مقتطفات من حوار أجرته الشرق الأوسط
مع عبد الحليم خدام
أدلى فيه بكمٍّ هائل من المعلومات منها :
1 - مَن المسؤول عما يحدث الآن في سوريا من دمار؟
-  هناك جانبان أساسيان مسؤولان : روسيا وإيران والنظام من جهة، وفي المقابل المجتمع العربي من جانب آخر. وهناك فارق أساسي بين من يقتل أو يشارك في القتل، ومن كان بإمكانه إيقاف القتل أو التخفيف منه، وهذا ما فعلته جامعة الدول العربية، حين فكرت بعد ستة أشهر من الانتفاضة في إرسال نبيل العربي للقاء بشار الأسد. وللأمانة أقول: ما يحدث الآن في سوريا يعيد إلى ذهني بدايات نكبة فلسطين، ثم إن هناك نقطة مهمة.. سوريا ما كان فيها متطرفون، والشعب السوري بطبيعته ليس متطرفا، لكن هناك نوعا من القهر وشعورا بأن العالم تخلى عنه، وهو ما دفع كثيرين من السوريين للهروب نحو التطرف.. في تعريفه الذي هو فقدان التوازن في التصرف.
2 - بما أن الحديث عن «داعش» و«النصرة» مَن جاء بـ «داعش» إلى سوريا ؟
 - إيران هي التي أحضرت «داعش» إلى سوريا، ولا أحد يشك في ذلك، وأنا أعرف ما أقول. إيران جزء رئيس من القتال في سوريا.. هناك التنظيمات الإسلامية الشيعية والحرس الثوري وحزب الله، كل هؤلاء يقاتلون إلى جانب نظام الأسد، وسقوط النظام سيكون ضربة موجعة للنظام الإيراني بأكمله. تسألني لماذا؟ سأجيبك: إذا سقط نظام بشار انتهت إيران في العراق، وسيضعف دور «حزب الله» في لبنان، إذا لم يكن سيتلاشى، وبالتالي، سيتقلص وجود ميليشيات إيران وأذرعتها. صدقني في حال حدث هذا سترى تراجع نفوذ إيران في المنطقة، ولهذا تجد الإيرانيين يمدون نظام الأسد بالأسلحة والحماية والمقاتلين. ولا أريد أن أزيد من الجزم والتأكيد إذا ما قلت لك إن «داعش» تدار من إيران مباشرة.
3 - هل تتخلى إيران عن الأسد في مقابل مصالحة مع دول الخليج.. صفقة دولية .. أم ماذا ؟
-  من قال إن إيران أساسا تبحث عن مصالحة مع الخليج؟ إنها تبحث عن تهدئة مؤقتة فقط حتى تنتهي من الأزمة السورية، ثم ستلتفت بعدها إلى دول أخرى تشعل الصراع فيهاعلى رأسها البحرين وستدعم الحوثيين في اليمن لإحداث قلاقل على الحدود السعودية. ستشهد المنطقة العربية في السنوات المقبلة نزاعا طائفيا لم يسبق له مثيل.
4 – ما الذي يجعلك واثقا من انعدام جدية إيران في المصالحة؟
قال خدام : إيران لا تريد إبرام صلح مع دول الخليج .. مستندا في هذا إلى كلمة قالها له رفسنجاني عام 1985 عندما جاء يطلب أسلحة من سوريا ، فاعتذر له خدام عن ذلك .. فغضب يومها رفسنجاني وقال : »كنت أتمنى منكم دعمنا في حربنا ضد العراق ، وسأقولها لك : إذا انتصرت إيران فستصبح المنطقة كلها أرضا واحدة ودولة واحدة من أفغانستان ، وحتى البحر المتوسط «
5 - هل ترى أي سيناريو يمكن أن تتخلى به طهران عن بشار ؟
 - لا ، لا يمكن .. سوريا بالنسبة لإيران مسألة حياة  أو موت .
6 - هناك حديث عن احتمال قيام دولة طائفية في الساحل ؟
 - لن يحدث ذلك .. في الساحل أكثر من 40 في المائة من السكان سنّة. وفي حال ذهب الساحل، ستصبح سوريا دولة مغلقة لا منفذ لها على البحر. ولهذا أستبعد .. أستبعد جدا أن تتكون دويلة داخل الدولة. قد تصل إلى مرحلة في النزاع الحالي يكون فيها جزء أقوى من آخر، لكن ليس بشكل مستقل أو منفصل . ودعني لأعود لما بدأنا به ؛ لو أعطت الدول العربية السوريين ، وليس لأحمد الجربا، أسلحة نوعية ، صدقني سيسقط بشار مع نظامه في غضون شهر.

***