أمريكا حامية حقوق الإنسان ..؟ أم حامية بشار الكيمياوي :
بقلم : أبو ياسر السوري
نظام بشار الأسد الطائفي ، استخدم السلاح الكيمياوي فيما سبق عددا من المرات ، ولكن بكميات محدودة ، لم يكن يذهب في كل منها سوى أشخاص قلائل ... فما استنكر عليه أحد يومها ، ولا عاقبه أحد .!!
ولما لم يُحاسَبْ بشار ولم يُعاتَبْ في المرات السابقة ، تمادى فضرب الغوطة الشرقية ضربة كبيرة واسعة ، أصابت بها 15 موقعا من بلدات الغوطة الشرقية ، وأصيب بها أكثر من 15 ألف مواطن ، مات منهم في الحال ما يقارب 1400 إنسان ، أغلبهم من الأطفال .. فلم يعد المجتمع الدولي يملك السكوت على هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان في الحياة . مما دفع أمريكا لأن ترغي وتزبد ، وتحرك أسطولها السادس حتى وقف قبالة الشاطئ السوري ، مهددا بضربة جوية تشمل أهم المواقع العسكرية لبشار، يترتب عليها إضعاف نظامه ، تمهيدا لسقوطه السريع على أيدي الثوار .. وتلاحقت التهديدات .. وحمي وطيس التصريحات .. حتى بدا وكأن الضربة الأمريكية قد باتت وشيكة .. ووشيكة جدا ... وبدا ارتباك النظام ، ودخلj المسألة عنده في الجد .. فبدأت المفاوضات الجادة من تحت الطاولة .....
و .......
و .......
فهدأت اللهجة الأمريكية .. و .. وأخذت التحركات العسكرية في التباطؤ .. وبدأت وتيرة التهديد تميل إلى اللين شيئا فشيئاً .. وبدأ المتحدث باسم البيت الأبيض يصرح بأن الضربة الجوية لن تكون قوية ، وأنها لن تعمل على إسقاط الأسد ، وأنها ستقتصر على ثلاثة مواقع رئيسية هي التالية .. وأنها لن تكون قبل أسبوعين ..
وفجأة ، قالت أمريكا : إذا سلم الأسد السلاح الكيمياوي الذي بحوزته ، فلن يكون هنالك ضربة .. قالت أمريكا هذا ، وكأن الكيمياوي هو المجرم ، الذي يجب القبض عليه وزجه في المعتقل .. أما من أمر بإطلاق الكيمياوي وقام بقتل الآلاف ، فهو جدير بجائزة نوبل للسلام ، لأنه رضي أن يسلم وسيلة القتل والإجرام .!! وهذه سابقة في التعامل الدولي ليس لها مثيل من قبل ..!! فهل يكفي أن يسلم المجرم الخنجر الذي قتل به الضحية ، ليكون بريئا ، ويكال له الثناء بغير حساب .. فوزير الخارجية الأمريكي لم يكفَّ عن الثناء على بشار الكيمياوي منذ سمع بموافقته على تسليم هذا السلاح لإتلافه .. وما زال يثني عليه حتى الآن .!!
يا مسز أمريكا .. هل هذا استغباء لنا ، أم استهبال علينا .؟ نحن ما زلنا نذكر يوم قرر الغرب بقيادة أمريكا أن يضرب صدام حسين .. فيومها انسحب صدام من الكويت بعد سماعه بتهديدات أمريكا وبريطانيا وتصريحاتهم بأنهم سيوجهون إليه ضربة جوية ، عقوبة لاعتدائه على دولة عضو في المجتمع الدولي .. ولكن الوزيرة البريطانية تاتشر قالت : سوف نضرب صدام ولو انسحب ، ليعرف كل مسؤول في العالم ، أنه لن نسكت على اعتداء دولة قوية على دولة ضعيفة ولن نسمح بأن يُرَوَّعَ شعبٌ آمنٌ أبداً ، ويجب أن ينال كل معتدٍ عقابه الرادع والأليم .
