أفكار مضيئة (25) الغربيون يدعون الديمقراطية ويحاربونها
أبو ياسر السوري
28 / 6 / 2014
الانتخاب أو الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو المظهر الرئيس للديمقراطية ، وبدونه لا يتصور قيام حكم ديمقراطي في بلد ما ..
وتحريا للنزاهة في عملية الانتخاب ، هنالك قوانين ترسم الخطوط الحمراء التي لا يجوز تخطيها ، وأخرى تبين كيفية سير عملية الانتخاب من أول خطوة فيها إلى أن تنتهي جميع إجراءاتها . منعا للغش ، والإكراه ، والتزوير ، والتلاعب بإرادة الجماهير في عملية الانتخاب .
ولكن انتخاب الرئيس الذي جرى في سوريا أخيرا ، كان نموذجا صارخا للتزوير ، والكذب ، والدجل ، والسخرية من مبدأ الديمقراطية في العالم .. ومع ذلك فقد اعترف به المجتمع الدولي ، وما زال يتعامل مع نتائجه بكل احترام .. فما زال الأسد في نظر هذا المجتمع الدولي رئيسا ، ولئن كان فيما مضى رئيسا معينا تعيينا ، فهو اليوم رئيس منتخب ، أي إن شرعيته الآن أقوى مما كانت من قبل .. وما زال سفراؤه الدبلوماسيون يمكنون من دخول مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ، والجمعية العمومية .. وما زال لسوريا الأسد حق في مزاولة تمثيل سوريا في المحافل الدولية كافة ..
وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على نفاق هذا المجتمع الدولي ، وكذبه ، وحقارته .. وإن كان على الشعوب كلها أن تعلم شيئا ، فعليها أن تعلم أنها تحكم الآن من قتلة مجرمين ، يؤيدهم من ورائهم قتلة مجرمون ، يمارسون قتل الشعوب معهم من وراء ستار .
***
***