كلهم ما حسبوها صح .. وسيندمون قريبا !!؟
بقلم : ابو ياسر السوري
1 - صورة الصراع :
شعب مظلوم مقهور يطالب باسترداد حريته وكرامته .. من نظام حكم استبدادي فاسد بكل المعايير ، يقوم بقمع هذا الشعب الثائر عليه ، بقصد إرجاعه إلى بيت الطاعة من جديد ..
2 - العرب وموقفهم من الصراع السوري :
الأنظمة العربية بدون استثناء ، على تفاوت بينهم ، كلهم مؤيد للنظام السوري :
فمن هذه الأنظمة العربية ، المؤيد للنظام ظاهرا وباطنا ، وهو مشارك له في قمع الشعب السوري بشكل أو بآخر . فلبنان مثلا ، ادعى أنه ينأى بنفسه عن الأزمة السورية ، ولكنه عمليا سمح لحزب الشيطان أن يقف بكل قوته مع النظام دون نكير من دولته العتيدة . والجزائر ساهمت بإرسال الغاز والمازوت للنظام مؤمنة له بذلك الوقود اللازم للدبابات التي كانت تقتل الشعب السوري وتدمر البلد . والسودان يرفع صوته بالترضي عن الخميني والخامنئي ، ويهمس سرا بشتم أبي بكر وعمر .. والأردن ، وضع السوريين الهاربين إليه من الموت ، في معسكرات كانت الحياة فيها أصعب من الموت ، واشتغلوا بالشحاتة من الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية ومن منظمة التعاون الإسلامي باسم السوريين ، ولكن هذه الإعانات ما كانت تصل إلى السوريين قط ، وإنما كانت تضيع على الطريق . ومصر ، تدعي أنها مع الشعب السوري ، ويذهب رأس نظامها إلى إيران التي تلغ مع الأسد في دماء السوريين ، ثم يتحول الحال إلى الأسوأ حين يقوم السيسي بطرد السوريين الذين لجؤوا لمصر قبل عام .. وصار السوري في عهده المشؤوم عدوا لمصر ويستحق السجن والتعذيب والإهانة والإذلال .. وأمين الجامعة العربية ، ومحمد حسنين هيكل يدافعان عن الأسد بكل ما أوتوا من قوة ، لأنهم شركاؤه في السرقة والنهب والاتجار على حساب الشعب بمبلغ قدره (3) مليار دولار أمريكي .. هكذا أثبتت بعض الوثائق السرية ...
ومن هذه الأنظمة العربية أيضا ، من هو مؤيد للأسد في سره ، ومعادٍ له في الظاهر . وأصحاب هذا الفريق ، لا يختلفون مع نظام الأسد في وجوب قمع الشعب وإخماد ثورته ، لكونهم مقتنعين بأن رياح الثورة ستصل إليهم بعد نجاح الثورة السورية ، لذلك لم يكن أحد من هؤلاء حزيناً على من يموت من السوريين ، وكأن كل واحد منهم كان يقول لشعبه بلسان حاله : " إياك أن تثور علي كما ثار هؤلاء الحمقى على بشار ، فأصابهم ما أصابهم من قتل وتشريد وخراب ودمار ... يعني أن هذا الفريق من حكام العرب ، يريد أن يجعل من الثورة السورية " رأس الذئب المقطوع " الذي يخوفون به شعوبهم . ويحذرونهم به من الثورة عليهم .
3 – المجتمع الدولي وموقفه من الصراع السوري :
أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا ، والصين ، كلهم راهنوا على بقاء الأسد ، وتقاسموا بينهم الأدوار ، فروسيا أعلنت وقوفها إلى جانبه جهارا نهارا ، وتبعتها في ذلك الصين كما يتبع الذيل صاحبه . وجعلت الفيتو اثنين .. أما الدول الغربية ، فتظاهرت بالعجز عن فعل أي شيء حيال ما يجري في سوريا من قتل ودمار وإبادة وتشريد .. و .. و.. وكان من جراء تخلي هذه الدول الكبرى عن مسؤولياتها حيال الشعب السوري ، أنها عملت بذلك على تقويض النظام الدولي وحملت الشعوب على احتقار جميع المنظمات الدولية .. ولم يعد في نظر الشعوب أية  قيمة لمجلس الأمن ، ولا لمنظمة الأمم المتحدة .. ولا لمحكمة لاهاي .. ولا للجمعية العمومية .. ولا لمنظمة حقوق الإنسان .. ولا لليونيسيف .. ولا لليونسكو .. ولا للأنورما .. ولا لما ندري أو لما لا أدري من تلك المنظمات الخلبية ، التي صارت بعد الثورة السورية عبارة عن مجسمات كرتونية لمنظمات تدعي أنها منظمات دولية ، مهمتها إسعاد البشرية ، والمحافظة على أمنها وسلامتها .؟؟ وهي كاذبة في كل ما تدعي وتقول .. وننصح بالانسحاب من كل هذه المنظمات المخادعة والكاذبة ، والتي لم يعد أمينها يصنع شيئا للشعوب الضعيفة ، سوى إبداء القلق من بعيد .. لبعيد ..
4 - ما حسبوها صح :
لم يحاول أحد من هؤلاء أن ينصر الشعب السوري المظلوم ، وآثروا الوقوف إلى جانب الظالم ، وكانوا يظنون أن القضية لن تطول سوى أيام ، ويعود كل شيء إلى ما كان عليه ، ويا دار ما دخلك شر .!! ولكن الثورة خيبت ظنونهم ، وضيعت كل المهل التي أعطوها للنظام لقمعها ، وأفهمتهم أن الشعوب عصية عن قمع الأنظمة .. وأنه ليس بإمكان المستبد أن يمارس استبداده إلى ما لا نهاية ، فالاستبداد حالة عابرة ، تأتي وتمر .. ولا تستمر .