ثالوث العداء للإسلام والمسلمين ( المجوس واليهود والنصارى) :
ابو ياسر السوري
ثلاث ملل في العالم (المجوسية واليهودية والمسيحية) هي التي تكفلت ، وما زالت متكفلة بمحاربة المسلمين ، منذ ظهور الإسلام وحتى يومنا هذا ، على مدار التاريخ  .. وهذا العنوان الذي اخترناه هنا ، أكبر من أن يحيط به عددٌ من الصفحات في مقال ، فهو عنوان صغير ، يصلح أن يكون عنوانا لكتاب كبير  . لهذا أرجو المعذرة في عدم إيراد جميع النصوص التي توثق المعلومات التاريخية الواردة فيه ، وسوف أكتفي جهدي باليسر منها ، هربا من الإطالة .. فأقول  :
أولا : انطلاقا من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين) قام النبي صلى الله عليه وسلم ، بتبليغ دعوته إلى الناس جميعا ، فبدأ بدعوة عشيرته الأقربين ، ثم دعا قريشا ، ثم دعا القبائل العربية ، ثم دعا أهل يثرب فكانت سابقة السعادة لهم ، فأجابوه ، وصدقوه وآمنوا به ، وتكفلوا بنصرته ، ولما غلقت الأبواب دون دعوته في مكة ، هاجر هو وأتباعه إلى المدينة وبعد معارك مع المشركين ، استتب له الأمر في المدينة ، فكاتب رسول الله ملوك أهل الأرض من عرب وعجم وروم .. فكان أسوأ أهل الأرض ردا عليه " كسرى " ملك الفرس وهو مجوسي  .. وبهذا يكون كسرى أول من رفع راية العداء لله ورسوله ، فمزق كتاب النبي ، وقتل حامله إليه . فلما بلغ النبي ذلك قال " مزق الله ملكه " فاستجاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ومزق ملكه ، فبدأ الانهيار بقتل كسرى ، ثم لم يلبث بنيان الامبراطورية الفارسية أن تداعى في خلافة عمر ، على أيدي المسلمين في القادسية ونهاوند ..
ومن هنا بدأ العداء المجوسي للإسلام .. واستمر حتى قام أبو لؤلؤة المجوسي أخزاه الله ، باغتيال أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
ثانيا : أما اليهود فهم أعداء لكل الأديان ، وهم جرثومة الشر في العالم كله ، قديما وحديثا ، ماضيا وحاضرا ومستقبلا . لذلك قاموا بمحاولة اغتيال عيسى عليه السلام ، فنجاه الله منهم " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم " ، ولهذا أيضا أعلنوا عداءهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ... تروي كتب السيرة من حديث أم المؤمنين صفية رضي الله عنها ، أنه لما قدم النبي إلى المدينة مهاجرا ، وعلم اليهود بمقدمه ، جلس أبوها حيي بن أخطب زعيم اليهود في زمانه وعمها أبو ياسر بن أخطب ، فقال أبو ياسر لحيي : أهو هو ؟ قال : نعم والله ! قال : أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم . قال : فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته - والله - أبد الدهر .! ثم انتهى الصراع بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود ، بأن أجلاهم من المدينة ، وفتك بيهود بني قريظة الذين غدروا به ، ثم فتح خيبر ، ثم قام المسلمون أخيرا بإجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب كلها ، فلم يبق فيها يهودي ولا نصراني . عملا بقوله صلى الله عليه وسلم" لا يجتمع في جزيرة العرب دينان " ...
 لهذا لا نستغرب من صنيع عبد الله بن سبأ اليهودي ، الذي قدم المدينة في أواخر خلافة عثمان مظهرا أنه مسلم ، ولكنه كان باطنيا يخطط في الخفاء لإنزال الشرور بالمسلمين، وتقويض دولة الإسلام. ويقال إنه هو الذي خطط لمقتل عثمان، وهو الذي ابتدع دين الغالية من الشيعة ، فكان أول من دعا إلى الغلو في التشيع لعلي ، حتى زعم أنه إله . فطلبهم علي ليعاقبهم ، ففروا منه ، وأمسك بنفرٍ منهم، فلما أمر بإحراقهم دخلوا النار وهم يرددون: والله ما ازددنا بألوهيتك إلا يقينا، فلا يعذب بالنار إلا رب النار.
ثالثا : وأما ساحة النصارى ، فلم تكن بريئة من التآمر على المسلمين ، وقد ثبت أن النصراني "جفينة " كان أحد الثلاثة الذين اشتركوا في مقتل عمر رضي الله عنه ، ومعه الهرمزان وأبو لؤلؤة المجوسيان ، في مؤامرة خطط لها هؤلاء النفر الثلاثة ، واتفقوا فيها على أن يكون القاتلُ أبا لؤلؤة المجوسي ..
