خروجنا من حمص نصر في لبوس هزيمة :
بقلم : أبو ياسر السوري
سمى الله صلح الحديبية فتحا مبينا ، وهو في ظاهره يتضمن شروطا مجحفة في حق المسلمين ، حتى إن عمر قال يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل .؟ قال : بلى . قال عمر : فلم نعطى الدني ة في ديننا .؟ قال : إني رسول الله ، ولن يضيعني . ونحن نقول : عسى أن تكون هذه الاتفاقية خيرا لإخواننا من أهل حمص ، وعسى أن تكون طالع سعد لهم ، وعسى أن يعقبها فتح قريب إن شاء الله .. فقد بلغ الجهد بالناس في هذه المدينة مبلغا لا يحتمل ، وصاروا مهددين بالموت جوعا .. فصار خروجهم أولى من بقائهم . إنهم لم يفروا وإنما خرجوا بشروطهم هم لا بشروط عدوهم ، خرجوا خروجا عزيزا يحملون أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة ، وعلى مشهد من عدوهم .. وألزموا النظام أن يؤمن لهم وسائل النقل .. وأن لا يطلق عليهم طلقة واحدة أثناء انسحابهم ، وأن ينقلهم إلى المكان الذي يحددونه هم ..
ثم إن هذا الانسحاب سيمنح المقاتلين فرصة لتأمين أهليهم وذويهم من كبار السن والأطفال والنساء في أماكن آمنة ، ويتفرغون بعد ذلك للقتال واسترداد حمص .
النظام طنطن لهذا الانسحاب ، واعتبره نصرا له ، ولكن ذلك سوف يكلفه ما لم يكن في حسبانه . فمنذ الآن وصاعدا سوف يهاجمه الثوار في كل زمان ومكان . وعلى كل حاجز ، وفي كل موقع ، وسوف يضطر النظام إلى البقاء في حالة استنفار طويلة مرهقة تقض مضاجعه . ثم إن الثوار كانوا محجوزين في حلقة ضيقة ، فافرج عنهم بهذا الانسحاب إلى أرض فضاء ، وصاروا فيها أحرارا طلقاء . يتحرك المقاتل منهم كيف يشاء .