مافيات تحكم العالم .. وليست دولا كبرى :
بقلم : أبو ياسر السوري
30 / 5 / 2014
ليس هنالك مجتمع دولي .. بل هنالك مافيات دولية ، كبرى وصغرى ، تقتسم خيرات العالم فيما بينها . بحسب درجتها في قوة الإجرام عالميا . وهي مرتبة تنازليا على الشكل التالي [ أمريكا – روسيا – بريطانيا – فرنسا – الصين ] .
تتحرك هذه المافيات تبعا لمصالحها .. وليس تبعا للقانون الدولي ، ولا لنظام الأمم المتحدة .. فإذا كانت مصلحتها متفقة مع القانون الدولي عملت به ، وإذا كانت مصلحتها في خلافه خالفته بدون أدنى تردد ..
ولما كان نظام الأسد نظاما مافيويا عصابيا مجرما .. رأينا العصابات الكبرى تحوطه برعايتها ، وتتردد في إسقاطه .. لأن العصابات بعضها أولياء بعض . وكل ما يجري أمامنا يبرهن على هذا ..
فمثلا ، لما كان حزب اللات عصابة إرهابية ، يمارس الإرهاب في لبنان ، وخارج لبنان ، ويقوم بالاغتيالات والاختطاف وتجارة الأفيون والمخدرات ، وتجارة اللحوم البيضاء باسم المتعة .. سَمَحَ له قادة العصابات الكبرى بالتمدد والتطاول على الشعب السوري . ولم يصنفوه في قائمة الإرهاب ...
ولما كانت إيران عصابة من الوزن المتوسط ، بإمكاناتها المادية ، وتنامي قدراتها العسكرية ، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في الأحواز .. وتدخلها غير الشرعي وغير القانوني في شؤون الدول الأخرى ، كتدخلها في النزاع السوري لتهديم سوريا وتحويلها إلى دولة فاشلة خدمة لمصالح إسرائيل ... لذلك تجد أكبر قادة المافيات العالمية أوباما وبوتن يفكرون في جعل إيران شرطيهم في منطقة الشرق الأوسط .. وعلى هذا الوتر يعزفون ، وبناء عليه يتقاسمون الأدوار فيما بينهم ...
وقبل هؤلاء ومعهم وبعدهم .. تجيء إسرائيل .. فهي عصابة من شذاذ الآفاق ، تسلطت على فلسطين ، فقتلت من قتلت من أهلها ، ثم طردت الباقين منهم ، وحلت محلهم .. وها هو العالم كله يقف مع المعتدي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم .. وكلهم يصرح بأن إسرائيل خط أحمر .. فإياكم وإياها ..
لهذا ، ما زلت أستغرب من الساسة السوريين ، حين يستجدون النصرة من هذه العصابات المافيوية التي تحكم العالم .. ويفكرون أنهم سوف يقنعونها بمساعدتهم على الإطاحة ببشار الأسد .. ولكن رئيس العصابة الأكبر ، وبعد مضي ثلاث سنوات وشهرين على عمليات الإبادة التي يمارسها بشار ضد السوريين ، صرح أوباما منذ أيام بأنه لن يتدخل في الشأن السوري .. وهذا يعني أن أوباما جدد البيعة لبشار الأسد ، وأنه معترف بانتخاباته المزورة .. وأنه سوف يظل يعترف به رئيسا لسوريا ، ما دام يقتل السوريين ..
قد يراني البعض جاهلا في السياسة .!! ولا أنكر أني لست سياسيا .. ولا أدعي أني أتقن السير في دهاليز السياسة الملتوية .. ولكنني أقول ما أحس به وألمسه ، ويلمسه معي كل منصف ذي بصيرة يراقب الأحداث .