعبية و جيش الدفاع الوطني” فإن ذلك لا ينطبق أبدا على بشر يازجي و جماعته لأنهم كانوا من أغنى أهالي المنطقة ، و ما كان ينقصهم هو السلطة فقط و التي حازوا عليا بتفويض كامل من سلطات النظام السوري.
بشر يازجي و تأسيس لواء أسود الوادي
بعد انطلاق الثورة بشهور قليلة بدأت حوادث الخطف والقتل تنتشرفي المنطقة على أساس الدين والطائفة، و رغم محاولات رجال الدين من كل الطوائف السيطرة على القضية و حلها بشكل سلمي بين أهالي المنطقة، انفجرت المسألة الطائفية بشكل فاضح بسبب إصرار النظام السوري على الزج بعملائه في استفزاز أهل المنطقة، و كان على رأس هؤلاء بشر يازجي الذي دأب على تأجيج الاحقان الطائفي في منطقة قلعة الحصن و وادي النصارى و محيطهما، و قد كان يقوم بملاحقة المعارضين من أهل المنطقة، و كتابة التقارير ضدهم لتسليمها إلى الأمن ليتم اعتقالهم، كما أنّه جنّد شباب المنطقة من الموالين للنظام ليقوموا بملاحقة أقرانهم من المعارضين، حتى وصل إلى طلبة المدارس الإعدادية و الثانوية في المنطقة ليقوموا بالتجسس على أفكار و مواقف أهالي زملائهم و تهديدهم إن هم لم يغيروا موقفهم من النظام، وقد قام النظام بدعمه وتسليحه ليقوم بتجنيد ضعاف النفوس في الوادي من المسيحيين ليقيموا حواجز مع الأمن في المنطقة المحيطة بقلعة الحصن، و منع دخول الغذاء والدواء إلى أهالي منطقة الحصن و قراها، إضافة إلى عمليات الخطف و القتل الغامضة التي كان يتعرض لها أبناء المنطقة من مختلف الانتماءات، و كان تُلصق بالثوار من أهالي الحصن لتبرير ما يقوم به بشر و جماعته، و نتيجة لهذه الحوادث أعلن عن تأسيس ” لواء أسود الوادي” لحماية المسيحيين كما يدّعي والذين تتجاوز قراهم ال 33 قرية في المنطقة، وبسبب هذه الممارسات بدأت تنتشر حوادث التهديد بين المسيحية والمسلمين، ويتولى النظام إشعالها كلّما أخمدها رجال المنطقة.
زعامة عمليات الخطف و القتل المتبادل الغامضة
بدأ الانفجار بين أهالي الوادي و أهالي منطقة الحصن عندما قام بشر يازجي و عناصره باختطاف أحد الأشخاص من الحصن و تسليمه للأجهزة الأمنية، و قد وُجد هذا الشخص فيما بعد مقتولاً في إحدى القرى المسيحية، مما دفع أهالي الحصن لنصب حواجز في المنطقة و بدء عمليات الخطف المتبادلة، إذ تمّ في شهرآذار/ مارس 2012م ،اختطاف حافلة تضم 35 راكباً من قرى الوادي المسيحية رداً على عمليات تشبيح قام بها خمسة أفراد من قرية الحواش من جماعة بشر، وفورا تمّ توجيه الاتهام لمسلحين من منطقة الحصن التي يُحاصرها الجيش و جماعة بشر بحواجز عديدة !! و في الفترة نفسها ، قام بشر يازجي بالإيعاز لبعض عناصره من بلدة مرمريتا بخطف عدد من شباب