هل المجتمع الدولي مقتنع بانتخاب بشار لفترة رئاسية ثالثة .؟
بقلم : ابو ياسر السوري
منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن ، ونحن نرى أن الولايات المتحدة هي الدولة العظمى في العالم .. وأن الاتحاد السوفياتي حاول أن ينافسها على الزعامة ، في فترة ما كان يسمى بالحرب الباردة بين القطبين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي ، حيث انقسم العالم آنذاك إلى شرقي وغربي . وكان على رأس الكتلة الغربية أمريكا ، وعلى رأس الكتلة الشرقية الاتحاد السوفياتي .. واستمرت سياسة القطبين حينا من الدهر .. ثم ما لبثت أمريكا أن تمكنت من تفتيت الاتحاد السوفياتي .. فخرجت أغلب دوله من تحت عباءة روسيا .. واتضح أن العالم لم يعد فيه سوى قطب واحد هو أمريكا ، التي تمسك بدفة السفينة ، وتقود العالم إلى ما تريد بشكل أو بآخر ..
واستمر الحال على هذا المنوال ، إلى أن قامت الثورة السورية ، فزعمت أمريكا وحلفاؤها الغربيون أنهم يؤيدون الشعب السوري في حقه بالحرية والكرامة .. بينما أعلنت روسيا وقوفها مع النظام الديكتاتوري الحاكم .. وهكذا انقسم العالم شطرين ، فريق يؤيد الشعب ، وآخر يؤيد النظام .. ولكن شكل التأييد كان مختلفا بين القطبين .. فروسيا تؤيد النظام وتدعمه بالسلاح والذخيرة والرجال وتدافع عنه في دوائر القرار الدولي ، و وتستخدم حق الفيتو وتعطل مجلس الأمن وتحول بينه وبين اتخاذ أي قرار يدين حليفها .. بينما تكتفي أمريكا وحلفاؤها بالشجب والإدانة على استحياء ، ولا تقدم للشعب السوري أية مساعدة ، بل كادت أن تقول بلسان الحال ، أنها انضمت أخيرا إلى الفريق المؤيد للنظام ، وذلك حين امتنعت أن تسلح المعارضة ، وامتنعت أن توجه ضربة جوية تحت البند السابع . وامتنعت أن تقوم بحظر جوي ليعيش الشعب في أمان من براميل الموت .. بل ومنعت أي دولة في العالم أن تعطي المعارضة أي صاروخ مضاد للطيران ، أو أن تجمع للشعب السوري أية معونة مالية ... فهي لا ترحم هذا الشعب ، ولا تسمح لأحد أن يرحمه ، ثم تزعم أنها صديقة له ، وكذلك تزعم معها كل من فرنسا وبريطانيا أنهما صديقتان للشعب السوري .. وهذا الموقف السلبي من أمريكا وحلفائها في الناتو ، وتصريحاتهم بأنهم سوف لن يتدخلوا في الشأن السوري عسكرياً ، وأن الأزمة لن تحل إلا دبلوماسيا .. إن هذا الموقف السلبي ، قد أغرى بشار الأسد بأن يقتل ويبيد ويدمر ويخرب كما يشاء ..
واستمر الحال على هذا المنوال ، إلى أن قامت الثورة السورية ، فزعمت أمريكا وحلفاؤها الغربيون أنهم يؤيدون الشعب السوري في حقه بالحرية والكرامة .. بينما أعلنت روسيا وقوفها مع النظام الديكتاتوري الحاكم .. وهكذا انقسم العالم شطرين ، فريق يؤيد الشعب ، وآخر يؤيد النظام .. ولكن شكل التأييد كان مختلفا بين القطبين .. فروسيا تؤيد النظام وتدعمه بالسلاح والذخيرة والرجال وتدافع عنه في دوائر القرار الدولي ، و وتستخدم حق الفيتو وتعطل مجلس الأمن وتحول بينه وبين اتخاذ أي قرار يدين حليفها .. بينما تكتفي أمريكا وحلفاؤها بالشجب والإدانة على استحياء ، ولا تقدم للشعب السوري أية مساعدة ، بل كادت أن تقول بلسان الحال ، أنها انضمت أخيرا إلى الفريق المؤيد للنظام ، وذلك حين امتنعت أن تسلح المعارضة ، وامتنعت أن توجه ضربة جوية تحت البند السابع . وامتنعت أن تقوم بحظر جوي ليعيش الشعب في أمان من براميل الموت .. بل ومنعت أي دولة في العالم أن تعطي المعارضة أي صاروخ مضاد للطيران ، أو أن تجمع للشعب السوري أية معونة مالية ... فهي لا ترحم هذا الشعب ، ولا تسمح لأحد أن يرحمه ، ثم تزعم أنها صديقة له ، وكذلك تزعم معها كل من فرنسا وبريطانيا أنهما صديقتان للشعب السوري .. وهذا الموقف السلبي من أمريكا وحلفائها في الناتو ، وتصريحاتهم بأنهم سوف لن يتدخلوا في الشأن السوري عسكرياً ، وأن الأزمة لن تحل إلا دبلوماسيا .. إن هذا الموقف السلبي ، قد أغرى بشار الأسد بأن يقتل ويبيد ويدمر ويخرب كما يشاء ..
