ماذا ينتظر العرب بعد وديعة رابين .؟
بقلم : ابو ياسر السوري
اتضح الموقف الآن ، وصار أجلى من الشمس في رابعة النهار . لقد صمخ القومجيون آذاننا بالرئيس المقاوم والممانع .. وفي مقدمتهم حسنين هيكل الذي لعب على هذا الوتر وما زال يلعب عليه ، حتى صار كلامه سمجا ، لا يستسيغه أحد إلا من كان على شاكلته . من الخيانة والعمالة ..
ليس غريبا أن يكون النصيري عميلا لليهود .. وليس عجيبا أن يكون الشيعة حميرا للنصارى .. ولكن العجيب الغريب أن يكون القومي العربي حليفا لنظام يحالف اليهود ومجوس الفرس ضد الشعب العربي السوري .. وأنا هنا أتكلم بلسان هؤلاء القوميين ، وأناشدهم بأن يكونوا صادقين مع أنفسهم في رفعهم لشعار القومية العربية .. ولو كلمناهم بالإسلام لنبحتنا كلابهم وما أكثر عواءها وضجيجها .!!!
الرئيس المقاوم الممانع المقبور حافظ الأسد يبرم اتفاقية سرية بينه وبين إسحاق رابين ، الشاهد عليها والراعي لها ، وزير الخارجية الأمريكي وارن كريستوفر .. إليكم صورتها :
وديعة رابين انكشف المستور ...........
مرور الزمن كشف المستور عن وديعة رابين التي اودعها رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين للمقبور حافظ الاسد في الثالث من اب عام 1993 عن طريق وزير الخارجية الامريكي وارن كريستوفر ؟ وهي وثيقة محظور نشر نصها السري ؟ والتي تنص على حماية الحكم العلوي في سورية مقابل ضمان أمن دائم لحدود اسرائيل ؟وبما ان استفحال مرض السرطان في جسم حافظ الاسد في حينها فقد تعهد الاسد لرابين في وديعة مقابله بدمار سورية كاملة في حال شعر ان الحكم العلوي سيسقط في سورية لتبقى اسرائيل امنة لعدة قرون ؟ وقد عبر الكاتب الاسرائيلي زئيف شيف عن هذه الوديعة في صحيفة هارتس الاسرائيلية وسماها !! مغانم وديعة رابين
نفهم من هذا الجزء اليسير من هذه الوثيقة السرية ما يلي :
أولا : تعود هذه الوثيقة إلى تاريخ 3 / آب / 1993م . وهي وثيقة سرية للغاية محظور كشفها ، وهي محفوظة في قسم الوثائق السرية ، في  ثلاث نسخ ، إحداها : لدى إسرائيل ، والثانية : لدى أمريكا ، والثالثة : في وثائق القصر الجمهوري بدمشق ..
ثانيا : تنص هذه الوثيقة صراحة على أن حافظ الأسد ، بعد مرضه بالسرطان ، طالبته إسرائيل بكتابة هذه الوثيقة ، التي تنص على أن تتكفل اسرائيل وأمريكا بحماية الحكم العلوي في سوريا ، مقابل ضمان أمن دائم لحدود إسرائيل . وأنه إذا شعر أن الحكم العلوي سيسقط في سوريا ، فيتعهد حافظ الأسد باسم الطائفة أن يقوم بتدمير سوريا تدميرا كاملا ، لتبقى إسرائيل آمنة لعدة قرون بعد سقوط النظام الأسدي الحاكم .
ثالثا : هذا الجزء اليسير ، هو الذي سمحت إسرائيل بتسريبه إلى جريدة هآرتس الإسرائيلية ، وتم نشره بقلم الكاتب الإسرائيلي رئيف شيف ، تحت عنوان " مغانم وديعة راس رابين "
ولو رجعنا إلى بدايات الثورة في درعا ، لرأينا أن النظام من أول لحظة تبنى الحل الأمني العسكري ، ولم يرض عنه بديلا .. لذلك بدأ يتعامل مع أهل درعا بالقناصات ، ومجابهة المتظاهرين بالرصاص الحي ، متدرجا في القمع ، على أن لا يزيد عدد القتلى عن نسبة معينة من المتظاهرين .. وكان خلال ذلك يقوم بنقل دباباته ونشرها حول كافة المدن السورية ، فأقام لها الحفر ونقاط الاستناد حول المدن ، بدءاً من دير الزور والميادين في شرق سوريا ، ومرورا بالرقة والباب وحلب وحماة وحمص ودمشق وريف دمشق .. وانتهاء إلى درعا وبصرى الحرير والسويداء جنوب سوريا .. وقد سحب النظام كل أسلحته الثقيلة من الجبهة المواجهة لإسرائيل ، فنقل مدفعية الميدان بعيدة المدى ، ومدافع الهاون ، وراجمات الصواريخ ، ووجهها كلها إلى صدور الشعب السوري ..
