أفكار مضيئة (16) : قد يكون الانسحاب من موقع ما نصرا .؟؟
أبو ياسر السوري -22 / 6 / 2014
==========
عندما أضع نفسي في مكان الثوار ، وأراقب ما يحدث في ميادين القتال ، من مقاومة عنيدة لأعتى أربعة أنظمة إجرامية في المنطقة ، نظام الخاينئي الإيراني ، ونظام الهالكي العراقي ، ونظام العصابة النصيري ، أشعر بالفخر والاعتزاز ، لصمودنا أمام هذه القوى الإجرامية مجتمعة ، وهزيمتها على الأرض في شتى الميادين .. وهنا أرجو أن لا يتصدى لي أخ معترض فيقول : وماذا عن الانسحابات من القصير ويبرود وحمص .؟
وجوابي أولا : أن هذه الانسحابات طبيعية ، ففي حرب العصابات قد تنسحب من موقع وتكون منتصرا ، فحين يحاصرك العدو بأكثر من 50 ألف مقاتل ، ومعهم كل أنواع الأسلحة والذخائر ، ويساندهم الطيران الحربي والمروحي ، ويستمر الحصار خمسة شهور أو سنة أو سنتين . ثم يعجز عن اقتحام الموقع إلا بمفاوضة واتفاق مع الثوار المحاصرين ، فهذا يعني انتصارا للثوار ، خصوصا إذا علمنا أن عددهم لا يتجاوز الألفين من المقاتلين الأحرار ، وأن سلاحهم ما بين فردي ومتوسط ، وأنهم يشكون من شح في الغذاء والدواء والذخائر ...
وهناك ناحية ثانية : يجب أخذها بالاعتبار ، أعني أن الثوار لا يحاربون عدوهم جيشا في مواجهة جيش ، وإنما يحاربونه على طريقة حرب العصابات ، وهي تقوم في جوهرها على المشاغلة الدائمة للعدو ، وذلك بمهاجمة حواجزه ، ونصب الكمائن له على الطرقات ، ومحاصرة بعض وحداته النائية عن مركز قوة النظام .. وجعل النظام في حالة استنفار دائم ، يرهقه نفسيا ، وجسديا ، وماليا ...
ومن ناحية ثالثة : أذكر الناسي بأن الثوار قد انسحبوا من مواقع كثيرة ، ثم عادوا فحرروها من جديد .. وكبدوا العدو خسائر في الأنفس والأسلحة والعتاد والذخيرة .. وآخر هذه الانسحابات ، انسحابنا من كسب .. فمنذ أسبوع تقريبا انتزع النظام كسب من الثوار ، وطنطن إعلامه لهذا النصر الكبير ،  ثم لم يمض على انسحاب ثوارنا من هذا الموقع سوى ثلاثة أيام فقط  ، حتى استعادته جبهة النصرة من يد النظام.. وقتلت العشرات واستولت على غنائم حربية كبيرة ، وعادت كسب إلينا ...