خوف العار يضطرك إلى ترك الوقار :
بقلم : ابو ياسر السوري
3/4/2014
3/4/2014
لن نجامل .. فاللحظة الحاضرة لا تحتمل المجاملة .. لن نسكت فالظرف الضاغط يأبى علينا السكوت .. لن نتمسك بالكلام الدبلوماسي ونتجمل باختيار العبارات ، فحمص .. بل سوريا كلها قد تضيع إن بقينا على ما نحن عليه ..
الأسد يقاتلنا بكل الحقد والقسوة ونحن نقابل حقده بالتسامح وقسوته باللين ، وندعو إلى الرفق بالطيار الذي كان يرمينا بالبراميل ، والمجرم الذي كان يقصفنا بالكيمياوي .. والأسد لا يوفر جهدا في التجييش لقتالنا ، ونحن نبدد الجهود ، فقد جمع لحرب الشعب كل موال له من نصيري وسني ودرزي ومسيحي ، تحت مسميات عديدة ، كمسمى الجيش الأسدي النظامي الذي يقوده أبناء الطائفة النصيرية ومخابراتهم ، ومسمى الجيش الوطني واللجان الشعبية والشبيحة..
كما جمع الأسد لقتالنا وقتلنا كل شيعي من إيران والعراق ولبنان واليمن ، واستعان بكل مرتزق من روسيا وكوريا والباكستان ، ودول أخرى كثيرة .. يعينه على تمويل هؤلاء المرتزقة ، خزائن المال في إيران والعراق وعدد غير قليل من الدول العربية ..
يخوض بشار الجحش بهؤلاء جميعا أقذر حرب أهلية طائفية في العالم ، ويرتكب أبشع الجرائم الإنسانية ، وكل من يعمل مع هذا الجحش يتبعون قيادة واحدة ، وينفذون قرارا واحدا ، ويتحركون جميعا بصورة شبه آلية " لا يعصون إلههم بشار الجحش ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ...
ونحن نصرف وجوهنا عن قتاله بالتشرذم ، والفرقة ، والأنانية ، حتى إن بعض الفصائل المعارضة ، القابعة شمال حمص ، تقف اليوم موقف المتفرج ، تراقب سقوط حمص في يد النظام .. وتتعالى النداءات من داخل حمص ، تناشد الضحيك وزمرته أن يفك الحصار عنهم ، ولا سامع ولا مجيب .. فالضحيك ورفاقه شمال حمص ، لديهم الذخائر والمعدات الحربية الكافية ، وهم ما زالوا حتى هذه الساعة يقرقعون المتة ، والأرجيلة ويقبضون الملايين من إيران ثمنا لسكوتهم على سقوط حمص ، التي يتم تسليمها أو بالأحرى استسلامها وسقوطها بيد النصيرية وإيران ..
ومشايخ حمص مشغولون في الدعوة إلى الله في اسطنبول ، وغازي عينتاب . يُعلِّمُون الناسَ كيف يعيشون في الحياة هَمَلاً كالبهائم ، هُبْلاً ومَسَاطيل لا يعرفون شيئا عما يجري حولهم ، ولا يشعرون بما يحاك لهم .. يحكون لهم الحكايات عن مشايخهم ، ويخدرونهم بمعسول الكلام .. أما الجهاد وفك الحصار عن بلدهم حمص فهذا مما لا يعنيهم ، وقد يرون الاهتمام به مخالفا للتوكل على الله .. المهم أن يكثر من حولهم الأتباع المساطيل .
وأما الإخوان المسلمون فهم حريصون على أن يكون لهم قدم في كل ناحية .. فقدم في الائتلاف الوطني وآخر في مكاتب الدعوة في تركيا .. وقدم في إيران .. وقدم في قطر .. وأعينهم على نصيبهم من الغنيمة بعد سقوط النظام .. الذي قد لا يسقط إلا بعد سنوات تالية .. وقد لا يسقط إلا بسقوط مليون آخر أو مليونين من الشهداء .. وقد لا يسقط إلا بإصابة أربعة ملايين من المعاقين الذين بترت أيديهم وأرجلهم ...
وحين نقول يا ناس .. وحدوا القيادة .. ووحدوا الخزينة ، لتصب فيها كل التبرعات ، وينفق منها بحسب الاحتياجات .. يقولون إن تحقيق هذه المطالب قريب من المستحيل ..
نحن نلقي باللائمة على هؤلاء ، الذين لديهم أتباع ، ولديهم كلمة مسموعة عند مئات الآلاف من أتباعهم ، ولديهم القدرة على تجنيد الكتائب المقاتلة وتزويدها بالسلاح والعتاد والرجال .. نطالبهم بأن يتخلوا عن سلبيتهم تجاه ما يجري على الأرض .. وأن يكفوا عن رمي من يخالفهم بالجهل والعجز وقلة الدين ..
قولوا لي بربكم يا قوم ، كيف يكون عدم الدين دينا .؟ وكيف تكون السفطسطة والانشغال عن الجهاد بديلا عن الجهاد .؟ وكيف تنتصر الفوضى على النظام .؟ وكيف ينتصر اللهو واللعب واللامبالاة على الجد والتصميم .؟؟ كيف .. نبئونا بعلم إن كنتم صادقين .
حمص في سبيلها اليوم إلى الضياع .. وأخشى أن تضيع بعدها حماة وحلب ودمشق والدير والرقة الضائعة في أحضان داعش .. أخشى أن يحدث ذلك - لا سمح الله - وترجع سوريا إلى زريبة الذل والعار ، وتخنع لسلطان بشار الجحش وزمرته من جديد ..
فلا تلومني إن خرجت اليوم عن وقاري . فخوف العار يضطرك إلى ترك الوقار .. والموت ولا العار ..