مداعبة لغوية على جدار سياسي :
أبو ياسر السوري
أخي عمر الحكيم : عنوان المقال بالنسبة لي غامض .!! وطبعا بالنسبة لغير السوري أشد غموضا .. فـ ( بْتزتو ) لفظة عامّيّة سورية محضة ترادف ( بْتشلحو) و(بْتشلفو) كلها تبدأ بباء ساكنة .. وكلها تنتهي بواو ليست للجماعة ، وليست جزءا من فعل معتل الآخر بالواو .. وكلمة ( بيطلعلك) زادت المعنى غموضا ، لأنها جيء بها لتكون عكس ( بتزتو ) و( الطلوع ) ليس نقيضا ( للزتّ ) .. وطبعا أنت تعني بعنوان خاطرتك ( ترميه من الباب يرجع لك من الشباك ) .
ويبقى السؤال قائما : إلى من يعود الضمير في ( ترميه ) .؟؟ أيعود على أصحاب العمائم .؟ أم على العسكريين .؟ ثم من هو الرامي .؟ وماذا يمثل .؟ هل هو العلماني أم المدني أم الديمقراطي أم البيوقراطي أم ما أدري وما لا أدري من هذه المصطلحات التي دخلت على قاموسنا العربي وتلقفناها بلهفة الظمآن للماء أو المخنوق للهواء .؟
الحقيقة ، نحن جربنا استبداد العسكر .. في ظل حكم المقبور حافظ الجحش المجرم وولده القاصر المجنون الأشد إجراما .. ولن نختلف في رمي هذا البعبع من الباب ..
ولكننا لم نجرب حكم أصحاب العمائم ، وإن كنا نراه في إيران . وهو أشد استبدادا وفسادا من أصحاب البوط العسكري .
نحن يا سيدي ثُرنا مطالبين بإصلاح الفساد ، ولم نجرؤ على المطالبة برفض الاستبداد .. ومع ذلك ها هو ذا العالم كله مقرٌّ بأن يحترق البلد ليبقى الأسد ..
نحن نريد حكما يؤمن لنا الحرية والديمقراطية ، في إطار مؤسساتي غير إقصائي .. فأبت الدول الغربية الصديقة إلا حرماننا مما نريد .. وآزرتها الدول العربية الشقيقة وجرت معها كما تريد .. وما زلنا نجدف عكس التيار .. ولا بد من وصول السفينة إلى شاطئ الحرية والكرامة في نهاية المطاف .. ولكن بعد المزيد .. والمزيد .. والمزيد .. من التضحيات .. ولا مساعد ولا معين ..
وَحيدٌ مِنَ الخُلاّنِ في كلّ بَلْدَةٍ : إذا عَظُمَ المَطلُوبُ قَلّ المُساعِدُ