عن سعيد بن المسيب أن عبد الرحمن بن أبي بكر ، غداة طعن عمر قال : مررتُ على أبي لؤلؤة لعنه الله تعالى عصرَ أمس ، ومعه جفينة ، والهرمزان وهم نجيٌّ . فلما رهقتهم ثاروا ، وسقط منهم خنجر ، له رأسان ، نصابه في وسطه .. فلما حدثهم عبد الرحمن بهذا ، مضى أحد الحضور فجاء بالخنجر الذي قتل به عمر ، فإذا هو على ما وصف .. فسمع بذلك عبيد الله بن عمر ، فانتظر حتى مات أبوه ، ثم أشتمل على السيف فأتى الهرمزان فقتله ، ثم مضى حتى أتى جفينة وكان نصرانياً من أهل الحيرة ، استقدم إلى المدينة لتعليم أبناء المسلمين الكتابة ، فلما علاه بالسيف صلب بين عينيه ، فضربه عبيد الله فقتله ..
رابعا : فيما عرف بالحملات الصليبية ، قدمت الجيوش الغربية رافعة راية الصليب لحرب المسلمين ، وسرعان ما آزرهم التتار ، فزحفوا من الشرق ، وانقضوا على دار الخلافة العباسية ، وأسقطوا بغداد سنة 656هـ والتتار يدينون بدين مختلف، ويعملون بكتاب ألفه لهم جنكيز خان ، وتعبدهم بأحكامه، سماه " الياسق ". وكما كان هنالك ثلاث حملات صليبية على بلاد المسلمين ، فكذلك كان في موازاتها ثلاث اجتياحات تتارية علينا ، مرة في عهد هولاكو ، ومرة في عهد تيمورلنك ، ومرة في عهد قازان ..  فهكذا كان التآزر قائما بين الشرق والغرب على حرب المسلمين منذ ظهور الإسلام وإلى الآن .
والجدير بالذكر أن الوزير ابن العلقمي الشيعي هو الذي مكن التتار من قتل الخليفة العباسي ، وهو الذي أعانهم على استباحة بغداد ، ومقتل أكثر من مليون مسلم من أبناء السنة .
والشيعة أيضا وخاصة النصيرية منهم ، هم الذين كانوا عيونا للصليبيين على المسلمين ، مما دعا صلاح الدين إلى قتالهم وفكر جادا في استئصال شأفتهم ، لولا أن بعض فقهاء المسلمين ، أشار عليه بإبقائهم لئلا تتعطل باستئصالهم الزراعة والفلاحة ، التي كانوا يزاولونها في بلاد الشام ...
والشيعة أيضا هم من أوقفوا الفتح العثماني لأوربا أيام السلطان سليم ، وقد وصلت جيوشه إلى أبواب فيينا .. ولكن الشيعة الصفويين منعوه من التقدم ، فطعنوه من الخلف ، فقد زحف السلطان إسماعيل الصفوي من إيران ، فاحتل أجزاء من شرق تركيا ، مما اضطر السلطان سليم أن يوقف زحفه باتجاه الغرب ، ويرجع لحماية دار الخلافة من الهجوم الصفوي .. وطبعا ثمن الغرب للسلطان إسماعيل الصفوي هذا الموقف، وشكروه عليه..
والشيعة والنصيرية هم من أعان الفرنسيين على المسلمين إبان الثورة السورية الكبرى ، فكافأتهم فرنسا على ذلك حين قامت بتشكيل جيش الشرق بسوريا، فجعلت أغلب ضباطه من العلويين.
وربما كان هنالك وعد فرنسي للنصيرية بحكم سوريا لاحقا عن طريق هذا الجيش ، شبيه بوعد بلفور كما توقع ذلك بعض الكتاب المعاصرين . وهذا ما تحقق لهم بعد الاستقلال بـ 15 عاما بعد الاستقلال من : 1948-1963 فقد بدأ حكم النصيرية في واقع الأمر منذ انقلاب الثامن من آذار عام 1963 م .
واليوم ، نجد إيران الفارسية المجوسية وأتباعها في العراق ولبنان وسوريا  كلهم مساهمين في قتل أبناء السنة في بلاد الشام .. بينما هم سِلْمٌ لإسرائيل ، يظهرون لها العداء ، ويبطنون الولاء .. كتب شارون في مذكراته يقول : لا خطر للشيعة على إسرائيل ، ولم يكن هؤلاء الشيعة أعداء لليهود في يوم ما .!!!
وهنا قد يقول قائل : ما دخل الشيعة في عنوان هذا المقال ؟
والجواب : لو كان الشيعة مسلمون حقا لما أعانوا اليهود والنصارى والمجوس على المسلمين ، على مدار التاريخ .. ولو كان الشيعة وطنيين أيضا لكان ولاؤهم لأوطانهم وليس لملاليهم . ولكننا نجد الشيعي في سوريا وفي لبنان وفي العراق وفي أي بلد في العالم ، لا يدين بالولاء لوطنه الذي يعيش تحت سمائه ، وإنما يوالي ملالي قم في إيران .. فالشيعة في هذا أشبه باليهود ، الذين يوالون إسرائيل ضد الأوطان التي ينتمون إليها في شتى بقاع الأرض ..
مما يشير إشارة واضحة ، إلى أن التشيع مذهب سياسي مجوسي ، لا يدين بدين . وهو يعادي كل الملل ، ولكنه يتعاون معها جميعا في الحرب ضد المسلمين ...