اليوم تحتل أملاك أبناء السنة في تلكلخ .. وغدا في حمص وغيرها :
بقلم : ابو ياسر السوري

7 / 5 / 2014
بلغتنا أنباء عن احتلال بيوت أبناء السنة ومحالِّهِم التجارية في تلكلخ . فمنذ يوم أمس ، علم الشبيحة بأن حمص سوف تخلى اليوم من سكانها ، وما إن علموا ذلك حتى بدأ هؤلاء اللصوص ، بكسر واجهات المحلات التجارية الخاصة بأبناء السنة في مدينة تلكلخ ، التابعة لحمص ، وصار كل من سبق منهم إلى محل صار ملكا له بوضع اليد ..
كما بلغنا أن النظام بدأ بإخلاء البيوت في مدينة تلكلخ ، وطرد سكانها منها ، وتسليمها إلى بعض عناصر الشيعة من أبناء قريتَيْ نُبُّلَ و الزهراء في ريف حلب الشمالي .. أو إعطائها إلى الشيعة المقيمين في منطقة الفوعة من ريف حلب الغربي ..
التعليق :
إن استباحة النظام لأموال أبناء السنة ، وممتلكاتهم التجارية ، ودورهم ومزارعهم في مدينة تلكلخ ، هو أمر متوقع لعدة أسباب :
( أولها ) أن هذه المدينة تقع في المنطقة التي يراد لها أن تكون ضمن رقعة الدويلة النصيرية التي يُخَطَّطُ لقيامها ، بمساعدة إيرانية وعراقية ، ومباركة دولية ، في ظل صمت عربي مقيت .
( وثانيها ) أن منح ممتلكات أبناء السنة في تلكلخ لأهل نُبُّلَ والزهراء ، يراد منه تعويض هاتين القريتين الشيعيتين في ريف حلب الشمالي ، عما سوف يخسرونه من أراضيهم ومنازلهم بعد سقوط النظام .. لأنهم بانضمامهم إلى النظام في هذه الحرب الطائفية ، قامروا بأموالهم وأراضيهم ومنازلهم وأرزاقهم ، وهم في هاتين القريتين ، يعلمون أنهم تحيط بهم قرى السنية من كل جانب ، وإنه في حال سقوط النظام ، لا يمكن أن يتركوا أحياء ، بعدما ولغوا في دماء جيرانهم ، من أبناء القرى المجاورة لهم .. لهذا يقوم النظام منذ الآن بطرد ابناء السنة من المنطقة التي يخطط لتكون ضمن دولته ، ليوزع دورها وأراضيها ومزارعها على أبناء الشيعة الذين سوف يضطرون إلى الرحيل من قراهم في ريف حلب الشمالي : مثل " نبل " و "الزهراء " .. وريفها الغربي : في منطقة الفوعة الشيعية ..
والسؤال هنا :
إن القرى والمدن الواقعة في مخطط الدولة النصيرية ، سوف تفرغ من سكانها ، إما بالقتل ، وإما بالطرد خارج تلك المنطقة التي يخططون لاحتلالها لاحقا .. فإذا كانت البداية اليوم من تلكلخ ، فغدا سيحدث مثل ذلك لأملاك أبناء السنة في حمص فتنتزع منهم منازلهم  ومحلاتهم التجارية ، ومزارعهم ، وتوزع على أبناء الشيعة ، وسوف يتملكونها بوضع اليد وقل مثل ذلك في كل قرية وبلدة ومدينة واقعة في مخطط الولة النصيرية الموعودة ... فإلى أين سيذهب أبناء السنة المهجرين من بيوتهم وأملاكهم في تلكلخ . وفي حمص . وفي تلبيسة . وفي مورك . وفي الرستن . وفي سائر قرى تلك المنطقة ، التي يتجاوز عدد سكانها الخمسة ملايين سني على أقل تقدير .؟؟؟؟ هل فكر المسؤولون أدبيا عن هؤلاء المساكين بحل لهم .؟؟ هل فكر الائتلاف الوطني ، وقيادة الأركان ، والقيادة الدينية الممثلة بأعضاء رابطات علماء المسلمين  .. هل فكروا بمصير هذه الملايين ، المهددة بالقتل والتشريد والتهجير والضياع .؟
وإنما خصصنا هذه الجهات الثلاث بالخطاب ، وإن كان كل سوري مسؤول عنهم ، بحكم المصير المشترك الذي بات يتهدد جميع السوريين  .. ولكنه مع ذلك تظل القيادة السياسية والقيادة العسكرية والقيادة الدينية .. هي الأكثر مسؤوليةً أدبية ، عن هؤلاء المتضررين المشردين تشريدا قسريا من بيوتهم ومحال أرزاقهم .. وبمقتضى هذه المسؤولية الأدبية أرجو أن يسمحوا لي بالقول :