وكان كلما أوغل النظام في القمع ازدادت الثورة ضراما ، وكان النظام يصعد في طريقة التعامل مع المظاهرات .. فبدأ باستخدام رصاص البنادق والقناصات  والرشاشات الخفيفة .. ثم ترقى صعدا إلى استخدام المدفعية .. ثم الصوايخ .. ثم الطائرات المروحية .. ثم الطائرات الحربية النفاثة.. ثم صواريخ سكود.. ثم الصواريخ المحملة بالرؤوس الكيميائية .. والعالم يرى هذه الوحشية ولا يحرك ساكنا ..والعرب يرون هذا الإجرام ولا يفعلون شيئا .. واشترك المجتمع الدولي كله في إبادة الشعب السوري إرضاء لإسرائيل ..
حتى الإعلام العربي والإعلام الدولي كان شريكا في المؤامرة .. حتى الأقلام المأجورة . من أمثال هيكل في مصر . ووزير العدل الأردني السابق حسين مجلي .. ورئيس الوزراء اللبناني سليم الحص .. حتى المطران الراعي في لبنان ..
لم يبق أحد ولا دولة ولا مؤسسة ولا منظمة عربية أو إسلامية أو دولية أممية .. إلا أجلبت بخيلها ورجلها ضد الثورة السورية .. وأعطت النظام المجرم الضوء الأخضر لإبادة أكبر عدد ممكن من السوريين .. كما أعطوه المهل بعد المهل .. بل أقامت روسيا وإيران جسورا دولية لتزويد الأسد بكل ما يلزمه من الأسلحة والذخائر، لإبادة السوريين وقتلهم وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم ، وتخريب البنية التحتية .. حتى صار إعمار سوريا يحتاج إلى مئات المليارات  من الدولارات . ولو وقفت الحرب الآن ، فلن تقوم لسوريا قائمة في اقل من خمسين إلى ستين سنة قادمة ..
ناهيك عن المعوقين الذين خسروا أطرافهم ، أو قلعت أعينهم ، أو أصيبوا بفقدان الذاكرة بسبب العوامل النفسية غير العادية والخوف والإرهاب ...
فيا شعبنا الغالي :
إن الأسد الابن ينفذ الاتفاق الذي تحدثت عنه الوثيقة السرية التي أبرمها المقبور ابوه حافظ الأسد .. وإن العالم كله يقف مع بشار الأسد إرضاء لإسرائيل .. فدمار بلدكم ، وخرابه ، وكل أعمال الإبادة .. هي لتنفيذ بنود الاتفاقية ما بين آل الأسد والطائفة العلوية وإسرائيل . وإن إيران وحزب الشيطان والمالكي وبوتفليقة والمغرب .. كلهم وكل ساكت عن نصرتنا ، إنما هم ينفذون تعليمات أمريكا التي تخدم إسرائيل .. وكل من رمانا بحجر من هؤلاء الحكام ، نال قبول إسرائيل ونعم برضاها .
حربنا قد تطول .. ولن تتوقف إلا بنصرنا إن شاء الله .. فلا تيأسوا من روح الله . ولا تتكلوا على أحد من الخلق ، فليس لكم من بينهم راحم .
هذه هي الحقيقة المرة .. التي تفسر لنا وقوف العرب متفرجين .. وتفسر لنا دعم الغرب والشرق والجنوب والشمال لهذا النظام العميل .. إنه حامي حدود إسرائيل .. ومهما قدموا له من عون فهو في نظرهم قليل .