قرية “المتراس” من المسلمين السنة ،- حسب ما نُشر من قبل شباب المنطقة في الإعلام وتمّ التأكّد منه من الناشطين من أبناء المنطقة – ، و رداً على ذلك الاعتداء قام رجال قرية المتراس بإعطاء الأوامر لعدد من شباب القرية بالمرابطة عند مفرق القرية و إيقاف كل سيارة تمر من هناك و فيها شاب مسيحي من القرى المجاورة، مقابل شباب القرية المخطوفين من قبل شبيح مرمريتا، و الطريف في الأمر – حسب الناشطين – أن هؤلاء الذين يقفون عند الحاجز و معهم أمر التحفظ على المارة من مسيحيي القرى، هم في الأساس أصدقاء لمن يوقفوهم و حدث أن قاموا مرة بالاعتذار لأحدهم على التحفظ عليه، ومرة بإطلاق آخر كونه يقوم بتأمين العمل لبعض شباب القرية، وهم يعرفون بعضهم كأهالي قرى متقاربة و متفقة فيما بينها، لكنهم كانوا مضطرين للقيام بذلك كرد فعل على ما قام به اليازجي مع شباب قريتهم، و لاحقاً تم الاتفاق بين كبار رجال القرى المخطوف شبابها، و بين كبار رجال قرية “المتراس” لإعادة الشباب إلى قراهم، بينما استمر “بشر” و لواء أسود الوادي بتشبيحه على أهالي وادي النصارى مسببا الأذى للجميع و من مختلف الطوائف، إذا تمّ بعد أسبوعين من هذه الحوادث اختطاف أربعة أشخاص من وادي النصارى كانوا قادمين من لبنان، و اتُهمت بخطفهم مجموعة مسلحة من الحصن، وطلبوا مقابل الإفراج عنهم إطلاق سراح أحد المختَطَفين من الحصن سبق لمجموعة شبيحة من قرية الحواش، الواقعة في الوادي احتجازه، لكن مصدراً موثوقاً من القرية المذكورة نفى أية علاقة لأهلها بعملية الاختطاف، وأفاد أن الشخص المقصود سبق وأوُقِف من قبَل حاجز المخابرات الجوية في قرية “عين العجوز”، في حين يتهم أهالي الحصن من سمّوهم “شبيحة الحواش” بتسليمه إلى ذلك الحاجز ويطالبونهم بإطلاق سراحه، بينما يُنكر عدد من أهالي الحصن أيضا اختطافهم أي مدني و أن من يتم أسرهم هم مسلحون يمارسون التشبيح ضد أهاليهم .
وفي الأيام الأولى من أيلول عام 2012م وتزامناً مع القصف المدفعي العنيف على الحصن، قامت مجموعة بشر باختطاف مجموعات كبيرة لم يعرف عددها بالضبط، من سكان قرية اللبساس، وأعادتهم بعد تعريضهم لتعذيب شديد على يد عصابات بشر اليازجي وشريكه ظهير غانم.
كما قام ظهير غانم و عناصره صباح يوم الاثنين 5-11-م2012 باختطاف طالبين من جامعة الحواش بوادي النصارى وهما الطالبان (طوني مبيض و عبدالله الناصر) من مدينة حلب الخاص ويدرسان في كلية الصيدلة – سنة خامسة ، وتم خطفهما من مكان سكنهما في بلدة المزينة المسيحية، وتم احتجازهما في قرية ” خربة الحمام” العلوية الكائنة على طريق حمص طرطوس و طالبوا بفدية خمسين مليون ليرة سورية للإفراج عنهما.