يا قادتنا أعضاء الائتلاف .. ويا قيادة الأركان .. إن أبناء السنة في سوريا مواطنون ، وعلى المجتمع الدولي أن يحافظ  لهم على كل ما لهم من حقوق مكفولة بالقانون الدولي ، كحقهم في المواطنة .. والملكية ..  والحياة .. والحرية .. والكرامة .. سواء أكانوا أكثرية أم أقلية .. فماذا قدمتم لهم بهذا الخصوص ، وقد مضى على معاناتهم ثلاثة أعوام ، وهم ما زالوا مقبلين على مزيد من القهر والمعاناة .؟ ماذا فعلتم لهم وأنتم تتقاضون بسببهم مرتبات خيالية ، وقد بلغنا أن راتب أحدكم يتراوح ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف دولار أمريكي شهريا . ومع ذلك لم تقدموا لهم شَرْوَى نقيرٍ حتى الآن .. فأين ستذهبون من الله غدا حين يسالكم عنهم : لماذا ضيعتموهم .؟ ولماذا تشاغلتم عنهم باللهاث في طلب المناصب والكراسي ، التي لم تحصلوا عليها بعد .؟ وأين ستذهبون من نقمة هذا الشعب الذي جعلكم ممثليه ، لتعملوا من أجله ، فخنتم الأمانة ، ولم تعملوا إلا من أجل أنفسكم .؟؟ فويل لكم من الله .. وويل لكم من شعبكم الذي لن يغفر لكم هذه الخيانة .. ولن يرحمكم التاريخ بسببها ،  وليقولنَّ عنكم غدا ما لا تحبون ..
أما قيادتنا الدينية فنقول لهم : يا علماء المسلمين ، إن المسلمين اليوم هم بأمس الحاجة إلى بيوت تؤويهم ، وموارد مالية تطعمهم ، وتصون وجوههم عن ذل التشرد والسؤال .. وليسوا بحاجة إلى مراكز للدعوة ، فحقُّ الحياة والكرامة مُقدَّمان شرعا على حقِّ التعليم . وإن هؤلاء المشردين من إخوانكم ، هم أولى بالاهتمام والرعاية من مراكز دعوتكم ، التي ما أريد بها وجه الله ، وإنما أريد بها المباهاة بين الناس ، وتحصيل الجاه والحظوة عندهم ، والوصول إلى الغنى والثراء على حساب الفقراء ، وباختصار أقول : إن هذه المراكز الدعوية ، ليست سوى سلالم إلى الأغراض الدنيوية باسم الدين .. ولن ينجيكم من المسؤولية أمام الله ، أن تقولوا إنكم تفتحونها لنشر العلم الشرعي .. فواجبُ الوقت ليس هو نشر العلم بين المسلمين ، وإنما هو الجهاد في سبيل الله ، لصيانة ارواح المسلمين وأعراضهم وأموالهم ، التي باتت مهددة من قبل المجوس أعداء الله .. يا علماء المسلمين لا تتشاغلوا عن الجهاد في سبيل الله بما لا يرضي الله عنكم الآن .. فالذي يرضي ربنا في هذا الوقت هو : " أن لا نلتفت يمنة ولا يسرة عن الجهاد في سبيل الله .. فهو الشيء الوحيد الذي يرضي ربنا ويبرئ ذمتنا ..

نعم أيها السادة ، إن الأشخاص العاديين من الشباب ، قد استوعبوا هذه الفكرة بفطرتهم ، وعابوا عليكم تشاغلكم عن الجهاد في سبيل الله بأمور لا تقدم ولا تؤخر .. فهم يرون أنه كان أولى بكم أن تتقدموا الصفوف وتقارعوا الأعداء في ميادين القتال ، ويقاتل الشباب عن أيمانكم وعن شمائلكم .. وأن يتقوا بكم العدو ، أسوة برسول الله  صلى الله عليه وسلم وصحبه .. قال عليٌّ رضي الله عنه ( كنا إذا حمي الوطيس ، واحمرت الحدق ، نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فلهو أقربنا إلى العدو .. ) .. يا علماء المسلمين إن الله تعالى قد ندبكم إلى القتال وتحريض المؤمنين عليه قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * ) .