أفكار مضيئة (32) : متى يفهم الأغبياء أنهم أغبياء :
ابو ياسر السوري - 13 / 7 / 2014
"الشيطان يحضر في التفاصيل " هذه العبارة ، سبق أن قالها وليد المعلك – لا شفاه الله – في بدايات الحديث عن مؤتمر جنيف1 . وكان يشير بذلك إلى المطمطة وإضاعة الوقت وعدم الانتهاء من هذه المؤتمرات في جنيف ، والتي سيكون منها في رأيه .. جنيف1 وجنيف2 وجنيف3 .. وتمر سنوات وسنوات ولا تنتهي القضية إلى حل . وهذا ما كان حتى الآن .
ولكن حين بدأت الدعوة إلى جنيف1 قام المجتمع الدولي بالضغط على المعارضة السياسية ، وهدد وتوعد ... ورضخت المعارضة للتهديد والترغيب الدولي ، وحضرت جنيف1 وجنيف2 .. ثم اقتنعت أخيراً بعدم جدوى الذهاب والإياب من هذه الجنيفات التي سوف تتكرر بلا نهاية . فتوقفت .. ووقفت القضية تراوح في المكان .. وغرقت القضية في التفاصيل كما قال وليد المعلك تماما ... ثم تبين لكل من يفهم ومن لا يفهم ، أن ذهابنا إلى جنيف كان لعبة دولية ، وكانت هذه اللعبة لصالح النظام ، وليست لصالحنا ..
والسؤال : متى ستقتنع المعارضة أن صراعها على المناصب ، ولهثها وراء المحاصصة على الوزارات ، وعدد المقاعد في مجلس الشعب ، والإدارة المحلية ، والوظائف الحكومية ، وأن اختلافها على التحديد المسبق لشكل الحكم في سوريا ، وهل هو إسلامي أم علماني ، أم هو خلافة راشدة ، أم برلماني وزاري أم رئاسي؟ والجواب على ذلك كله : إن إثارة مثل هذه الأمور ، ما هي سوى مضغ أحلام في الهواء ، وشراء سمك في الماء ، وأن الانشغال بهذه القضايا هو من باب طلب الشيء قبل أوانه ، ومن طلب الشيء قبل أوانه ، عوقب بحرمانه .. لأننا لن نجني من صراعنا هذا سوى نتيجة واحدة ، وهي بقاء بشار ، واستمراره في حكمنا وإبادتنا إلى ما لانهاية .. فمتى ستفهم المعارضة الغبية أنها غبية ، لأنها هي التي تطيل عمر المعاناة ، وهي التي تعمل على بقاء بشار .!؟