حصار و قصف و هدم مساجد و بيوت
لم تتوقف أعمال بشر يازجي و لواء أسود الوادي على عمليات الخطف، و إنّما شارك بفعالية في حصار و قصف قرى الحصن و نهب بيوت المنطقة و هدمها بعد تهجير أهلها، ففي منتصف الشهرالعاشرعام 2013م، قامت مجموعة بشر يازجي بعملية استفزاز طائفي بشعة عندما قام عناصره بحرق المسجد الكبير (مسجد صلاح الدين الأيوبي) الواقع على المدخل الجنوبي لمدينة الحصن، فقد أضراموا النار بداخل المسجد و هم يهتفون ” هاقد عدنا يا صلاح الدين” ، بعد إحراق العديد من العمارات السكنية عند منطقة مفرق الحصن بالقرب من المسجد، و بعد سرقة محتويات وأثاث الشقق التي تم تهجير الأهالي منها منذ عدة أشهر، تحت وطأة هجمات قوات الشبيحة وقصف حاجز القصر عند قرية “عين العجوز” الموالية للنظام في وادي النصارى و قصف حاجز الكويتي الذي يسيطر عليه بشر ، و قام بشر بنفسه بوضع صليب كبير ظاهر للعيان على الطراف الشمالي للتل التي تطل منه القلعة بحيث يصبح ظاهرا للعيان من بعيد في استفزاز كبير لأهالي المنطقة، و تمت إزالته فجأة دون معرفة من قام بذلك، وقد أظهرت صورة نشرتها تنسيقية أحرار قلعة الحصن في حينه تموضع حواجز ترابية تعود ل”بشر يازجي” وهي تحيط بالمسجد المستهدف مشيرة إلى أن هذا يدل على تورطه بشكل كامل بجريمة حرق المسجد من قبل شبيحته، كما تقوم الحواجز التي نشرها في المنطقة باصطياد الثوار على طريق الحواش – الناصرة – مرمريتا، و تقصف قلعة الحصن بشكل مستمر حتى دمرت جزئياً حتى أصبحت بعض الأبراج معرضة للانهيار، وهناك أحجار ضخمة قد تدحرجت بعيداً عن جدرانها نتيجة القصف، إضافة إلى احتراق الكثير من صالاتها وممراتها نتيجة القصف اليومي، بحجة وجود مسلحين فيها، علماً أن القلعة لا يستطع أي إنسان الدخول إليها بسبب قصفها، وإذا تم افتراض وجود عناصر من الجيش الحر فيها كما يدعي النظام، فلا بد أن القصف اليومي قد أودى بحياتهم أو على الأقل أجبرهم على مغادرتها، و كل القصف يتم من مناطق مسيحية، إذ ركز النظام بشكل واضح على نصب المدافع والثكنات العسكرية في القرى المسيحية المحيطة بالحصن مثل “”عناز، الحواش، كفرا، مرمريتا، رأس النبع”، ويقوم بتجنيد شبيحة من هذه القرى بإشراف بشر يازجي و جماعته ، ونتيجة هذه الظروف واجهت الحصن مصير مئات القرى السورية من قصف و حصار وتهجير ونهب البيوت والمحال التجارية، و خلا مقتل شبان مسيحيين بالاشتباكات على الحواجز و مهاجمة قرى الحصن، كان النظام و أعوانه في المنطقة يروج أنهم مدنيين تم استهدافهم من قبل الثوار ، مما حدا بأهالي الحصن بإصدار بيانات توضح ما حصل أكثر من مرة كما هو موضح في الملحق ( 1)
. مجازر جماعية و جرائم ضد الإنسانية و استباحة قرى الحصن كاملة
خلال الأيام الأخيرة من الشهر الأول عام 2014 م ، قام بشر يازجي بعدد من الجرائم العلنية و على مرآى من أهالي المنطقة، فقد خطف عناصره شخصاً من سكان بلدة الحصن، وأمر بربطه في مؤخرة سيارة رباعية الدفع، ومن ثم أمر السائق بالسير بالسيارة في شوارع بلدة مرمريتا والقرى المجاورة لها، وقد لاقى هذا العمل الهمجي استهجاناً واسعاً بين الأهالي، لكن أحداً لم يجرؤ على الاحتجاج خوفاً من الاعتقال والتنكيل به على يد بشر و شبيحته، كما قام عناصره باعتراض مجموعات من سكان الحصن الفارين من الموت إلى لبنان عبر وادي خالد، و أشرف على تعذيبهم وعمليات اغتصاب لأطفال ونساء ، ثم قتلهم ورميهم في مياه النهر الكبير وعلى جانبيه، و في تاريخ 19 -3-2014 م ، احتجزوا خمس وعشرين أسرة، فور