مشهد الصراع على القمة 45 وكيف انتزعناها ثانية من النظام :
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : ما أشبه هذا النظام بالحية ، فهو يفعل فعلها ، ويتبع طريقتها للمحافظة على بقائه . فالحية – كما هو معلوم - لا تخاف على شيء من جسدها خوفها على رأسها ، فإذا أصابتها ضربة على جسدها ، سارعت إلى الالتفاف حول نفسها ، واضعة رأسها في وسطها ، فهي بالغريزة تعلم أن ضربها على الرأس هو الذي يودي بحياتها . وكذلك فعل النظام . فحين أحس بأن رأسه سوف يهرس تحت مطارق الثوار في الساحل ، جن جنونه ، وجمع جموعه ، وسحب لهذا الغرض كثيرا من وحداته وكتائبه وميليشياته ، يرافقه عدد كبير من مقاتلي حزب اللات ، والميليشيات العراقية والإيرانية . وتوجه بها إلى منطقة كسب ، حيث سيطر الثوار على القمة 45 ، وصمم النظام على إعادة السيطرة عليها ، وما إن استجمع قواته حول الموقع ، وبدأ الهجوم حتى أمطرها بأكثر من ألفي صاروخ غراد ، مع مئات الأطنان من القنابل ، قصفاً بالطيران ورمياً بالهواون ورشقا براجمات الصواريخ . واستخدم النظام في هجومه على هذه القمة ، غزارة نارية لا تبقي على بشر ولا شجر ولا حجر .. فانسحب الثوار من أعلى القمة ، ونزلوا ليلوذوا بالسفح الخلفي بين الصخور ، ولم يبق من الحامية سوى عشرات المقاتلين فقط .. لم يفعلوا شيئا سوى الصمود في مكانهم بانتظار عساكر المشاة التي ستقتحم هذه القمة بعد توقف التمهيد المدفعي والصاروخي ، للاشتباك معها وجها لوجه بالأسلحة الفردية ..
وما إن انتهى التمهيد ، وتوقف القصف ، حتى تقدمت أرتال المشاة بالمئات فاقتحموا القمة ، وهم يظنون أنه لم يبق عليها من الثوار أحد على قيد الحياة ، وقد سمح للمقتحمين بالتقدم دون أية مقاومة ، فصعدوا القمة وتصوروا فوق سطحها قرب البرج ، وأعلن النظام استيلاءه على المرصد 45...
ثانيا : ثم كانت المفاجأة بعد ذلك ، وحدث ما أذهل النظام وحلفاء النظام .. لقد بدأ الثوار بهجوم معاكس ، فخرجوا إليهم من خلف الصخور، والتحموا معهم وجها لوجه ، والتفوا عليهم بمجموعات ترميهم من أكثر من جهة ، وتشاغلهم وتفقدهم التركيز ، حتى قتل من خصومنا عشرة أضعاف من استشهد منا .. وما هي إلا ساعات يسيرة ، حتى قتل من قتل من الأعداء ، وفر الباقون هاربين ، تاركين وراءهم أسلحتهم وذخائرهم وعددا من دباباتهم . وعادت القمة لتكون – بحمد الله - تحت سيطرة ثوارنا من جديد .
ثالثا : كانت لدينا كلمة يقولها الغالب للمغلوب . يقول ( كسرتُ عينَه ) أي فرضتُ هيبتي عليه .. ويمكن القول بأن ثوارنا كسروا عين النظام في الساحل ، وفرضوا هيبتهم عليه . فما إن يسمع النصيري أو الشيعي أصوات التكبير ، حتى يلقي سلاحه ويولي دبره للفرار . فهم ينزلون من دباباتهم ويدعونها ويهربون .. لم يكونوا يتصورون أن في الدنيا مقاتلين يقابلون الدبابة بصدورهم ، ويهاجمون الآلاف بصمود يشبه صمود الجبال .. ولكنهم رأوهم بأم عينهم حول قمة الـ 45 التي سقط حولها منا 60 شهيدا ، وتخليدا لذكرى أولئك الأبطال الذين استشهدوا فوق تلك القمة وحولها صاروا يدعونها قمة الشهداء ..
