سوريا تختزل كل مأسي التاريخ
( مقال منقول ) - بقلم ضياء عسود
( مقال منقول ) - بقلم ضياء عسود
5/5/2014
أن الناظر للثورة السورية وما ألت له بعد سنيّها العجاف الماضية يصل الى نتيجة حتمية وهي أن هذه البلد الصغير الذي يقبع شرق المتوسط قد أختزل كل بلاء التاريخ فالسوريين وحدهم ودون معين تحملوا مأساة بحجم مأساة فلسطين وستالين غراد وكوسوفو والبلقاء والشيشان وأكثر مجتمعة عندما أتأمل خارطة سوريا اليوم فاجد كل العجب :
أن الناظر للثورة السورية وما ألت له بعد سنيّها العجاف الماضية يصل الى نتيجة حتمية وهي أن هذه البلد الصغير الذي يقبع شرق المتوسط قد أختزل كل بلاء التاريخ فالسوريين وحدهم ودون معين تحملوا مأساة بحجم مأساة فلسطين وستالين غراد وكوسوفو والبلقاء والشيشان وأكثر مجتمعة عندما أتأمل خارطة سوريا اليوم فاجد كل العجب :
حلب :
التي كانت تعتبر احدى كبريات المدن العربية صناعية وبشريا تحولت اليوم الى ستالين غراد او برلين جديدة بقسمين وبلدين وشعبين القتل فيها طال كل شيء ابتلع تاريخها قبل حاضرها دمر كل الكل حلب اليوم ليست الا مدينة منكوبة بكل الوان العذاب الفقر والجوع والبطالة والحرب و الابادة
أما حمص :
فتلك قصة وحكاية أخرى تذكرني بالبوسنة والهرسك تهجير ممنهج لفئة معينة من النسيج الفسيفسائي فحمص المدينة التى كانت تعد مليون ونصف المليون كان اكثر من 88 بالمائة منهم من العر ب السنة ألان لا يزيد سنة حمص المدينة عن 13 بالمئة الحمصيين الأبطال تشردوا في لبنان وحلب ودمشق وكل أصقاع الارض المجازر التي حدثت في حمص لا تقل فظاعة عن مجازر الصرب في البوسنة وحدة مجزرة الحولة في ريف حمص حصدت ما يزيد عن 70 طفل أكبرهم لا يتعدى العاشرة حمص أيها الاخوة ككل من سورية ذات أغلبية سنية ولكن وصول الطائفة العلوية الى السلطة جعل هؤلاء وهم بالأصل سكان ضيع وقفار جبلية نائية ينزلون ويشترون العقارات والاراضي في كل المدن السورية وقد يسئل بعضهم من اين لهؤلاء المال لشراء العقارات واستملاكها والجواب بسيط أن النظام النصيري في سوريا وضع خطط ذكية جدا لهذه الغاية جعل معظم أبناء الطائفة العلوية ينخرطون في سلك الجيش والامن وهؤلاء أوتوماتيكياً يحصلون على المنازل في مناطق عملهم ومنها بدأوا باستيطان المدن السورية وبالتأكيد فهؤلاء بدأوا بالعمل وتلقى الرشى على مستويات مخيفة فزاد ثرائهم وأستفحل نفوذهم فكان أن حصلوا على ما أرادوا وأذكر لكم هنا قصة لأحد هؤلاء قبل الثورة كنت أعرف شخص يدعى علي وهو علوي والده كان مجرد ضابط متوسط الرتبة وفي موقع غير مهم كثيرا في الجيش رائد ولكن تعجبت من الغنى الفاحش لهذا الضابط فوالد على كان يمتلك بيت في دمشق وشاليه في طرطوس وبيت في حمص و3 سيارات ومزرعة في غوطة دمشق .. سألت على عن السبب وهم اصلا لا يستحون من المجاهرة بدنو اخلاقهم بل كانوا يفتخرون قال لي ابي يوزع الرواتب للعساكر كل عسكري بيطلعلو 55 ليرة بالشهر ابي مستلم 60000 الاف عسكري وبياخد من كل عسكري 5 ليرات بالشهر يعني 300 الف ليرة شهريا رغم أن راتبة كان 5 الاف ليرة ..
لكم يا أخوتي أن تتصوروا مدى الظلم الذي نعيشه .. وعيشة السوريين هكذا سرقت حمص وتحولت الى مدينة لطائفة مغتصبة مارقة ..
أما الرقة :
فهذه افغانستان اخرى قصة داعش التي سيطرت عليها وفرضت الشريعة على اهلها والجزية على مسيحييها بل وطبق الحدود التي لا تقام ايام الحروب كما جاء عن النبي في سنتة المشرفة هم يقطعون يد السارق ويرجمون الزاني ..
أما الساحل :
فالمتأمل له ولمعاركة يستشف انه شيشان أخرى معارك في الغابات وعلى قمم الجبال ورجال بهامات تناطح السحاب ..
لك الله يا سورية الغالية كيف اختزلت كل بلاء التاريخ حتى الصهاينة لم يشابهوا هذا النظام بإجرامه وغية وحقده على الانسانية هم في سوريا يعتقلون اهل المعارض ويفجرون منزلة ويجردونه من كل حقوقه المدنية ويقصفون حارته كلها ويمسحونها عن الخارطة سلاح الجو عند الصهاينة موجة اما عن النظام السوري مدمر للأخضر واليابس ..
أما درة التاج دمشق :
فهي كتلك المدن التي تموت تحت شوارعها صرخات ابنائها في أقبية مخابراتهم نعم تذكرني بـ شاوشسكو ذلك الدكتاتور السفاح الذي حول المدن الى صماء خرساء لا تعبد الا ذلك الطاغوت ..
ويبقى الامل بهذا الشعب الجبار أن ينتصر اخر النهار على كل من تعدا علية ومد يده الى كبريائه وعنفوانه المبجل الشعب السوري العظيم الذي تحمل كل هذا الالم والاسى لابد أن ينتصر في النهاية ويرفع راية الله لأن معركته اليوم لم تعد معركة ضد طاغية أو ثورة بل هي معركة بين الحق والباطل معركة سيكتب التاريخ لكل الاجيال عنها كمثل للتضحية والعز والفخار .