خروجها من مدينة قلعة الحصن المحاصرة، في محاولة من أفرادها تسليم أنفسهم إلى أحد حواجز قوات النظام على طريق رئيسي خارج المدينة، وأوضح ناشطون أن عناصر المليشيا، التابعة للمدعو بشر اليازجي، احتجزوا الأسر (هم نساء وأطفال فقط) في دير مارجرجس بقرية المشتاية، وبفندق قصر مرمريتا في منطقة مرمريتا. خلال قيام الجيش السوري باقتحام قرى بلدات قلعة الحصن و الزارة و القرى المحيطة بها، شارك بشر يازجي بارتكاب مجازر جماعية تواصلت حتى بعد الاقتحام ، فخلال النصف الثاني من آذار عام 2014م سجلت باسمه العديد من الجرائم ، و خلال خروج أكثر من 3000 مدني من بلدة قلعة الحصن الى “وادي خالد” اللبنانية الحدودية، عبر طريق سهل البقيعة الزراعي، و الذين ساروا كمجموعات محاولين دخول لبنان – لم يصل منهم إﻻ عدد قليل – إذ تعرضوا لكمائن من مجموعات منظمة في القرى الموالية وهي مجموعات تعمل تحت إشراف “بشر يازجي و حيدرة شاليش و ظهير غانم ومظهر حيدر، فادي الشامي و فراس مسوح الذين سيُقتلان لاحقا و غيرهم ” وعُثر على جثث كثيرة في النهر، وعلى ضفافه، و لا يزل مصير أكثر 300 مدني منهم مجهولاً حتى الآن، و قام هؤلاء بالتمثيل بجثث الأطفال والنساء وكبار السن، واستباحوا بيوت المدينة ومحالها بعد أن هجّروا أهلها، وقتلوا من تبقى منهم، فبعد دخول قوات النظام إلى بلدة قلعة الحصن قامت عصابة “بشر يازجي” بقتل كل من تبقى من الشبان هناك ، وبقيت عائلات بأكملها ( أكثر من 80 عائلة مكونة من النساء والأطفال) ممن لم ينزحوا من الحصن مجهولة المصير حتى الآن.
انتهاكات وتشبيح بحق أهالي المنطقة من المسيحيين
يُشير عدد من أهالي المنطقة إلى أنهم ضاقوا ذرعا بأفعال بشر يازجي، التي تسببت بمقتل و اختفاء عدد من أبناء المنطقة، و يعتبر كثير منهم أن بشر يازجي و جماعته يشكلون طابور ثالث بين الثوار و قوات النظام ، و بدأ تطاوله على أهالي المنطقة يظهر علناً مع توريطهم بأحداث لا ناقة لهم فيها و لا جمل ، كما حصل مع الشبيح ” حيدرة شاليش” ، و قرية مشتى عازار، حيدرة شاليش البالغ من العمر 23 عاما و ليس له اي صفة رسمية ، وبعد ن انتقل للعيش في مرمريتا وسط جيش من المرافقة ، أصبح يلاحق نساء الوادي ، ويعتدي على من شاء ، وبعد إعادة سيطرة جيش النظام على الحصن والزارة والحصرجية ، أصبح مطلق الصلاحية في الوادي ، وأصبحت ممارسته علنية في التطاول على نساء المنطقة، ومحاولاته المستمرة في إمتهان كرامتهن، وقام مرة بالإعتداء العلني على الأهالي نتيجة ذلك – في ساحة بلدة مرمريتا- الأمر الذي استفز الأهالي ، وحدث الصدام ، وتم تبادل إطلاق النار ، وتدخل شبيحة بشر اليازجي في عملية التصدي له ، وكانت الحصيلة موت اثنين من مرافقة حيدرة شاليش إضافة إلى عدد من الجرحى، وتم اعتقال حيدرة والمتبقي من مرافقيه وتسليمهم للشرطة، و الذي كان يُهدد الأهالي بقوله ” بعد الانتخابات بفرجيكن … مو هلق وقتكن … بس نخلص انتخابات.” ، ومن ثم تمَّ تدخل مكتب بشار الأسد وأمر بإطلاق سراحهم ، مع وعد من بشار الأسد بمتابعة الموضوع، ويقول الناشطون أن أهالي مرمريتا بلعوا الطعم ، وبلعه معهم أهالي الوادي ككل ، وكأن الأمر عابر وعرضي ، ولم ينتبه العقلاء – على ما يبدو – إلى خطورته وتداعياته اللاحقة التي أظهرت بشر يازجي بموقع المدافع عن المسيحيين وصون كرامتهم ، ومن ثم استغلال ذلك لاحقا لمصلحة النظام ، كما ضاق الأهالي ذرعاً بالسيارات التي تجوب شوارعهم رافعة أعلام حزب الله و مطلقة الأغاني الشيعية والمراثي و صور رموز الشيعة.
