أفكار مضيئة (31)
رد على فتوى حول سفر السوريين إلى الخارج :
أبو ياسر السوري – 30 / 6 / 2014
سئل العلماء عن حكم سفر السوريين إلى البلاد الغربية هربا من الواقع المرير وتعرضهم للإبادة في بلدهم .؟
فجاء الجواب مقتضبا وغائما يقول : ( بما أن الجهاد في سوريا فرضُ عينٍ على القادرين ، فلا يجوز للشباب الخروجُ من سوريا ، إنْ كان بإمكانهم دعمُ المجاهدين بأيِّ وسيلة هم قادرون عليها ، إلا أصحابَ الأعذار من المرضى والضعفاء جسديا ، أو من لم يتمكن مع حرصه على الالتحاق بالمجاهدين ، وعدم توفر الفرصة لمساعدتهم ) .
ولو كنتُ في موضع السائل ، لأقسمت بمغلظات الأيمان أنني لم أفهمْ من هذه الفتوى لا حَقّاً ولا باطلا . فالفتوى " منعت من الخروج لما يترتب عليه من ترك الجهاد الذي بات فرضُ عَينِ ، ثم استثنتْ أصحابَ الأعذار ، والضعفاءَ جسديا ، ومَنْ لم يتمكنْ من مساعدة المجاهدين "
وكأنّ هذه الفتوى العتيدة ، قد حَرَّمتْ الخروجَ من الباب ، وسمحتْ به من ثلاث نوافذ .. فكلُّ مَنْ أراد الخروجَ مهاجرا إلى بلاد الكفر ، فسوف يبرر لنفسه الخروج ، بواحدة من هذه المبررات الثلاث .. فإمّا يزعمُ أنه صاحبُ عذر يَمنَعُهُ من البقاء .. وإمّا أنه ضعيفٌ جسديا لا يقوى على أعمال القتال .. وإمّا أنه لم يستطع مساعدة المجاهدين ..
فما هذه الفتوى يا لجنة الإفتاء في المجلس الإسلامي .؟ ما هذه الفتوى التي يخالف أولُها آخرَها.؟ وينقضُ أخرُها أولَها ؟ وهل أنتم متواطئون أيضا ضد المسلمين .؟ لماذا لم تقولوا للناس الحق بوضوح .؟ لماذا لم تبينوا لهم ما عليهم فعله في مثل هذه الظروف .. فالعوامُّ كالهوامِّ ، وما أراكم بفتواكم هذه ، إلا كمَنْ رأى أعمى يسيرُ في طريق تؤدِّي به لا محالة إلى هاوية قاتلة ، فقال للأعمى : بقاؤك حيث أنت فرض عين عليك ، ولكن يمكنك أن تمضي إن كنت معذورا ، أو لا تطيق بقاء في مكانك ، أو لا تجد لك عملا مفيدا حيث أنت .!!! فاختار الأعمى مبررا من ثلاث ، ومضى في سبيله قُدُماً ، حتى سقط في الحفرة فمات .
كان عليكم يا سادة ، أن تقولوا للناس : " إن الجهاد اليوم هو جهاد دفع ، وهو الآن فرض عين على كل مسلم سني قادر أن يجاهد بنفسه أو بماله أو بلسانه أو بقلمه ، وهو واجب على الكبير والصغير والرجل والمرأة ، كل يقدم لهذه المعركة الفاصلة بمقدار ما يستطيع ، ألا وإن ترك قتال هؤلاء المارقين ، بالقعود عن قتالهم ، أو بالخروج من سوريا المؤدي إلى ترك قتالهم ، تحت أي ذريعة كان ، هو خروج إلى سخط الله وغضبه ، وأن نهايته الذل في الدنيا ، وجهنم في الآخرة .. هكذا وبهذا الوضوح التام ، كان ينبغي أن تكون الفتيا يا مجلس الإفتاء السوري في استنبول ".
ولا تنسوا أن علماء الشيعة لا يتحرجون في فتاويهم ، ولا يجمجمون بها ، ولا يغمغمون ، وإنما يطلقونها واضحة صريحة ، في الحض على قتل أهليكم في سوريا وإبادتهم ظلما وعدوانا .. فما لي أرى مرة تتحرجون في الفتيا بقتال داعش صنيعة الشيعة ، ما بين متردد أو متوقف أو محرم أو مجيز له على استحياء ؟ ومرة تأذنون بقتال الشيعة والنصيرية ، ثم تحتالون لإيجاد ذريعة تأذنون من خلالها لشبابنا في ترك القتال .؟ خصوصا وأن قتال هؤلاء المارقين بات فرض عين ، لا سبيل إلى التحلل منه .؟ أليس إفتاؤكم هذا إفتاءً للشباب بجواز الفرار من الزحف .؟ نبئونا بعلم إن كنتم صادقين .