قصيدة من وحي ( صورة الطفل النائم بين قبري والديه ) :
مقدمة القصيدة :
سواء أكانت هذه الصورة حقيقية أم تعبيرية .. فمما لا شك فيه أن كثيرا من أطفالنا قد قتل آباؤهم وأمهاتهم ، فأصبحوا يفترشون أرصفة الشوارع ، أو يأوون إلى أجداث أهليهم في المقابر ، أو يموتون جوعا وبردا في العراء . لأن بشار الأسد لم يبق لهم أهلا يعيشون في كنفهم . وقد أوحدت إليَّ هذه الصورة بالأبيات التالية .
رحماك يا صغيري
ألا رُحماكَ منْ هذا المصيرِ : ووا حزنا لبؤسك يا صغيري
ولولا قسـوةٌ عانيـت منهـا : لـما جاورتَ أصحـابَ القـبـورِ
بُنَيَّ ، أبوك أمُّك غــيـبـتهمْ : أيادي الغدرِ في المثوى الأخيرِ
لقد رحلا وما اختارا فـراقـا : وقــد صـارا إلى رب غـفـــورِ
وكـنـت تـنـام بيـنهما قريـرا : بأحضـان الحنـان على سـريرِ
فأنت الـيوم بعدهما مُعَـنَّى : بـجــوع قــاتــل وبـزمهــريــرِ
بُنَيَّ غــداً يكونُ لَكُمْ لقـاءٌ : بـأفـيـاءِ السـعـادةِ والسـرورِ
بجـنّات تقـلَّـبُ في نعيمٍ : وإيَّـاهم على فُــرُشِ الـحـريـرِ
فِـدَى نعـليكَ أنظـمة أقامـت : عـلى أجسـادنا أعلى القـصورِ
فِـدَى نعلـيـكَ سـاستنا جميعا : وتُـجَّــار الـنخاسـة والفجـورِ
فِـدَى نعـليكَ أصنام الكراسي : وقــوم شــرَّدُوكَ بلا ضمـيـرِ
****
****