المظاهرات تتحول من أسبوعية إلى يومية.. مع دخول الانتفاضة السورية شهرها الخامس
ناشط: الاحتجاجات تتصاعد.. والجميع يتوقع أن يكون رد فعل النظام أقسى بكثير
الآلاف شاركوا في مظاهرات ضد النظام في الكسوة في ريف دمشق
بيروت: ليز سلي*
لم تكن أعداد المدن السورية التي شهدت مظاهرات ضد الحكومة أول من أمس مألوفة، وكذلك كان الحال مع حصيلة القتلى التي بلغت ثمانية. لكن الأمر غير المألوف، أن هذا اليوم لم يكن الجمعة، اليوم الذي عادة ما تشتعل فيه المظاهرات، وعادة ما ترد فيه الحكومة بإطلاق النار على المتظاهرين، وإنما كان الخميس، وهو يوم عمل عادي في بلاد تشهد اضطرابات منذ 4 شهور لم تتمكن حتى الآن من عرقلة مسار الحياة العادية لغالبية المواطنين السوريين بدرجة كبيرة.
ومع دخول الثورة السورية شهرها الخامس، يرى نشطاء ومنظمات حقوقية أن هناك زخما جديدا في حركة المظاهرات، مع اندلاعها الآن على نحو يكاد يكون يوميا بمختلف أرجاء البلاد، علاوة على اشتعالها بمناطق بدا من قبل أن الثورة تعرضت للقمع بها، مثل مدينة درعا الجنوبية، التي تركزت عليها جهود القمع الحكومية أول الثورة، وحيث نظم المئات مظاهرة، الخميس، في ضاحية تجارية بقلب المدينة.
الملاحظ أن الكثير من المظاهرات اندلعت في الكثير من أحياء دمشق وحمص وحسكة الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، والقامشلي في الشمال، والبوكمال على الحدود العراقية ودير الزور، حيث سقط 4 متظاهرين قتلى بنيران قوات الأمن، طبقا لما ورد عن لجان التنسيق المحلية، التي تتولى مهمة التنسيق ونشر أنباء المظاهرات.
وقال وسام طريف، من منظمة «إنسان» الحقوقية، والموجود حاليا في بيروت: «قطعا المظاهرات تتصاعد. هذا أمر غير معتاد في أيام العمل. على مدار الأسبوع الماضي شهدنا مظاهرات كل ليلة في الكثير من المناطق».
في الوقت ذاته، تتصاعد حصيلة القتلى. ورغم أن أسوأ أيام الثورة من حيث العنف يبدو أنها قد ولت، فإنه من غير المعتاد أن يقتل 8 أشخاص في يوم من أيام العمل. كما احتجز العشرات في الأيام الأخيرة، حسبما أفادت جماعات حقوق الإنسان، بينهم قرابة 30 ممثلا وصحافيا وكاتبا نظموا ما بدا أنه مظاهرة للمشاهير في قلب دمشق، في حي ميدان مساء الأربعاء.
من بين من ألقي القبض عليهم الممثلة النجمة مي سكاف والنجم السينمائي نضال حسن والشقيقان محمد وأحمد مالاس، وهما من نجوم المسرح. وقال ناشط في دمشق أجرينا الاتصال به عبر الإنترنت ورفض كشف اسمه خوفا على سلامته: «حقيقة أن الكثير من المشاهير شاركوا في المظاهرة وأثار ذلك زخما كبيرا لصالح المظاهرات المناوئة للحكومة».
وينظر بعض الناشطين إلى عمليات إلقاء القبض باعتبارها مؤشرا على أن الحكومة تكثف نشاطها القمعي. جدير بالذكر أنه حتى الآن تعاملت السلطات بحذر مع دمشق، حيث خشيت من استخدام أساليب قاسية تثير موجة أوسع من الاضطرابات في العاصمة، وهي واحدة من المناطق القليلة التي احتفظت بهدوء نسبي. أيضا، تثير المؤشرات على تنامي حدة الموقف الدولي إزاء حكومة بشار الأسد المخاوف من تصاعد الحملة القمعية. في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الأسد «فقد شرعيته»، وظهرت مؤشرات على أن زعماء أوروبيين بدأوا يميلون باتجاه سحب دعمهم للنظام السوري. وأعرب ناشط آخر من دمشق اختار لنفسه اسم أبو عدنان عن اعتقاده بأن: «المظاهرات تتصاعد، وكذلك خطاب كلينتون، أعتقد أن الجميع يتوقع الآن أن يكون رد فعل الحكومة أقسى بكثير، خاصة في دمشق. يرى النظام أنه فقد الدعم الدولي، والآن لم يعد لديه ما يخسره إذا ما هاجم بقسوة أكبر لوقف المظاهرات».