في قرية مشتى عازار حصلت بسبب بشر يازجي عدة أحداث حسب الناشطين ، فقد تم إيقاف أحد سكانها من قبل أفراد قرية مجاورة ليتم سؤاله عن مكان “بشر يازجي” و أنهم يريدونه و جاء الرد أنهم أخطأوا القرية فهو من مرمريتا و ليس من مشتى عازار , لكنهم أعادوا السؤال و يبدوا انهم كرروا السؤال في أكثر من قرية و عندها علم الناشطون أنه ربما يكون قد ترك قريته لأسباب يعلمها الجميع، و يتم البحث عنه من قبل بعض من يريدون ربما الانتقام منه، بعدها بأيام كان هناك ردة فعل من إحدى القرى ” المتراس” تجاه مشتى عازار و تم الاشتباك فيما بين أهالي القريتين و إطلاق رصاص من قبل مجموعة من أهالي قرية المتراس المحاذية لمشتى عازار ، و هي ليست المرة الأولى التي تتعرض القرية لمثل هذا ، و كان الهدف الرئيسي إيجاد “بشر” في القرية”، فمن الواضح ان هناك أخبار متناقلة عن وجود اليازجي محتمياً في إحدى القرى و بالتحديد هذه القرية لكنهم لم يجدوه هناك ، كما تعرضت القرية سابقا لجريمة حصلت في النبع الواقع على مقربة منها، و هو معروف لجميع أهالي الوادي، فقد تم قتل شبان من خارج القرية و تمّ رميهم في تلك البقعة التي تُعتبر مكان ارتياد كثير من أهالي المنطقة ، و قد وُجد الشبان مفصولي الرأس و عند البحث حينها وُجدت أجزاء أجسامهم الأخرى في قرية أخرى، و وجه الأهالي الاتهام لبشر يازجي و جماعته نظرا لما عُرف عنهم من جرائم مُشابهة.
مسؤولية النظام السوري و تورط الحزب القومي السوري بالجرائم
غالبية أهالي المنطقة يُحمّلون النظام السوري المسؤولية الأولى عن جرائم بشر يازجي و جماعته، فالنظام من سلّح بشر و دعمه بالسلاح حتى الثقيل منه، و شجعه على إقامة الحواجز بين المدنيين مما عرّض حياتهم للخطر ،مثلما حدث عندما في الثامن عشر من آب 2013، عندما تم مهاجمة حاجز قرب فندق في مرمريتا و تسبب بمقتل عشر مدنيين تم استثمار مقتلهم إعلاميا بشكل مريب لنشر الاحتقان الطائفي، علما أنه لا يمكن معرفة برصاص من قُتل هؤلاء مع مقتل عدد من الثوار، كما أن الجميع يعلم أن لبشر يازجي علاقة مباشرة باللواء جميل حسن، و ينُسق بشكل كامل مع العميد هيثم ديوب من المخابرات العسكرية والعقيد مفيد وردة , المدني قائد ميليشيا التشبيح ” مظهر حيدر” المرتبط بالأمن مباشرة، و لم يخفِ بشر يازجي في لقاءاته الإعلامية القليلة التي ظهر بها علاقته بالأمن و الجيش السوري و تنسيقه كافة عملياته معهم وأنه لا يتصرف أبدا بطريقة مستقلة!!، كما اعترف أن مجموعة “أسود الوادي” هم بضعة مئات من لأفراد وخبرتهم القتالية ليست بكبيرة، وقد تم تدريبهم من قبل الجيش السوري النظامي، إذ حسب قوله “يتم التركيز اليوم على النوعية وليس على العدد” ، و كل مقاتل هو متطوع يتقاضى راتبا من الدولة السورية وتتم معاملته ومعاملة عائلته كأي جندي أو ضابط في القوات المسلحة.