ونسأل الآن :
أين غابت هذه المعاني الإنسانية اليوم عن أمريكا وحليفاتها .؟ لماذا سكتوا عن حزب الشيطان الذي جاء من لبنان لقتل السوريين الآمنين .؟ لماذا سكتوا عن تدخل الحرس الثوري الإيراني في الصراع السوري .؟ لماذا سكتوا عن تدخل الميليشيات العراقية لقتل السوريين .؟ ما الفرق بين اليوم والبارحة .؟ هل جرى تعديل على القوانين والمعايير الدولية ونحن لا ندري .!!؟؟ فسوريا عضو في منظمة الأمم المتحدة قبل الكويت .. وما حصل في سوريا أفظع بألف مرة مما حصل في الكويت .!! فلم يحصل في الكويت أن وئد الناس أحياء .. ولم ينقل أن أحدا من الكويت أُحرِقَ حيا .. ولم تنتهك الأعراض هناك .. ولم يعتقل الملايين ..ولم يعذبوا التعذيب الذي عانى منه السوريون على أيدي أفرع الأمن الطائفيين .. فاين إنسانية أمريكا وإنسانية بريطانيا وفرنسا ، التي تجلت أثناء أزمة الكويت .؟؟ هل ماتت تلك الإنسانية .؟ أم هي في حالة سبات شتوي لا خروج منها إلا بعد خراب مالطة .؟
نحن نعتب على أمريكا ، لا لأنها المقصر الوحيد ، تجاه الشعب السوري .. لا .. لا .. وإنما نعتب عليها لأنها الأقوى ، والأقدر على لجم هذا المجرم ، وكف شره بعبسة وجه واحدة منها .. لأنه جبان .. ولأنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا بإيحاء من أمريكا مفاده " افعل ما شئت بشعبك فلن نتدخل لإنقاذه ، ونحن عنك راضون .."
لو علم الأسد أن أمريكا تغضب منه إذا استخدم الكيمياوي ضد الشعب السوري لما عاد أمس وأول أمس لضرب هذا الشعب بالكيمياوي في كلٍّ من : كفر زيتا بريف حماه ، ودوما وحرستا بريف دمشق ، وجبل التركمان بريف اللاذقية .. وغيرها من الأماكن ..
إن بشار الأسد يفعل ما يفعل بشعبه ، ويعربد ما يعربد في سوريا ، بالحصار .. وبالبراميل .. وبالكيمياوي .. وأمريكا ما زالت ترفع له الضوء الأخضر .. وتسمح له بتخطي كل الخطوط .. بل تحميه وتقويه وتغريه .. ونحن نقول لها ولربيبها ربيب الصهيونية : والله لن نركع وفينا عين تطرف ، أو عرق ينبض . ولن نلقي السلاح حتى نقتل قاتلنا ، ونثأر لدمائنا وأعراضنا وأهلينا .. والله أكبر .. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ *
بقلم : أبو ياسر السوري
نظام بشار الأسد الطائفي ، استخدم السلاح الكيمياوي فيما سبق عددا من المرات ، ولكن بكميات محدودة ، لم يكن يذهب في كل منها سوى أشخاص قلائل ... فما استنكر عليه أحد يومها ، ولا عاقبه أحد .!!
ولما لم يُحاسَبْ بشار ولم يُعاتَبْ في المرات السابقة ، تمادى فضرب الغوطة الشرقية ضربة كبيرة واسعة ، أصابت بها 15 موقعا من بلدات الغوطة الشرقية ، وأصيب بها أكثر من 15 ألف مواطن ، مات منهم في الحال ما يقارب 1400 إنسان ، أغلبهم من الأطفال .. فلم يعد المجتمع الدولي يملك السكوت على هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان في الحياة . مما دفع أمريكا لأن ترغي وتزبد ، وتحرك أسطولها السادس حتى وقف قبالة الشاطئ السوري ، مهددا بضربة جوية تشمل أهم المواقع العسكرية لبشار، يترتب عليها إضعاف نظامه ، تمهيدا لسقوطه السريع على أيدي الثوار .. وتلاحقت التهديدات .. وحمي وطيس التصريحات .. حتى بدا وكأن الضربة الأمريكية قد باتت وشيكة .. ووشيكة جدا ... وبدا ارتباك النظام ، ودخلj المسألة عنده في الجد .. فبدأت المفاوضات الجادة من تحت الطاولة .....
و .......
و .......
فهدأت اللهجة الأمريكية .. و .. وأخذت التحركات العسكرية في التباطؤ .. وبدأت وتيرة التهديد تميل إلى اللين شيئا فشيئاً .. وبدأ المتحدث باسم البيت الأبيض يصرح بأن الضربة الجوية لن تكون قوية ، وأنها لن تعمل على إسقاط الأسد ، وأنها ستقتصر على ثلاثة مواقع رئيسية هي التالية .. وأنها لن تكون قبل أسبوعين ..
