في حلب: النظام يرقص على إيقاع داعش
– 2014/07/07
مصعب الحمادي – اسطنبول
أفادت قناة (حلب اليوم) باستشهاد امرأة في مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي جراء استهداف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش سابقاً) للمدينة بقذائف الهاون في محاولةٍ من التنظيم للسيطرة على المدينة. يأتي هذا الهجوم الجديد بعد أن تمكنت الدولة الإسلامية من اجتياح قرى زور مغارة والزيارة والبياضة في ريف حلب الشرقي انطلاقاً من مناطق سيطرة الدولة هناك, وبالاستعانة بالأسلحة والذخائر التي غنمها التنظيم في العراق ويستغلها الآن لتعزيز مواقعه في سوريا.
كما تقدمت قوات الدولة الإسلامية في محور الريف الشمالي باسطةً سيطرتها على قرى الزيادية وقبتان وبرعان والباروزة, وصولاً إلى مشارف أخترين في غزوةٍ يبدو أن التنظيم لا يريدها أن تنهتي قبل بلوغ اعزاز والإطباق على كامل الشريط الحدودي مع تركيا.
ويترافق هجوم الدولة الإسلامية على ريف حلب الشمالي وسط تحليق مكثف وغارات جوية لا تتوقف على تلك المنطقة, في صورةٍ أعادت لأذهان النشطاء التصور القديم لديهم بوجود تحالف بين هذه الدولة ودولة بشار الأسد في دمشق, وخصوصاً أن صفحات معارضة تحدثت قبل بضعة أيام عن انسحاب تنظيم الدولة من مناطق مهمة في محيط المدينة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب قبل أن يستغلّ النظام هذه الفرصة ليتقدم ويسيطر على المدينة, مهدداً بذلك حلب بأكملها ومرسلاً برسالة تنبيه للثوار الذين سارعوا لحشد التعزيزات, وصدّ هجوم النظام في اللحظات الأخيرة عند قرية تل الشعير يوم أمس, والتي لو تمكن النظام من أخذها لأصبح الطريق إلى مدرسة المشاة – الرئة الشرقية لحلب – مفتوحاً أمامه.
يقول النشطاء أن هجوم الدولة الإسلامية في الريفين الشرقي والشمالي من حلب قد بثّ الروح من جديد في قوات النظام وأعاد لها الأمل في إمكانية السيطرة على حلب, أو ضرب الحصار عليها على أقلّ تقدير, كما فعلت من قبل في حمص ومدن عديدة أخرى في ريف دمشق عندما طبّق النظام سياسة “الجوع أو الركوع” والتي استطاع من خلالها إخراج حمص من دائرة الصراع و”تنويم” الثورة على أطراف العاصمة.
ومع أن أي معركة داخل المدينة نفسها ستكون طويلة وشاقة للنظام الذي لن يستطيع مجاراة الثوار في تكتيكات حرب العصابات, إلا أن إطباق النظام على مدرسة المشاة – فيما لو نجح بذلك – سيفتح المجال أمامه للمضي شمالاً إلى فافين ثم رتيان وبيانون وحيان إلى الشمال من حلب فيقطع طريق الإمداد الوحيد للمدينة من ناحية الشمال ويعزلها بشكلٍ كامل, هذا إن لم يتمكن تنظيم الدولة من وصول تلك المناطق قبل النظام وتقديم هذه الخدمة له على طبقٍ من ذهب.
لكن الثوار في حلب تنبهوا لهذا الخطر, وسارعت قوافل الإمدادات من ثوار المحافظات الأخرى بالوصول إلى حلب, بالإضافة للأرتال التي أتت من أرياف المحافظة ودخلت المدينة.
يقول محمد بدر الدين وهو ناشط من حلب: “منذ يومين في إحدى القرى بريف حلب الغربي, مجرد أنهم سمعوا أن هناك ضغط على حلب, اجتمع ثوار القرية في الساعة الثالثة ليلاً وقرروا الانطلاق إلى حلب.”
ولدى سؤاله عن تقديره الشخصي للموقف إجمالاً كما يشاهده هو على الأرض, قال محمد: “عندنا سلاح, وعندنا رجال, ووقت الشدة يقدمون أرواحهم.”
بدورهم تنبه ثوار حلب في الريف الشمالي لخطورة تحرك الدولة الإسلامية في مناطقهم في هذا الوقت في التحديد, فأسرع أفراد ست وعشرون كتيبة من أبناء المنطقة يوم السبت في السادس من الشهر الجاري إلى تأسيس فصيل كبير موحد تحت اسم “لواء فرسان الحق” قال الثوار أن الهدف منه “مواجهة الخطر الكبير المحدق بحلب وريفها”. وقد اعتبروا في بيانهم الذي بثّوه في شريطٍ مصور على موقع يوتيوب أن هذه الخطوة مجرد مرحلة على طريق تأسيس جيش موحد لإنقاذ الثورة, وهو ما يعكس حالة من الوعي عند ثوار حلب يستبعد معها أن تنجح الدولة الإسلامية في أن تحاصرهم كما فعلت بالماضي.
كما نقل نشطاء” أنباء عن توجه أكثر من مئة آلية عسكرية للثوار إلى منطقة التماسّ مع النظام في قرية تل الشعير بالقرب من مدرسة المشاة, ما يجعل الأيام القادمة حبلى بالأحداث التي يأمل الثوار أن تنتهي بإعادة الأمور إلى نصابها وطرد النظام من المناطق التي كسبها على غفلةٍ منهم في الأسبوع المنصرم.
