أفكار مضيئة (17 ) هذا الإنترنيت .. هل هو نعمة أم نقمة :
أبو ياسر السوري
كان المواطن العربي ، مُكمَّم الفم ، محاسبا على الكلمة والهمسة ، لا يسمح له أن ينبس ببنت شفة ، ولا أن يكتب حرفا دون رقابة ، وإذا كتب فلا ينبغي أن يصل مكتوبه الى المطبعة إلا بعد أن يعمل فيه مقص الرقيب ...
ثم ظهر الفيسبوك ، والتويتر وكافة وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تسمح الأنظمة العربية المستبدة بإدخالها إلى بلدانها ، وحرمتها على مواطنيها .. ثم بدا للدول الغربية أن توعز إلى هؤلاء الحكام بضرورة إدخال الشبكة العنكبوتية إلى بلدانهم ، لأن الغرب يريد أن يعمم ثقافته على العالم كله ، وهو يعلم أنه لا سبيل إلى ذلك مع وجود الأبواب مغلقة دون الانترنيت ..
وأخيرا فتحت الأنظمة أبوابها للإنترنيت بنسب متفاوتة ، فبعضهم فتحه على مصراعيه كما في لبنان . وبعضهم فتحه إلى النصف ، وبعضهم واربه مواربة ، وأبقاه تحت المراقبة ...
 وجاءت الثورة السورية ففتحت الأبواب أمام وسائل التواصل الاجتماعي على مصراعيها ، وصار بإمكان من شاء ، أن يقول ما شاء ، متى شاء ... وهكذا فازت الشعوب العربية بحرية الكلمة ، وكان الإنترنيت بمثابة نافذة تطل منها على مختلف العلوم والفنون ، وتطلع من خلالها على ثقافات الشعوب وأدبياتها ، ويمكن معها اختصار الزمن ومعرفة الكثير في الزمن اليسير .. ومع ذلك يمكن أن نقول : إن الإنترنيت قد فتح علينا بابا واسعا من الشر على حين غفلة .. فدخل إلى مخدع الزوجة والزوج والشابة والشاب .. وصار من الصعب المحافظة على القيم الدينية ، وصار من السهل أن يصدر إلينا الغرب ما شاء من مفاسده الخلقية ... وصارت مهمة التربية علينا - نحن المسلمين - أعقد وأعسر مما نتصور . فهل كان الإنترنيت بعد هذا وذاك نعمة أم نقمة .؟؟؟ 
****