كما تشير كافة المعلومات إلى تورط كامل للحزب القومي السوري في هذه الجرائم و ارتباط بشر يازجي بشكل وثيق مع الحزب، إذ يستخدم مكتب الحزب في مرمريتا كمقر لتنسيق العمليات و للاجتماعات و مركز لتلقي طلبات التطوع و تجنيد المتطوعين التي يُشرف عليها أعضاءالحزب، و يشارك عدد كبير منهم في العمليات القتالية ومنهم من قتل من مثل: (فادي الشامي وطوني عثمان من قرية الحواش وفراس مسوح من قرية مرمريتا وغصوب عوض من قرية التلة)، و استقبال أعداد من اللبنانيين المنتسبين للحزب و احتضانهم لالتحاقهم بالقتال، و يعتبر الناشطون مقر الحزب في مرمريتا مركزاً للتشبيح ، و يُعرف في المنطقة القيادي في المنطقة “أبو سومر”، أحد مسؤولي القوميين في مرمريتا والذي أجبر الأهالي على توحيد طلاء أبواب محالّهم التجارية بألوان العلم السوري.
و ليس بُشر يازجي وحيدا في هذه العمليات بل معه عدد الشبيحة المعروفين من قبل أهالي المنطقة خارجها، فهو شريك للعديد منهم ( ظهير غانم) أحد رجال المافيا الأمنية السورية من قرية ( أم حارتين ) الموالية للنظام و هو سجين سابق خرج من السجن مع بداية الثورة على خلفية عمله بتهريب و تجارة السلاح , وقد هدد هذا الشبيح باقتحام قلعة الحصن والقضاء على أهلها نهائياً لولا منعه بأوامر عليا، وهو شريك لشبيح آخر من مافيات النفط يدعى في المنطقة ( غوار ) , وهو ممن يحميه حسن نصر الله شخصياً كما يتداول الأهالي و الناشطون، ولديه أكثر من أربعين شاحنة ناقلة نفط بين سوريا ولبنان , حيث تقوم هذه الشاحنات حتى هذه اللحظة بسرقة النفط السوري وتهريبها من كازية حمص الأولى التي تقع قبل الوادي بحوالي عشر كيلومتر ويملكها رياض شاليش، إضافة إلى مظهر حيدر و غيره من الشبيحة من القرى العلوية الموالية للنظام.
شكوك حول ضابط منشق واختراق الجيش الحر
يشير الناشطون إلى عملية اختراق للجيش الحر تمت عبر بشر يازجي من خلال ضابط منشق من أولاد المنطقة ، هو العقيد المنشق “محسن خالد وهبي” و بعد المراقبة الطويلة والشديدة، تم الإثبات وبالدليل القاطع على تورطه بالتعامل مع النظام، و العقيد وهبي من مرتبات كلية الأسد (هندسة الكترونية )في دمشق، كان قد التحق بالجيش الحر في قلعة الحصن بعد أن أعلن انشقاقه في الشهر العاشر من سنة 2012م عن جيش النظام، وقد حدثت عدة أحداث تشير على أنه عميل لصالح النظام، فتمت مراقبته بشكل كثيف من قبل الجيش الحر في المدينة، حيث تم اكتشاف إنه سبب مقتل ستة أشخاص مدنيين من قرية “الشواهد” , وقد قام بتجنيد المدعوين رمزي محمد وهبي وعلاء خالد وهبي للعمل معه ، و تبين أنه كان على تواصل مباشر مع بشر يازجي والمقدم عاطف عياش المتورطان بارتكاب المجزرة ، وعندما شعر العقيد “وهبي” إن الجيش الحر في المدينة قد كشف عمالته للنظام، سرعان ما هرب هو ومن معه عن طريق الجبال إلى مرمريتا و اختفى بعدها.