وها هي سوريا قد دُمِّرَ 70% من منازلها ومدارسها ومساجدها ودوائرها الحكومية ومرافقها العامة ، ومؤسساتها العسكرية والمدنية ، وها قد قتل من مواطنيها أكثر من مليون ونصف المليون .. وأصيب منهم بإعاقات بدنية أكثر من ثلاثة ملايين إنسان .. وتم تهجير أكثر من عشرة ملايين سوري . وأصبح عدد اللاجئين منهم إلى دول الجوار قرابة 6 ملايين .. وما زال موقف المجتمع الدولي بقيادة أمريكا يراوح في المكان ، بل بدأ يتراجع عما كان . وما زال أوباما يتظاهر بالضعف والتردد والهروب من الدخول في هذه القضية .. وما زال بوتن يتمادى في مساندة بشار ، وتشجيعه على القتل والتشريد والخراب والدمار .. وقد أبرم معه صفقة على 30 طائرة قاذفة لقتل الشعب السوري ، سوف تسلم له في غضون شهر من الآن
وهنا لا بد من بعض التساؤلات .؟؟
ألا ترى الدول الغربية ماذا فعل بشار .؟ إنهم يزعمون لنا منذ ستين عاما أنه لديهم أقمار يرون من خلالها الكار والبار وما أكل الفار .. ويسمعون عبرها ضراط النملة السوداء في جوف الصخرة الصماء .. فكيف يجوز أن لا يروا وأن لا يسمعوا ما يفعله بشار .؟؟
ثم أليس هنالك قانون دولي ، ونظام عالمي ، ومجلس أمن ، ومحكمة عدل دولية ومنظمات حقوق إنسان .؟ لماذا تقف هذه المنظمات كلها مكتوفة اليدين ، إلا من امتعاض أمينها العام بان كيمون .؟
أو حقا تعجز أمريكا عن إيقاف هذه الجريمة الدائمة المستمرة والمتفاقمة يوما بعد يوم .؟ لقد زعم خبراء الاستراتيجية العسكرية أن أمريكا لديها القدرة أن تدمر العالم كله مائة مرة .. وأنه ليس في العالم دولة تستطيع أن تعصي لها أمرا عندما تشاء .. فلماذا تتظاهر أمريكا في عهد أوباما وجون كيري بالخور والعجز والضعف والخوف أمام جبروت روسيا بزعامة بوتن ولافروف .؟؟
لقد صار الأمر جليا واضحا .. إن الدول الكبرى تمارس الكذب .. فهي تقول شيئا ، وتفعل نقيضه .. وبما أن حبل الكذب قصير ، فقد بدأت أكاذيبهم تتكشف تباعا ، وما أقبح الكذب من الكبار . وما أبشع النفاق من دول تزعم أنها دول عظمى .؟؟
آخر الكذبات .. كذبة لم تقع بعد .. وكأني بها سوف تقع ..!! تزعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا أنهم غير راضين عن ترشح بشار للرئاسة من جديد .. وأنهم يرون ذلك مهزلة وسخرية ووقاحة ..
فإذا كانوا صادقين في استنكارهم لهذا الترشح ، فليعلنوا عدم اعترافهم به رئيسا ، لأنه لا يمكن لأكبر مجرم في العالم أن يكون رئيسا .. وليطردوا سفراءه من منظماتهم الأممية ، ومن عواصمهم الغربية ، وليستدعوه عن طريق الإنتربول ليمثل أمام محكمة العدل في لاهاي ، ويحاسب هو وكل زبانيته على ما ارتكبوه من إجرام ..!!!
وإذا هم لم يفعلوا ذلك ، وظلوا على اعترافهم ببشار رئيسا ، وبعصابته نظاما حاكما ، فمعنى ذلك أن هذه الدول الكبرى تكذب بلا استحياء . وتنافق بلا خجل .. ومعنى ذلك أن العالم يعيش مخدوعا بأكاذيب كبرى ، في مسميات ليس لها حقيقة .. فمجلس الأمن لا يحافظ على أمن الشعوب ، وإنما يحافظ على أمن الرؤساء المجرمين المستبدين الفاسدين .. ومحكمة العدل لا تقيم العدل بين الناس ، وإنما تكيل بمكيالين ، وتزن بميزانين .. ومنظمة حقوق الإنسان هي التي تعمل على ضياع حقوق الضعفاء ، وتسمح بسفك دمائهم على ايدي الأقوياء .. وكذب ٌ ما تدعيه من رعاية للطفولة .. وحين تسمح منظمة اليونسكو لبشار بقتل 11300 طفل ، فهي تثبت بذلك أنها عدوة للطفولة في العالم وصديقة لقاتلها ..
موعد الانتخابات الدموية قادم بعد أسبوعين أو ثلاثة ، وهي يحضر لها ، وتقوم أجهزة الاستخبارات بفبركتها .. فتجبر بعض الأشخاص على الترشح كمنافسين خُلَّبيين لبشار ، والويل لمن ينتخب غيره ، ولو فعلها أحد فهو مقامر بحياته وحياة أسرته كلها ..
أما بعد يا سادة :
فبعد ترشحه للرئاسة وضع بشارُ الأسد المجتمعَ الدوليَّ على المحك .. فإن هم تركوه وما أراد فقد سقطت مصداقيتهم وثبت كذبهم في كل ما كانوا يدعون .. وإن هم أخذوا على يديه وأوقفوه عند حده ، وحاكموه كما يحاكم كل المجرمين ، فقد أعادوا للقانون الدولي هيبته ، وللدول العظمى مكانتها .. فهيا بنا نترقب صنيعهم حيال هذه المهزلة ، التي يعلن بشار عن القيام بها في الأول من شهر حزيران القادم ..؟؟؟؟ فانتظروا وترقبوا لتروا كيف يعبر أوباما عن انزعاجه ، وكيف يعلن كيري عن اسفه ، وكيف تتمخض أنثى الفيل فتلد فأرا .!!!!