ومع ذلك، لاقت المظاهرات تشجيعا بسبب البيانات الأقوى الصادرة عن واشنطن، والتي ربما تقنع الكثير من المواطنين العاديين الذين لم يحسموا موقفهم بعد بالانقلاب على النظام، حسبما يعتقد عمر العزم، بروفيسور بجامعة شوني في أوهايو، وهو عضو نشط بالمعارضة.
وقال: «ربما لا يشجع ذلك الناس كثيرا على الانضمام للمعارضة، لكنه قد يمحو مخاوف من يمنعهم الخوف من إبرام الغرب في النهاية صفقة مع الأسد من الانضمام للمعارضة».
ومع ورود أنباء عن اقتحام دبابات الكثير من المراكز الكبرى للمظاهرات قبل المظاهرات الأسبوعية المتوقعة الجمعة، ليس هناك ما يوحي بضعف عزم السلطات على سحق المظاهرات.
كما تزعم الحكومة أن زخم المظاهرات يترنح، في أعقاب مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في وقت سابق من الشهر وصيغت خلاله مقترحات إصلاحية من قبل قائمة من المشاركين معظمها من الموالين للنظام.
من جانبها، قالت بثينة شعبان، خلال مقابلة أجريت معها في وقت سابق من هذا الأسبوع في دمشق: «أشعر بأننا في وضع أفضل بكثير الآن عن شهرين سابقين»، مشيرة إلى دلائل على أن بعض السوريين يسحبون دعمهم للمظاهرات في خضم مخاوف من تأزم الموقف وانجرافه لعنف طائفي
ناشط: الاحتجاجات تتصاعد.. والجميع يتوقع أن يكون رد فعل النظام أقسى بكثير
الآلاف شاركوا في مظاهرات ضد النظام في الكسوة في ريف دمشق
بيروت: ليز سلي*
لم تكن أعداد المدن السورية التي شهدت مظاهرات ضد الحكومة أول من أمس مألوفة، وكذلك كان الحال مع حصيلة القتلى التي بلغت ثمانية. لكن الأمر غير المألوف، أن هذا اليوم لم يكن الجمعة، اليوم الذي عادة ما تشتعل فيه المظاهرات، وعادة ما ترد فيه الحكومة بإطلاق النار على المتظاهرين، وإنما كان الخميس، وهو يوم عمل عادي في بلاد تشهد اضطرابات منذ 4 شهور لم تتمكن حتى الآن من عرقلة مسار الحياة العادية لغالبية المواطنين السوريين بدرجة كبيرة.
ومع دخول الثورة السورية شهرها الخامس، يرى نشطاء ومنظمات حقوقية أن هناك زخما جديدا في حركة المظاهرات، مع اندلاعها الآن على نحو يكاد يكون يوميا بمختلف أرجاء البلاد، علاوة على اشتعالها بمناطق بدا من قبل أن الثورة تعرضت للقمع بها، مثل مدينة درعا الجنوبية، التي تركزت عليها جهود القمع الحكومية أول الثورة، وحيث نظم المئات مظاهرة، الخميس، في ضاحية تجارية بقلب المدينة.
الملاحظ أن الكثير من المظاهرات اندلعت في الكثير من أحياء دمشق وحمص وحسكة الواقعة أقصى شمال شرقي البلاد، والقامشلي في الشمال، والبوكمال على الحدود العراقية ودير الزور، حيث سقط 4 متظاهرين قتلى بنيران قوات الأمن، طبقا لما ورد عن لجان التنسيق المحلية، التي تتولى مهمة التنسيق ونشر أنباء المظاهرات.