وفجأة ، قالت أمريكا : إذا سلم الأسد السلاح الكيمياوي الذي بحوزته ، فلن يكون هنالك ضربة .. قالت أمريكا هذا ، وكأن الكيمياوي هو المجرم ، الذي يجب القبض عليه وزجه في المعتقل .. أما من أمر بإطلاق الكيمياوي وقام بقتل الآلاف ، فهو جدير بجائزة نوبل للسلام ، لأنه رضي أن يسلم وسيلة القتل والإجرام .!! وهذه سابقة في التعامل الدولي ليس لها مثيل من قبل ..!! فهل يكفي أن يسلم المجرم الخنجر الذي قتل به الضحية ، ليكون بريئا ، ويكال له الثناء بغير حساب .. فوزير الخارجية الأمريكي لم يكفَّ عن الثناء على بشار الكيمياوي منذ سمع بموافقته على تسليم هذا السلاح لإتلافه .. وما زال يثني عليه حتى الآن .!!
يا مسز أمريكا .. هل هذا استغباء لنا ، أم استهبال علينا .؟ نحن ما زلنا نذكر يوم قرر الغرب بقيادة أمريكا أن يضرب صدام حسين .. فيومها انسحب صدام من الكويت بعد سماعه بتهديدات أمريكا وبريطانيا وتصريحاتهم بأنهم سيوجهون إليه ضربة جوية ، عقوبة لاعتدائه على دولة عضو في المجتمع الدولي .. ولكن الوزيرة البريطانية تاتشر قالت : سوف نضرب صدام ولو انسحب ، ليعرف كل مسؤول في العالم ، أنه لن نسكت على اعتداء دولة قوية على دولة ضعيفة ولن نسمح بأن يُرَوَّعَ شعبٌ آمنٌ أبداً ، ويجب أن ينال كل معتدٍ عقابه الرادع والأليم .
ونسأل الآن :
أين غابت هذه المعاني الإنسانية اليوم عن أمريكا وحليفاتها .؟ لماذا سكتوا عن حزب الشيطان الذي جاء من لبنان لقتل السوريين الآمنين .؟ لماذا سكتوا عن تدخل الحرس الثوري الإيراني في الصراع السوري .؟ لماذا سكتوا عن تدخل الميليشيات العراقية لقتل السوريين .؟ ما الفرق بين اليوم والبارحة .؟ هل جرى تعديل على القوانين والمعايير الدولية ونحن لا ندري .!!؟؟ فسوريا عضو في منظمة الأمم المتحدة قبل الكويت .. وما حصل في سوريا أفظع بألف مرة مما حصل في الكويت .!! فلم يحصل في الكويت أن وئد الناس أحياء .. ولم ينقل أن أحدا من الكويت أُحرِقَ حيا .. ولم تنتهك الأعراض هناك .. ولم يعتقل الملايين ..ولم يعذبوا التعذيب الذي عانى منه السوريون على أيدي أفرع الأمن الطائفيين .. فاين إنسانية أمريكا وإنسانية بريطانيا وفرنسا ، التي تجلت أثناء أزمة الكويت .؟؟ هل ماتت تلك الإنسانية .؟ أم هي في حالة سبات شتوي لا خروج منها إلا بعد خراب مالطة .؟
نحن نعتب على أمريكا ، لا لأنها المقصر الوحيد ، تجاه الشعب السوري .. لا .. لا .. وإنما نعتب عليها لأنها الأقوى ، والأقدر على لجم هذا المجرم ، وكف شره بعبسة وجه واحدة منها .. لأنه جبان .. ولأنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا بإيحاء من أمريكا مفاده " افعل ما شئت بشعبك فلن نتدخل لإنقاذه ، ونحن عنك راضون .."
لو علم الأسد أن أمريكا تغضب منه إذا استخدم الكيمياوي ضد الشعب السوري لما عاد أمس وأول أمس لضرب هذا الشعب بالكيمياوي في كلٍّ من : كفر زيتا بريف حماه ، ودوما وحرستا بريف دمشق ، وجبل التركمان بريف اللاذقية .. وغيرها من الأماكن ..
إن بشار الأسد يفعل ما يفعل بشعبه ، ويعربد ما يعربد في سوريا ، بالحصار .. وبالبراميل .. وبالكيمياوي .. وأمريكا ما زالت ترفع له الضوء الأخضر .. وتسمح له بتخطي كل الخطوط .. بل تحميه وتقويه وتغريه .. ونحن نقول لها ولربيبها ربيب الصهيونية : والله لن نركع وفينا عين تطرف ، أو عرق ينبض . ولن نلقي السلاح حتى نقتل قاتلنا ، ونثأر لدمائنا وأعراضنا وأهلينا .. والله أكبر .. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ *