السيناريو النصيري في سوريا نسخة من السيناريو اليهودي في فلسطين :
بقلم : أبو ياسر السوري
السيناريو الذي اتبعه اليهود في تهجير أهلنا من فلسطين أيام النكبة ، هو نفس السيناريو الذي يتبعه النصيريون في تهجير أبناء السنة من سوريا هذه الأيام ..
كانت ميليشيات الهاغانا تفتك بالفلسطينيين بوحشية ، لأنها كانت تملك السلاح والذخيرة . بينما كان الفلسطينيون عزلا مجردين من السلاح ، فكانوا لقمة سائغة لليهود .. وتحت ضغط القتل والإبادة اضطر عرب فلسطين إلى الهجرة وترك دورهم ومزارعهم وكرومهم ومحالهم التجارية ، وفروا بأرواحهم هاربين من الموت والإبادة ..
وكما يتفرج العالم اليوم لما يجري لنا من قتل وإبادة وتهجير على أيدي النظام الطائفي النصيري .. فكذلك كان العالم ينظر لما يجري للفلسطينيين على أيدي اليهود ويتعامى ، ويسمع بما يتعرضون له من جرائم ضد الإنسانية ويتصامم .. حتى تشكلت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين .. كما تتشكل الآن مشكلة اللاجئين السوريين .. وقد مضى على خروج إخواننا الفلسطينيين 65 سنة وما زالت مفاتيح بيوتهم معهم .. وما زالوا يحتفظون بصكوك الملكية لمزارعهم وكرومهم وعقاراتهم .. على أمل العودة .. ولم يعودوا .. ولن يعودوا إلا إذا استطاعوا العودة بالقوة .. فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ..
اقرؤوا التاريخ ، وارجعوا إلى بدايات النكبة لتعرفوا أن خيانة الدول العربية ، وتخاذل الجيوش العربية ، وسكوت العرب على جرائم اليهود ضد إخوانهم في فلسطين ، هو الذي ضيع فلسطين ..
ألا وإن التاريخ يعيد نفسه ، ويقول لنا : أيها السوريون ، هناك إرادة دولية لإقامة دولة نصيرية على غرار الدولة اليهودية ، وطرد أغلب أبناء السنة من سوريا ، إلى أن يصبحوا أقلية ، ثم يعيشوا بعدها مشردين في الآفاق ، بدون وطن .. بدون كرامة .. بدون حقوق .. بدون أحلام مستقبلية ..
قرأت على صفحة الثورة خبرا يقول وأقتبس ما معناه : " أن دراسة صدرت في جنيف تفيد أن 9500 سوري يهاجر يوميا خارج سوريا .." انتهى الخبر .
وهذه معلومة خطيرة للغاية .. فالذين يهاجرون سنويا بحسب هذه الإحصائية 3.5 مليون إنسان تقريبا .. وأن عدد المهاجرين حتى الآن يتجاوز العشرة ملايين .. فإذا مرت ثلات سنوات أخرى ، وبقيت الهجرة على نفس الوتيرة ، فسوف لن نصبح أقلية بعد ثلاث سنوات وحسب . وإنما سوف يمحى أثرنا تماما من السجل السوري بعد ثلاث سنوات .
فإلى متى سنبقى هكذا ساهين لاهين غافلين عما يراد بنا .؟ إلى متى سنبقى نستجدي كسرة الخبز ؟ وخرقة الكساء ؟ وقارورة الدواء ؟ وإلى متى سنبقى رهن مخيمات الذل والهوان .؟
كل سياسي يفكر بعيدا عن هذا الإطار فهو عميل خائن .. وكل عسكري لا يقاتل لتجنب هذا المصير الأسود فهو جبان خائن .. وكل شيخ يفكر بعيدا عن السلاح والجهاد في سبيل الله فهو متاجر بالدين وخائن لله ولرسوله وللمؤمنين .