أفكار مضيئة (20) بعيدا عن التشاؤم في محطات :
24 / 6 / 2014
أبو ياسر السوري
- المحطة الثانية – الهدف واحد وإن تعددت الرايات
يقول المتشائم : كيف تنتصرون على نظام كلمته واحدة ، وقراره واحد وهدفه واحد هو قمع الثورة والبقاء في الحكم إلى الأبد .؟؟ وأنتم متفرقون متناحرون ، مختلفون في الأهداف والغايات .؟ فما يقوله الائتلاف غير ما يقوله المجلس العسكري ، وما يقولانه معا لا يقوله أمراء الحرب في الجبهات ، وما يقوله هؤلاء جميعا لا يعجب أي مواطن عادي في سوريا .!؟
والجواب : ليست الصورة على هذه الدرجة من القتامة والسواد .. فالنظام متفكك ضعيف وإن بدا أنه مترابط قوي ، " فهو عبارة عن ثلة من المجرمين ، يقودهم مجرم أكبر وينقاد لهم ، وكل منهم غير مطمئن لصاحبه ، " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ، ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " ثم إن همَّ الرئيس مختلف عن همِّ أعوانه المقربين ، وهمومهم جميعا غير همِّ العناصر التي تحمل السلاح وتموت في الساحات .. فلا مانع لدى الرئيس أن يموت كل من حوله من ضباط الجيش والمخابرات ويبقى هو .. وكذلك شأنهم هم فيما بينهم ، فكل منهم يحفر لصاحبه ، ليسقطه ويبني برجه فوق قبره .. أما المقاتلون منهم في الميادين ، فأغلبهم مكره على الخروج . لا يقاتل لهدف سام يضحي من أجله . وهؤلاء لا يصمدون عند اشتداد المعارك ، وهذا ما يفسر فرار قوات النظام في كل معركة تتقابل فيها الوجوه ، ويصبح كل من الفرقين في مواجهة مصيره الأخير .. فسرعان ما يفر عناصر النظام ، ويصمد المجاهدون ، الذين يمضون إلى القتال وهم مؤمنون بشعار لا يكفون عن ترديده (إنها إحدى الحسنيين، إما النصر وإما  الشهادة).
أما ادعاء الخلاف حول الأهداف والغايات ، فهذا غير صحيح . لأن كل الفصائل وكل الشعب رجالا ونساء وأطفالا ، سياسيين ومقاتلين ، عسكريين ومدنيين .. الجميع متفق على إسقاط النظام من قمة رأس مزبلته إلى أسفل سافل فيه ..
وأما تعدد الرايات، فهو واقع لا ينكر، ولكنه لا يضر كثيرا، لأن الخلاف أمر طبيعي بين الناس، فهم من عهدهم كذلك ، قال تعالى ( ولا يزالون مختلفين ) . ولا شك أن الأيام المقبلة ، سوف تحمل الجميع على ضرورة رصِّ الصف ، ووحدة الكلمة ، ووحدة الاتجاه .. وقد بدأت بوادر هذه الوحدة ، في الجبهة الإسلامية ، وتجمعات أخرى .. والنصر قادم لنا على عدونا بإذن الله ، لأننا على الحق ، وعدونا على الباطل ..