– 2014/07/07
مصعب الحمادي – اسطنبول
أفادت قناة (حلب اليوم) باستشهاد امرأة في مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي جراء استهداف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش سابقاً) للمدينة بقذائف الهاون في محاولةٍ من التنظيم للسيطرة على المدينة. يأتي هذا الهجوم الجديد بعد أن تمكنت الدولة الإسلامية من اجتياح قرى زور مغارة والزيارة والبياضة في ريف حلب الشرقي انطلاقاً من مناطق سيطرة الدولة هناك, وبالاستعانة بالأسلحة والذخائر التي غنمها التنظيم في العراق ويستغلها الآن لتعزيز مواقعه في سوريا.
كما تقدمت قوات الدولة الإسلامية في محور الريف الشمالي باسطةً سيطرتها على قرى الزيادية وقبتان وبرعان والباروزة, وصولاً إلى مشارف أخترين في غزوةٍ يبدو أن التنظيم لا يريدها أن تنهتي قبل بلوغ اعزاز والإطباق على كامل الشريط الحدودي مع تركيا.
ويترافق هجوم الدولة الإسلامية على ريف حلب الشمالي وسط تحليق مكثف وغارات جوية لا تتوقف على تلك المنطقة, في صورةٍ أعادت لأذهان النشطاء التصور القديم لديهم بوجود تحالف بين هذه الدولة ودولة بشار الأسد في دمشق, وخصوصاً أن صفحات معارضة تحدثت قبل بضعة أيام عن انسحاب تنظيم الدولة من مناطق مهمة في محيط المدينة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرق حلب قبل أن يستغلّ النظام هذه الفرصة ليتقدم ويسيطر على المدينة, مهدداً بذلك حلب بأكملها ومرسلاً برسالة تنبيه للثوار الذين سارعوا لحشد التعزيزات, وصدّ هجوم النظام في اللحظات الأخيرة عند قرية تل الشعير يوم أمس, والتي لو تمكن النظام من أخذها لأصبح الطريق إلى مدرسة المشاة – الرئة الشرقية لحلب – مفتوحاً أمامه.
يقول النشطاء أن هجوم الدولة الإسلامية في الريفين الشرقي والشمالي من حلب قد بثّ الروح من جديد في قوات النظام وأعاد لها الأمل في إمكانية السيطرة على حلب, أو ضرب الحصار عليها على أقلّ تقدير, كما فعلت من قبل في حمص ومدن عديدة أخرى في ريف دمشق عندما طبّق النظام سياسة “الجوع أو الركوع” والتي استطاع من خلالها إخراج حمص من دائرة الصراع و”تنويم” الثورة على أطراف العاصمة.
ومع أن أي معركة داخل المدينة نفسها ستكون طويلة وشاقة للنظام الذي لن يستطيع مجاراة الثوار في تكتيكات حرب العصابات, إلا أن إطباق النظام على مدرسة المشاة – فيما لو نجح بذلك – سيفتح المجال أمامه للمضي شمالاً إلى فافين ثم رتيان وبيانون وحيان إلى الشمال من حلب فيقطع طريق الإمداد الوحيد للمدينة من ناحية الشمال ويعزلها بشكلٍ كامل, هذا إن لم يتمكن تنظيم الدولة من وصول تلك المناطق قبل النظام وتقديم هذه الخدمة له على طبقٍ من ذهب.
لكن الثوار في حلب تنبهوا لهذا الخطر, وسارعت قوافل الإمدادات من ثوار المحافظات الأخرى بالوصول إلى حلب, بالإضافة للأرتال التي أتت من أرياف المحافظة ودخلت المدينة.
يقول محمد بدر الدين وهو ناشط من حلب: “منذ يومين في إحدى القرى بريف حلب الغربي, مجرد أنهم سمعوا أن هناك ضغط على حلب, اجتمع ثوار القرية في الساعة الثالثة ليلاً وقرروا الانطلاق إلى حلب.”
ولدى سؤاله عن تقديره الشخصي للموقف إجمالاً كما يشاهده هو على الأرض, قال محمد: “عندنا سلاح, وعندنا رجال, ووقت الشدة يقدمون أرواحهم.”
بدورهم تنبه ثوار حلب في الريف الشمالي لخطورة تحرك الدولة الإسلامية في مناطقهم في هذا الوقت في التحديد, فأسرع أفراد ست وعشرون كتيبة من أبناء المنطقة يوم السبت في السادس من الشهر الجاري إلى تأسيس فصيل كبير موحد تحت اسم “لواء فرسان الحق” قال الثوار أن الهدف منه “مواجهة الخطر الكبير المحدق بحلب وريفها”. وقد اعتبروا في بيانهم الذي بثّوه في شريطٍ مصور على موقع يوتيوب أن هذه الخطوة مجرد مرحلة على طريق تأسيس جيش موحد لإنقاذ الثورة, وهو ما يعكس حالة من الوعي عند ثوار حلب يستبعد معها أن تنجح الدولة الإسلامية في أن تحاصرهم كما فعلت بالماضي.
كما نقل نشطاء” أنباء عن توجه أكثر من مئة آلية عسكرية للثوار إلى منطقة التماسّ مع النظام في قرية تل الشعير بالقرب من مدرسة المشاة, ما يجعل الأيام القادمة حبلى بالأحداث التي يأمل الثوار أن تنتهي بإعادة الأمور إلى نصابها وطرد النظام من المناطق التي كسبها على غفلةٍ منهم في الأسبوع المنصرم.