يا " داعش " : إما أن تَرحَلُوا وإما أن تُقتَلُوا :
بقلم : أبو ياسر السوري
بهذه العبارة المختصرة المفيدة ، أرى أن تخاطب داعش .. فداعش تدعي أنها دولة الإسلام ، وهي حتى الآن لم تسئ إلا للإسلام والمسلمين .. وتزعم أنها دخلت سوريا لنصرة المجاهدين ، ولم تعمل حتى الآن إلا على سرقة الغنائم التي أحرزها المجاهدون ، وانتزاع المواقع التي حرروها .. وتزعم أنها تريد إسقاط النظام ، وهي تعمل جاهدة على تثبيته وإرساء دعائمه .. وتزعم أنها تحارب الشيعة وهي نائمة في أحضانها ، ولم ترزأ الشيعة بضر ، في الوقت الذي قتلت فيه خيرة القادة من أبناء السنة الأخيار ..
داعش لم تأت لنصرة المسلمين في سوريا ، وإنما جاءت لتكون حربة في خاصرتهم ، جاءت لتقوم بنفس الدور الذي قامت به في العراق ، فهي التي طعنت أبناء السنة هناك وأصابتهم في مقتل ، ومكنت الشيعة من استلام السلطة في العراق .
داعش ، اختلفت فيها الآراء ، وحار في أمرها الفقهاء ، وتنازعوا أمرهم بينهم ، هل هؤلاء خوارج ؟ أم بغاة ؟ أم مفسدون في الأرض ؟ أم لصوص وقطاع طرق ؟ هل هذا الدين الذي يبشر به أتباع داعش هو الدين الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ لقد امتنع رسول الله أن يقتل رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول لئلا يفسر صنيعه على غير وجهه اللائق ، فقال : لا أحب أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه .. فما بال هؤلاء يرون سفك الدماء أيسر عليهم من شرب الماء . لماذا يقيمون الحدود في غير أوانها ؟ فقد أوقف عمر إقامة حد السرقة في عام الرمادة ، حين كان الناس في مجاعة ، فقال عمر لا يسرق أحد إلا مضطرا لدفع غائلة الجوع . فاعتبر الظرف الضاغط عذرا ملجئا تدفع به الحدود عن المسلمين .. فما بال داعش يقيمون حد القتل والقطع والتعزير والتشهير في هذا الظرف العسير ، الذي لم يمر الناس بظرف أشد ولا أضيق ولا آلم منه على مدار التاريخ ..
لقد ثار الناس على استبداد بيت الأسد ، وثاروا على تميز النصيريين واستعلائهم ، فجاءت داعش لتريهم أن في الدنيا ظلما أشد من ظلم العصابة النصيرية الحاكمة . وأنهم ما قاموا بثورتهم إلا ليتحولوا بها من الدلف إلى الميزاب .
داعش ، تكفر كل السوريين .. وتراهم مرتدين حلال الدم والعرض والمال .. وتستبيح قتل المصلي قبل قتل النصيري ، وترى قتل السني أولى من قتل الشيعي .. ويهتم أتباعها بالقضاء على الشعب قبل القضاء على بشار الأسد وعصابته الحاكمة . ويقولون : إن ابا بكر قدم قتال المرتدين من بني حنيفة على قتال الفرس والروم .
وأتباع داعش ، يطالبون بالبيعة قسرا ، لأمير مجهول الأصل ، مجهول الدين ، لا ندري من هو ؟ ولا ماذا يريد ؟ ولا نعرف من أين يجيء بهذه المليارات من الأموال ، التي يشتري بها السلاح والذخائر والرجال .؟
ومن لم يبايع هذا الأمير الافتراضي المجهول ، قوتل وقتل واستبيح دمه وعرضه وماله .
وبناء على هذا ، فدعوة داعش أخت الدعوة النصيرية ، التي أوصلت حافظ الأسد إلى كرسي السلطة ، وصار رئيسا لسوريا على مدار ثلاثين عاما . يحكم بالحديد والنار ، بنى فيها من السجون العامة ، أضعاف ما بنى من المرافق العامة ، وقتل فيها من الأبرياء ، أضعافَ اضعافِ ما قتل من المجرمين .. فهل جاءت " دولة داعش " لتحل محل العصابة النصيرية الحاكمة ؟ وهل جاء البغدادي ليحل محل بشار ؟
فيا أيها الدواعش ، لقد قطعنا - نحن السوريين – على أنفسنا عهدا أن نحارب كل من أراد أن يسلبنا حقنا في الحرية والكرامة . وأقسمنا أن لا يكون لكم وجود بيننا بعد اليوم ، فقد افتضح أمركم ، وعلمنا أن تنظيمكم المسمى ( دولة الإسلام في العراق والشام ) ما هو إلا صنيعة إيرانية ، وما تم تشكيلها إلا لنصرة بشار الأسد كلب إيران واليهود . وعلمنا أن هذا البغدادي الذي يقودكم لقتلنا ، وفرض السيطرة علينا ، ما هو سوى أجير عند إيران ، يتقاضى من الخامنئي (100) ألف دولار أمريكي شهريا ... وعلمنا أشياء وأشياء ليس لنا معها إلا أن نقول لكم ، وبمنتهى الصراحة : إما أن ترحلوا وإما أن تقتلوا .