الدولة العلوية ....بين الحلم و الواقع
مقال : ( منقول ) - Syrian Spear
يبدو أن كل مناشداتنا و محاولاتنا لإيقاظ النيام لم تلق أي آذان صاغية فبعد أن أبعدنا شبح مساعي النظام المجرم لإقامة كيانه النصيري على رقعة جغرافية يريد اقتطاعها من بلدنا الحبيب ......لفترة من الوقت شهدت شيئا من التوحد و تصعيد العمل العسكري من قبل الثوار ...
ها هو ذلك الشبح يطل علينا من جديد ...و بشكل أكثر اتضاحا ....و قد بدى لي كما لغيري أنه قد بدأ يتخذ شكله الأولي ...
و ذلك للأسف في ظل ضياع و تخبط في الرؤية لفصائل الجيش الحر على اختلافها ..
.................
ما يحدث اليوم في سوريا هو نتاج مخطط دولي كبير ...
يعمل على تنفيذه ذلك النظام و حلفاؤه الدوليين و الاقليميين من فوق ومن تحت الطاولة ....و كجبهة واحدة في مواجهة أحلام السوريين بإقامة دولة الحرية و الكرامة على كامل التراب السوري الطاهر المخضب بدماء الشهداء ..
بينما ومع كل الأسف الممزوج بالعجب الشديد ..
نرى فصائل الجيش الحر و أخص بالذكر ....قياداتها ..
تعمل وفق أجندات ضيقة مصلحية و مناطقية في معظم الأحيان ..!!
و كأن ما يجري في حلب لا يعني درعا ....و ما يجري في حمص لا يعني ادلب ...
و ما يجري في دمشق و ريفها لا يعني حماه ....وما يجري في دير الزور لا يعني الرقة ..
و هكذا .....
ما أن تقوم جبهة .....حتى تهدأ الأخريات و كأنها تطلب قسطا من الراحة ...ريثما يتم القضاء على الجبهات التي كانت مشتعلة و أخمدت ...
ثم تمنح الفرصة لجيش النظام و مرتزقته لمعاودة الهجوم على المناطق التي تم تحريرها فتسقط من جديد ...أو لتقع تحت وطأة الحصار على اقل تقدير ..!!
.................
كيف للجيش الحر أن ينتصر في معركته و هو لا يملك غرفة عمليات موحدة على مستوى الجمهورية .....رغم تزايد اعداده باطراد ..
و جيش النظام يعلم وفق خطة موحدة و على كافة الجبهات رغم شح افراده ؟؟!!
لذلك ....
يجب ألا نستغرب أبدا من كل تقدم يحرزه جيش النظام بفضل الخبراء الروس و الايرانيين الموجودين على أرض الميدان فعلا ....فيقيمون الوضع و يصدرون الأوامر بسحب ما تراه أعينهم ...
بينما قادتنا و من يضعون الخطط لمجاهدينا يقبعون خلف الحدود ..!!
...................
ان من ينظر نظرة واقعية لطريقة عمل النظام ... يجد أن النظام يقوم . بتحصين جبهاته الداخلية بالساحل السوري ....و ضغطه الحثيث والمتواصل على حمص و ريفها مع القلمون على طول الحدود اللبنانية بالتوازي مع اهتمام المجتمع الدولي لتجميع المخزون الكيميائي في الساحل بحجة شحنه بحرا و تفريغ الثكنات العسكرية في الداخل السوري منه ....مع الابقاء على كميات تحت سيطرة النظام ليستخدمه كلما دعت الحاجة في دمشق و غيرها حتى ينتهي من ترتيب أمور دويلته في الساحل ...
بينما يتعامى هذا المجتمع الدولي عن كل الحالات الجديدة التي استخدم فيها هذا السلاح الفتاك ..!!
و ربط ذلك بمحاولات رئيس البرلمان اللبناني الشيعي ( نبيه بري ) لتأخير موعد انتخابات الاستحقاق الرئاسي و الذي سيأتي بسمير جعجع العدو اللدود للنظام الأسدي كأبرز مرشح و صاحب الحظ الأوفر ....
مع عمليات انتشار الجيش اللبناني ( الأحمق ) في المناطق السنية تحديدا ..... لضمان أريحية فرض الأمر الواقع الذي يسعى لفرضه النظام الاسدي و ايران فيما بعد ...
و هذا أكبر دليل على المساعي الحثيثة لإقامة الكيان العلوي و ربما الشيعي الشامل برعاية ايرانية تجري على قدم و ساق .....آخذة في مرحلتها الأولى الساحل السوري ثم لبنان مستقبلا و ربما لواء إسكندرون التركي ذو الغالبية العلوية في مرحلة مقبلة .
...................
قد يرى البعض في ذلك تهويلا و ربما سخافة و قلة عقل ....
و لكنني أرى ذلك منطقيا لأبعد الحدود مع مجتمع دولي لا يعرف المنطق ..!!
و هذه جزيرة القرم مثال واضح أمامكم بضمها لروسيا وفق مهزلة عجيبة اسمها ( استفتاء شعبي ) لا يقبل الطعن و يضمن تحقيق رغبة غالبية السكان ..!! و لكم تغيرت خرائط في هذا العالم قديما و حديثا وفقا لمصالح من غيروها ..و ان أكثر ما يخيفني اليوم هو اعلان كيان لقيط بمسمى ( شرق سوريا ) على غرار جنوب السودان ....تلقى اعترافا فوريا سرعان ما تجد لها مقعدا فيما يسمى الأمم المتحدة فتصبح دولة مستقلة ذات سيادة تجتمع كل أمم الأرض للدفاع عنها .!
..................
فيا ثوارنا الأحرار الشرفاء ...
الحذر الحذر .........فان بلادنا و شعبنا في خطر ..
فو الله لا أرسم لكم نظرة سوداوية ...
و لكنه الواقع الذي سنصدم به جميعا لا قدر الله ...ان بقينا متفرقين هكذا ..
احذروا تدبير المجوس ...فو الله انهم لأخبث من عليها ..
و سارعوا الى تشكيل غرفة عمليات واحدة ...تضمن لكم العمل الموحد كرجل واحد ..
و لا تصغوا للخونة من القادة و اعزلوهم و لا تأتمروا بأوامرهم ...
فان المصيبة اذا حلت ...........حلت علينا جميعا دون استثناء ..
و ستكون جهودكم و تضحيات الشهداء هباء في هباء ..
بانتصاركم تنتصر أمة ..
و بانخذالكم ستنخذل أمة ...