بقلم : ابو ياسر السوري
أولا : ما أشبه هذا النظام بالحية ، فهو يفعل فعلها ، ويتبع طريقتها للمحافظة على بقائه . فالحية – كما هو معلوم - لا تخاف على شيء من جسدها خوفها على رأسها ، فإذا أصابتها ضربة على جسدها ، سارعت إلى الالتفاف حول نفسها ، واضعة رأسها في وسطها ، فهي بالغريزة تعلم أن ضربها على الرأس هو الذي يودي بحياتها . وكذلك فعل النظام . فحين أحس بأن رأسه سوف يهرس تحت مطارق الثوار في الساحل ، جن جنونه ، وجمع جموعه ، وسحب لهذا الغرض كثيرا من وحداته وكتائبه وميليشياته ، يرافقه عدد كبير من مقاتلي حزب اللات ، والميليشيات العراقية والإيرانية . وتوجه بها إلى منطقة كسب ، حيث سيطر الثوار على القمة 45 ، وصمم النظام على إعادة السيطرة عليها ، وما إن استجمع قواته حول الموقع ، وبدأ الهجوم حتى أمطرها بأكثر من ألفي صاروخ غراد ، مع مئات الأطنان من القنابل ، قصفاً بالطيران ورمياً بالهواون ورشقا براجمات الصواريخ . واستخدم النظام في هجومه على هذه القمة ، غزارة نارية لا تبقي على بشر ولا شجر ولا حجر .. فانسحب الثوار من أعلى القمة ، ونزلوا ليلوذوا بالسفح الخلفي بين الصخور ، ولم يبق من الحامية سوى عشرات المقاتلين فقط .. لم يفعلوا شيئا سوى الصمود في مكانهم بانتظار عساكر المشاة التي ستقتحم هذه القمة بعد توقف التمهيد المدفعي والصاروخي ، للاشتباك معها وجها لوجه بالأسلحة الفردية ..
وما إن انتهى التمهيد ، وتوقف القصف ، حتى تقدمت أرتال المشاة بالمئات فاقتحموا القمة ، وهم يظنون أنه لم يبق عليها من الثوار أحد على قيد الحياة ، وقد سمح للمقتحمين بالتقدم دون أية مقاومة ، فصعدوا القمة وتصوروا فوق سطحها قرب البرج ، وأعلن النظام استيلاءه على المرصد 45...
ثانيا : ثم كانت المفاجأة بعد ذلك ، وحدث ما أذهل النظام وحلفاء النظام .. لقد بدأ الثوار بهجوم معاكس ، فخرجوا إليهم من خلف الصخور، والتحموا معهم وجها لوجه ، والتفوا عليهم بمجموعات ترميهم من أكثر من جهة ، وتشاغلهم وتفقدهم التركيز ، حتى قتل من خصومنا عشرة أضعاف من استشهد منا .. وما هي إلا ساعات يسيرة ، حتى قتل من قتل من الأعداء ، وفر الباقون هاربين ، تاركين وراءهم أسلحتهم وذخائرهم وعددا من دباباتهم . وعادت القمة لتكون – بحمد الله - تحت سيطرة ثوارنا من جديد .
ثالثا : كانت لدينا كلمة يقولها الغالب للمغلوب . يقول ( كسرتُ عينَه ) أي فرضتُ هيبتي عليه .. ويمكن القول بأن ثوارنا كسروا عين النظام في الساحل ، وفرضوا هيبتهم عليه . فما إن يسمع النصيري أو الشيعي أصوات التكبير ، حتى يلقي سلاحه ويولي دبره للفرار . فهم ينزلون من دباباتهم ويدعونها ويهربون .. لم يكونوا يتصورون أن في الدنيا مقاتلين يقابلون الدبابة بصدورهم ، ويهاجمون الآلاف بصمود يشبه صمود الجبال .. ولكنهم رأوهم بأم عينهم حول قمة الـ 45 التي سقط حولها منا 60 شهيدا ، وتخليدا لذكرى أولئك الأبطال الذين استشهدوا فوق تلك القمة وحولها صاروا يدعونها قمة الشهداء ..