جرائم مع الاعتراف العلني
ظهر “بشر يازجي” علنا مع الإعلامية غدي فرانسيس في وثائقي أسمته ” مرنم في النهارو مقاتل في الليل ” ، يظهر فيه مترنماً بأناشيد دينية في الكنيسة بلباس كنسي، ثم يظهر بسلاحه الكامل كمقاتل لا يخجل مما يقوم به بل يعترف أن قرية الحصن هدفه بمن فيها من مدنيين بقوله ” زوجة المسلح تطبخ له فهي مسلحة و طفل المسلح مسلح . الجميع مسلح و هم هدف مشروع” تابع ملعق رقم (2) ، و ثم يظهر بالكنيسة بلباسه العسكري الأمر الذي أثار استنكار الكثيرين و أثار تساؤلات حل تواطؤ رجال الدين معه و الذين سمحوا بدخوله الكنيسة بلباسه العسكري و سلاحه، و سكتوا على احتجازه الأبرياء من المدنيين في أحد الأديرة، كما يظهر بشر مرة أخرى على قناة فرانس 24 باسم مستعار “حنا” ليعترف بتنسيقه مع النظام و رجال الأمن السوري، و ليسرد روايات عديدة مقضللة حول واقع المنطقة.
الملاحق:
ملحق (1) صفحة تنسيقية أحرار قلعة الحصن – توضيح هام
في قلعة الحصن بتاريخ البارحة 9-6-2012 قام أبطال قلعة الحصن وثوارها الشرفاء بضرب حاجز للنظام على أرض الحصن في حالة دفاع عن النفس تبيحها كل الشرائع السماوية والبشرية،فانطلاقاً من ذلك الحاجز تم تدمير الحصن لا سيما حارة التركمان. كانت عملية موفقة بالمقاييس العسكرية وكان النصر مبيناً. تواجد في هذا المكان في هذا الحاجز الذي سام أهل الحصن قتلاً وتدميراً أعداد من الشبيحة فاق الخمسين قتل منهم فوق العشرين، من بين العشرين قتيل كان منهم أربعة شباب من الوادي (يعني 4 من 20 فقط) احترفوا التشبيح باعتراف الجميع -سمهم إن شئت لجان شعبية- ووضعوا أنفسهم بالمكان الخطأ والوقت الخطأ في داخل أراضي الحصن فنالوا جزاءهم العادل. كانت نسبتهم من كامل قتلى الشبيحة قليلة -قل عنهم إن شئت مغرر بهم- ولا نقول إن الشبيحة الذين يدمرون الحصن هم أهل الوادي أو من أهل الوادي بل هم شرذمة تورط معهم قلة قليلة من أهل الوادي كما تورط أيضا أعداد من أبناء الحصن -المسلمين السنة- فكانوا في عداد الشبيحة ولا زالوا يرتكبون جرائمهم هنا وهناك فكما أننا نصر أن هؤلاء لا يمثلون أهل الحصن فلا بد أن نقر أن أولئك أيضاً لا يمثلون أهل الوادي. فالقضية ليست طائفية ولا حتى مناطقية والشبيح المتورط بالدماء موجود ونقر بإجرامه وتورطه بالدماء من أي جهة كان ولأي انتماء كان ولا زال حتى يومنا الحالي -شئنا أم أبينا- أبناء الطائفة السنية هم أكثر من يستخدمهم النظام -عددياً- للتثبث في السلطة وحرق البلد. لذلك نرى أن الدور على عقلاء الوادي باحتواء مثل هذه الحالات الشاذة والوقوف بحزم تجاه وجود شبيحة ظهير غانم في الحواش واتخاذها منطلقاً لتدمير الحصن. وأنتم تعلمون يقيناً أن الثوار في الحصن لا يريدون إيذاء أهل الوادي وأهالي الحواش وعش الشوحة في مرمى البندقية ولم تتعرض من الثوار لشيء من “أخطاء” قصف النظام التي اودت بالعديد من الآمنين من أهل الوادي. ونرى مشروعية حمل السلاح في الحصن المهددة