مقال ( منقول ) -
عندما تنشر خدمة الكونغرس للأبحاث تقرير شاملا عن " الملف النووي الايراني " وتصف ما قامت به ايران طوال 12 سنة بالسر والمخادعة .. لكل التفاهمات التي تم ابرامها بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية .. فما هي اذا الضمانات التي ستحصل عليها ال 5+1من ايران .. وماذا استجد ..؟؟؟
نتنياهو يقول :" لا اتفاق مع ايران افضل من اتفاق سيئ .. القرار الامريكي بالذهاب الى النهاية "..
ولولا الضوء الأخضر الأمريكي لما تهافتت دول الخليج وتسابقت على عقد الاتفاقيات مع ايران .!!
ولم تقف الأمور عند دول الخليج بل شملت ايضا افغانستان وباكستان التي سيحل رئيسها بعد يومين ضيفا على روحاني لتوقيع اتفاقيات والمبيت لليلة للقاء خامنئي….
نعم إنه الضوء الأخضر ، وإلا لسمعنا نفس الانتقاد الذي وجهته الخارجية الامريكية لزيارة ولي عهد البحرين لموسكو وتوقيعه على اتفاقيات بدأت بـ ( س .. وسوف ) ...
عنوان سياسة المرحلة المقبلة هو : الاشتباك مع روسيا وتحييد ايران … فبمفهوم الجغرافيا السياسية اوكرانيا هي بوابة اوراسيا .. وسواحل الشام هي بوابة امبراطورية جنكيز خان.. لذا يقول مستشار خامنئي العسكري الفريق صفوي : " حدودنا عند صور ".!!
وبالعودة الى الازمة الأوكرانية :
ولكي نفهم اكثر يجب ان نطلع على كتاب هنري كيسنجر “سوء التفاهم الاطلسي” ليعبر عن وجهة النظر الأمريكية ..
اما لمعرفة وجهة النظر الأوروبية فعلينا ان نطلع على كتاب “ سرير بحلمين ” لرئيس تحرير لوموند سابق.. رينيه فونتين ..السرير : هو حلف الاطلسي ، والحلمين : هما الحلم الامريكي والحلم الأوروبي .. هذا على الصعيد الاورو امريكي ..
اما على الصعيد الروسي فللأسف اغلبنا لم ينتبه للوثيقة التي صدرت بعهد ميدفيدف عام 2012 وتتضمن رؤية روسيا للعشر سنوات القادمة .. وعنوانها الشراكة .. وهي كانت بمثابة الرد على وثيقة الاستراتيجية الدفاعية الامريكية ...
لا نريد ان نعطي الأمور اكبر من حجمها ولكن سوء التقدير يقود الى نتائج سيئة ..
ولنأخذ مثلا تسريبات مكالمات " الحَمَدَينِ " التي ضجت بها وسائل التواصل والإعلام .. وقيل انها وراء تنحِّيهما .. أو تنحيتهما… فهل من المنطق ان لا يتعظ الامير الابن من مصير والده ويفتعل ازمات من جديد مع اشقائه الخليجيين ..؟؟  ليس صحيحا كل ما أثير ..
وسبب التنحية هو : الأمر الامريكي الذي حمله مسؤول امريكي من الأمن القومي . واعطى الامير حمد مهلة شهرين لإقالة حمد بن جاسم . بناء على رسالة ايرانية سلمت للوفد المفاوض الامريكي بسلطنة عمان .. مزودة بالأدلة عن الخلايا التي مولها بن جاسم شخصيا في خطة لزعزعة امنهم القومي .. وإنهم لن يجعلوا منها سابقة تمر بدون عقاب .. وان القاعدة الامريكية ستكون في منأى عن الاهداف في حال لم تتدخل .. ادرك الامريكان جدية الرسالة.. ولخشيتهم من ان ينعكس هذا الامر على سير مفاوضاتهم مع ايران .. قرروا نقل الرسالة الايرانية مشفوعة بطلب إقالة حمد بن جاسم ..
الامير حمد بن خليفة يدرك جيدا انه لو أقال وزير خارجيته .. سيدفع ثمن نقمته .. فقرر ان يتنحى معه حفاظا على حكم الإمارة .. وهو كان يتحين مثل هذه الفرصة للتخلص من حمد بن جاسم .. وهذا ما كان يردده دائما للرؤساء والقادة العرب وهو ليس بسر .. يقول : ابن جاسم مفروض عليَّ ..
للأسف هذا هو واقع الحال .. أمريكا تريد جهة قوية تسلمها مهمة شرطي الخليج .. وايران هي الأكثر قدرة على ذلك .. هذا ما يقال في كواليس مراكز صنع القرار .. هي حمت ظهور جنودنا عند الانسحاب من العراق .. وهي من ستحمي ظهورهم عندما يحين وقت الانسحاب من أفغانستان ..
الرهان هو : هل سيتطابق حساب الحقل مع حساب البيدر ..؟؟ أشك في ذلك .. والأيام كفيلة بكشف الخافي .. المؤكد ان هناك ارتدادات قوية على مستوى صعيد الازمة الأوكرانية .. فبوتين يقول : صعد اوباما على الشجرة السورية فأعطيته سلم الكيماوي للنزول .. فسقط في الحفرة الاوكرانية ، فأعطيته معولاً ليحفر .. ولن أمد له حبلا .. حتى أحصل على ما أريد ..