ذرائع المجتمع الدولي في التخلي عن السوريين :
بقلم : أبو ياسر السوري
أولا : تفكك المعارضة التي تشكلت في الخارج وتشظيها كان السبب في فشل الحل السياسي ، مما اضطر المعارضة السورية في الداخل إلى حمل السلاح ، وسمح للنظام بالتغول على الشعب الثائر ..
ثانيا : الموقفان الروسي والصيني المنحازان إلى النظام . كانا وراء تمسك النظام بالحل الأمني .
ثالثا : وتخوف القوى الغربية من تكرار النموذج الليبي ، حرما المعارضة من الحصول على السلاح اللازم للحسم العسكري . مما عمل على إطالة أمد الصراع .
رابعا : دخول تنظيم داعش وتمدده من غرب العراق إلى الشرق والشمال السوري ( الرقة عين العرب الباب حلب اعزاز الدانة ) .
وهذا الوضع المأساوي القائم الآن ، لم يصنعه سوى المجتمع الدولي ، وهذه المبررات لم تكن حقيقية ، ولم تكن هي السبب الحقيقي فيما يجري على الأرض السورية منذ ثلاث سنوات وثلاثة أشهر تقريبا . من [ 18/3 /2011 - 3 / 6 / 2014 ].
فالمجتمع الدولي اشترط لوقف القتل الذي يمارسه النظام ، أن تتحد المعارضة .. وهذا طلب مستحيل التحقق .. وهو مخالف للفطرة التي نشأ عليها البشر ، قال تعالى ( ولا يزالون مختلفين ) . وللعلم إنه ليس في العالم كله معارضة متفقة ، ولو اتفق الناس لما كان للمعارضة وجود ... ثم إنه ليس في سوريا ( نظام ومعارضة) وإنما هناك عصابة حاكمة تقتل شعبا لأنه يطالب بحريته .. فادعاء وجود معارضة سورية ، وأنها معارضة غير متفقة .. و .. كله كلام فارغ ، لا يقصد منه سوى ذر الرماد في العيون ..
أما الفيتو الروسي – الصيني المزدوج ، فلم يكن وليد الصدفة ، وإنما كان باتفاق سري بين الدول الكبرى ، بقصد إحباط الشعب السوري ، وإرجاعه إلى بيت الطاعة الأسدية من جديد .. لأن استمرار الحكم الاستبدادي في سوريا، أحب إلى إسرائيل من الحكم الديمقراطي الحر .
وأما الشأن الليبي ، فيعنون به أن الإسلاميين كانوا هم البديل لحكم القذافي المستبد .. والغرب والشرق لا يرغبان في أي توجه إسلامي في الدول العربية . لهذا رفضا التدخل في سوريا ، وسمحا للقتل والتدمير بالاستمرار دون إعطاء القيم الإنسانية أي اعتبار .
وأما تنظيم داعش ، فهو صنيعة ( إيرانية – أسدية – مالكية ) والغرب يعرفون ذلك ، ويعلمون أن إطلاق سراح المساجين الإسلاميين من سجن أبي غريب في العراق ، كان مؤامرة ، وبها بدأ تشكيل فصيل داعش ، وتقرر إرساله إلى سوريا لقمع الثورة باسم الإسلام .. فيحقق بذلك عدة أهداف .. فهو يحتل الأراضي المحررة ليردها إلى سلطة النظام من جديد .. وهو بتطرفه يصبغ الثورة بصبغة التطرف ، ويعطي الغرب عذرا في التخلي عن نصر الثورة لأنها إرهابية .. وهو ثالثا يعمل على تشتيت جهود الثوار وإضعافهم وزرع الفرقة بينهم ...
وهكذا ، لدى التحقيق ، نجد أن كل المآسي التي حدثت لنا نحن السوريين ، إنما كانت بتخطيط عالمي لإجهاض الثورة ، وعدم التغيير في سوريا .. وبناء على هذه الحقيقة الواضحة ، نستطيع تفسير الاندفاع الروسي والإيراني وحزب اللات إلى الانخراط في الصراع لصالح النظام .. وسكوت العالم عليهم جميعا ..
وبناء على هذا أيضا ، نستطيع أن نعلم لماذا لم يتدخل الغرب عسكريا ، ولماذا لم يفرض حظرا جويا ، ولماذا لم يعمل على إقامة مناطق آمنة لتأمين عمليات الإغاثة والطبابة ، ولماذا سمح للنظام بضرب الحصار وفرض سياسة التجويع على المعارضين حتى الموت . ولماذا لم يسلم الغرب للمعارضة المسلحة الأسلحة النوعية حتى الآن .؟؟؟؟
***
***