بالاقتحام والمجازر كغيرها من المدن والبلدات المحاصرة دفاعاً عن النفس. ولا نرى مشروعية لحمل السلاح في الوادي ضد أهل الحصن. ونهيب بالعقلاء إسكات الأصوات النشاز التي تحرض ضد أهل الحصن وتنادي بحرقهم تارة وبطردهم وتغيير اسم القلعة أو هدها فوق رؤوسهم تارةً أخرى. بنفس الوقت نهيب بأهالي الحصن عدم التعرض لأهل الوادي بالتجريح أو السباب ولن نسمح على صفحتنا هذه لأي كان باستخدامها منبراً لسب أهل الوادي أو تعميم التهم عليهم جزافاً. واهل الوادي العقلاء نعرفهم أذكى وأبعد نظراً وأسمى خلقاً من التورط بالوقوف لجانب نظام آيل للسقوط متورط بدماء أبناء الشعب السوري على امتداد خارطة البلد. كلنا ثقة ويقين أن ما بين أهل الحصن وأهل الوادي من التعايش وحسن المعشر عبر تلك السنين الطويلة لن يقدر هذا النظام المتهالك الساقط على حل عراه وفصل أواصره بما يحيكه من مؤامرات ودسائس. عاشت سوريا حرة أبية.
وبعد يومين نشرت ذات الصفحة البيان التالي:
حاول النظام المجرم استغلال مقتل الشبيح فراس مسوح من بلدة مرمريتا لإثارة أهل البلدة ضد جيرانهم في الحصن لكنهم قابلوا الموضوع بتعقل وأقروا بأن مسوح شبيح نال جزاءه على أرض الحصن. جن جنون النظام لعدم استثارته أهل مرمريتا رغم زجه للشبيح فراس في معركة الحصن فما كان من النظام المجرم إلا أن قصف مرمريتا بقذيفتي مدفعية ثقيلة عيار 130 أو 150 ملم من رأس النبع واتهم الثوار في الحصن بذلك (علماً أنهم لا يملكون هذه المدافع) في محاولة يائسة لزجهم في صراع مع جيرانهم.
وبعد الاطلاع على التفاصيل السابقة، نناشد كافة الأخوة، ولا سيما ممن يستطيعون التأثير على الشباب، وبشكل أخص رجال الدين والشخصيات المعروفة في المناطق المسيحية، أن يعملوا على ضبط النفوس وتهدئة الشباب المتعطش للثأر، وغير المدرك لماهية لعبة النظام، التي إن زجوا بأنفسهم فيها، لن ينتج عنها إلا معارك طائفية يتورط فيها كلا الجانبين ولا يستفيد منها إلا هذا النظام الباحث عن بقائه مهما كان انتماء من قد يقتل جراء ذلك.
كما نهيب بالمغتربين من البلدات المسيحية، أن لا يشاركوا في تأجيج هذه الأفكار والمشاعر، وأن يسعوا إلى احتواء هذا الموقف، والعودة إلى حالة السلم الأهلي التي كانت قائمة قبل قيام هذا النظام.إن السلاح في بلدة الحصن مرفوع في وجه احتلال أسدي يهدد باقتحام المدينة وارتكاب المجازر فيها، ولم يتم توجيهه حتى الآن إلى البلدات المحيطة، وليس المطلوب من البلدات المسيحية الوقوف إلى جانب الحصن، وإنما المطلوب منهم عدم مساعدة النظام في حملته البربرية على هذه البلدة.
كما أننا ندعو كافة أطراف المعارضة، السلمية والمسلحة، الداخلية والخارجية، إلى العمل فوراً على حل تداعيات هذا الموقف الخطير جداً، والتعامل مع الموضوع بأخلاقيات الثورة والمبادئ التي ننادي بها: العدالة والكرامة ودولة مدنية لكل السوريين يتساوون فيها بالحقوق والواجبات.
ملحق رقم (2) بشريازجي / مرنم في النهار مقاتل في الليل