أفكار مضيئة (19) بعيدا عن التشاؤم في محطات :
أبو ياسر السوري
- المحطة الأولى - الأرض لنا
قد يقول المتشائم : إن العالم كله متخلٍّ عنا نحن السوريين .. ولن يتوقف بشار عن القتل ببراميل الموت حتى آخر مواطن سوري .. وإذا تعثرت خطواته على الأرض قليلا ، واستطاع الثوار أن يلحقوا به بعض الخسائر ، فالجو كله ملك يمينه ، يسرح فيه بالطيران الحربي ويمرح ، ويقصف المدن والقرى ومواقع الثوار ليل نهار ...
قد يقول المتشائم : إن العالم كله متخلٍّ عنا نحن السوريين .. ولن يتوقف بشار عن القتل ببراميل الموت حتى آخر مواطن سوري .. وإذا تعثرت خطواته على الأرض قليلا ، واستطاع الثوار أن يلحقوا به بعض الخسائر ، فالجو كله ملك يمينه ، يسرح فيه بالطيران الحربي ويمرح ، ويقصف المدن والقرى ومواقع الثوار ليل نهار ...
ولكنْ ، لو نزعنا النظارة السوداء عن أعين هذا الأخ المتشائم ، لأريناه أن الاعتماد على الله خير من الاعتماد على المجتمع الدولي .. وأن الحكم لا يمكن أن يقام في الجو على " منطادات " تحلق بين السماء والأرض .. فلا بد للحكم من أرض يثبت عليها دعائمه .. ولكن الأرض تضيع من الأسد تباعا ، شبرا بعد شبر ، وذراعا بعد ذراع . وهو عاجز حتى الآن عن فرض سلطانه على التراب السوري ، وسوف يتضاعف عجزه عن السيطرة على الأرض مع الأيام . وسوف يجيء يوم لا يستطيع الأسد فيه أن يخرج من جحره ..
ثم إن امتلاك الأرض يتطلب استعدادات لا يملكها الأسد ، لأنها مطلب فوق طاقته وإمكاناته ، فلكي ينتزع الأرض السورية كلها ، ويتمسك بها بعد انتزاعها ، لا بد له من مليوني مقاتل تحت السلاح ، وأن يكونوا في حالة استنفار دائم ، لأكثر من خمس سنوات قادمة ، وأن يكون لديه عشرة آلاف دبابة منتشرة على كافة التراب السوري .. وهو يحتاج معها لأكثر من عشرين ألف سيارة لنقل الإمداد الغذائي والعسكري لتلك القوات .. وهذا الإعداد والاستعداد يحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات ..
والسؤال : من أين للأسد كل هذا .؟؟ وحتى لو ملك ذلك كله ، فلن يتمكن من السيطرة الكاملة على سوريا حتى يبيد 15 مليون مواطن .. وأظن لو سار الأسد بهذه الطريق ، فن يصل إلى نهايتها ، قبل أن تباد طائفته النصيرية المدافعة عنه عن بكرة أبيها ، وعندها لن يبقى للأسد من يحكمهم ، ولن يبقى له من ينصره . وسوف يغدو أشبه بدمية حقيرة في أيدي شيعة لبنان وإيران ، يتحكم فيه نصر اللات والحامنئي وقاسم سليماني ، هذا يلطمه بيده ، وذاك يركله برجله ، وثالث يبصق عليه .. ثم يصار إلى تصفيته على أيديهم ، كما جرت العادة في نهاية كل الخونة على مدار التاريخ .