أفكار مضيئة (22) بعيدا عن التشاؤم في محطات :
24 / 6 / 2014
أبو ياسر السوري

- المحطة الرابعة – التغيير قادم .
يقول المتشائم : من الواضح أن بشار الأسد عميل لإسرائيل ، وقد انكشفت أخيرا كثير من اسرار العلاقة السرية الحميمة بين النظام الأسدي وإسرائيل . وإسرائيل ما زالت راغبة في بقاء الأسد وغير موافقة على التغيير في سوريا . وهذا يعني أن أمريكا تختار نفس الموقف من الأسد ، طالما أن بقاءه يخدم إسرائيل . وطبيعي أن أوربا تبع في ذلك لأمريكا .. وأن مجلس الأمن وبقية المنظمات الدولية ، والمجتمع الدولي بكل دوله ومكوناته هم مع بقاء الأسد .. وأن هذه الثورة السورية ، مصيرها الفشل ، لأنها انطلقت ضد التيار العالمي المؤيد للأسد .!!!
ولكنْ ، نحن لنا وجهة نظر مختلفة جدا ، عن هذه النظرة المتشائمة حيال الثورة .. ولنا وجهة نظر أخرى حيال إسرائيل أيضا .. نحن نعتقد يقينا أن الثورة ماضية في طريقٍ نهايتُه النصرُ ، وانتزاعُ الحرية والكرامة من أيدي مغتصبيها .. ونحن نعتقد يقينا أن إسرائيل ليست هي قطبُ الرحى في العالم . وسوف تجبرها ثورتنا في النهاية على ما لا تريد .
أما القول بالانتصار الموعود الذي ينتظر الثورة ، فهو قول قائم على عدة ركائز منطقية لا تتخلف ..
أولها : أنه ليس للشعب خيار في الرجوع عن ثورته ، وهو ماض فيها مهما كانت التكاليف ، لأن عودته عنها تحت أي اعتبار ، هو شكل من أشكال الانتحار ..
ثانيها : أن استمرار الحال على ما هو عليه من المحال .
ثالثها : أن إسرائيل كان همها تدمير سوريا ، وقد دمرت ، وتحقق مرادها . وليس من مصلحتها الضغط على الشعب السوري أكثر من ذلك ، وإلا تحولت سوريا تحت الضغط المبالغ فيه إلى جهاديين ، لمقاومة النصيريين وإسرائيل بآن واحد ..
والجدير بالذكر أن إسرائيلُ بدأت تتخوف من هذه الحال ، وبدأت تصريحات السيناتورات في الكونجرس تعبر عن وجهة نظر مختلفة ، فكلهم بدأ يقول : لا مستقبل للأسد في سوريا ، ولا بد من التغيير ، وأمريكا الآن تفتش عن بديل مناسب ..
ونحن نقول : إن التغيير قادم ، ولا بد منه بشكل أو بآخر ، ولكنه – على الأغلب - لن يكون في البداية مرضيا للثوار، ولا للنظام ، ولا لإسرائيل . التغيير قادم ، قادم بكل تأكيد ، ويمكن أن نكيفه بعد قدومه بالشكل الذي نريد .
***