وقال وسام طريف، من منظمة «إنسان» الحقوقية، والموجود حاليا في بيروت: «قطعا المظاهرات تتصاعد. هذا أمر غير معتاد في أيام العمل. على مدار الأسبوع الماضي شهدنا مظاهرات كل ليلة في الكثير من المناطق».
في الوقت ذاته، تتصاعد حصيلة القتلى. ورغم أن أسوأ أيام الثورة من حيث العنف يبدو أنها قد ولت، فإنه من غير المعتاد أن يقتل 8 أشخاص في يوم من أيام العمل. كما احتجز العشرات في الأيام الأخيرة، حسبما أفادت جماعات حقوق الإنسان، بينهم قرابة 30 ممثلا وصحافيا وكاتبا نظموا ما بدا أنه مظاهرة للمشاهير في قلب دمشق، في حي ميدان مساء الأربعاء.
من بين من ألقي القبض عليهم الممثلة النجمة مي سكاف والنجم السينمائي نضال حسن والشقيقان محمد وأحمد مالاس، وهما من نجوم المسرح. وقال ناشط في دمشق أجرينا الاتصال به عبر الإنترنت ورفض كشف اسمه خوفا على سلامته: «حقيقة أن الكثير من المشاهير شاركوا في المظاهرة وأثار ذلك زخما كبيرا لصالح المظاهرات المناوئة للحكومة».
وينظر بعض الناشطين إلى عمليات إلقاء القبض باعتبارها مؤشرا على أن الحكومة تكثف نشاطها القمعي. جدير بالذكر أنه حتى الآن تعاملت السلطات بحذر مع دمشق، حيث خشيت من استخدام أساليب قاسية تثير موجة أوسع من الاضطرابات في العاصمة، وهي واحدة من المناطق القليلة التي احتفظت بهدوء نسبي. أيضا، تثير المؤشرات على تنامي حدة الموقف الدولي إزاء حكومة بشار الأسد المخاوف من تصاعد الحملة القمعية. في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الأسد «فقد شرعيته»، وظهرت مؤشرات على أن زعماء أوروبيين بدأوا يميلون باتجاه سحب دعمهم للنظام السوري. وأعرب ناشط آخر من دمشق اختار لنفسه اسم أبو عدنان عن اعتقاده بأن: «المظاهرات تتصاعد، وكذلك خطاب كلينتون، أعتقد أن الجميع يتوقع الآن أن يكون رد فعل الحكومة أقسى بكثير، خاصة في دمشق. يرى النظام أنه فقد الدعم الدولي، والآن لم يعد لديه ما يخسره إذا ما هاجم بقسوة أكبر لوقف المظاهرات».
ومع ذلك، لاقت المظاهرات تشجيعا بسبب البيانات الأقوى الصادرة عن واشنطن، والتي ربما تقنع الكثير من المواطنين العاديين الذين لم يحسموا موقفهم بعد بالانقلاب على النظام، حسبما يعتقد عمر العزم، بروفيسور بجامعة شوني في أوهايو، وهو عضو نشط بالمعارضة.
وقال: «ربما لا يشجع ذلك الناس كثيرا على الانضمام للمعارضة، لكنه قد يمحو مخاوف من يمنعهم الخوف من إبرام الغرب في النهاية صفقة مع الأسد من الانضمام للمعارضة».
ومع ورود أنباء عن اقتحام دبابات الكثير من المراكز الكبرى للمظاهرات قبل المظاهرات الأسبوعية المتوقعة الجمعة، ليس هناك ما يوحي بضعف عزم السلطات على سحق المظاهرات.
كما تزعم الحكومة أن زخم المظاهرات يترنح، في أعقاب مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في وقت سابق من الشهر وصيغت خلاله مقترحات إصلاحية من قبل قائمة من المشاركين معظمها من الموالين للنظام.
من جانبها، قالت بثينة شعبان، خلال مقابلة أجريت معها في وقت سابق من هذا الأسبوع في دمشق: «أشعر بأننا في وضع أفضل بكثير الآن عن شهرين سابقين»، مشيرة إلى دلائل على أن بعض السوريين يسحبون دعمهم للمظاهرات في خضم مخاوف من تأزم الموقف وانجرافه لعنف طائفي