عاجل ...في جريدة يوم غد
ارحمونا يرحمكم الله!
مقال جديد للنشمي صالح القلاب يناشد فيه الجميع التوقف عن بث الاكاذيب والاشاعات عن الاردن حول الثورة السورية ويعري مثيري الفتن ...
.................................................. ........................
ارحمونا يرحمكم الله!
صالح القلاب
أغرب وأطرف ما قرأناه في بعض صحافتنا الغراء أن هذا البلد قد أرسل شخصية رفيعة المستوى ،لم يقل أحدٌ من هي هذه الشخصية.. الله يفتح عليها إذا كانت موجودة فعلاً، إلى دمشق بدعوة أو على الأصح بـ»عزومة» كي ترسل قواتها إلى الجبهة الجنوبية لتطرد «النصرة» وتبعدها عن الخطوط الأردنية الأمامية المتقدمة وكل هذا وإن المعروف أنَّ دمشق :»التي تنام بين اليأس والكمد» لم تستطع إرسال جنديٍّ واحدٍ لإسناد حراس سجن درعا الذي إقتحمه الجيش الحر وحرر كل نزلائه الثلاثمائة وأنها لم تستطع إنجاد حراس صوامع حبوب حوران الإستراتيجية لأن الأهم هو الدفاع عن العاصمة السورية نفسها.
هل يمكن أن يصدِّق أي عاقل أن تكون هناك «عزومة» أردنية حملتها إلى دمشق «شخصية رفيعة المستوى ومرموقة» ليأتي «الجيش العربي السوري» إلى الحدود المشتركة مع الأردن «ويلعن سنسفيل أبو النصرة».. ثم هل أنَّ نظام بشار الأسد المنخرط في حرب طاحنة منذ ثلاثة أعوام وأكثر بحاجة إلى من «يعْزمه» ليرسل جيشه إلى الجبهة الجنوبية بينما قواته ،بعد إنتصار يبرود الإستراتيجي «يخزي العين» الذي حققه حزب الله والشراذم الطائفية المرسلة من العراق، إضطرت لإخلاء مواقعها على جبهة «كسب» التي هي اكثر الجبهات إستراتيجية تحت ضغط الجيش الحر ومسلحي المعارضة السورية.؟!
من هي يا ترى هذه الشخصية الرفيعة المستوى التي أُرسلت إلى دمشق تحمل دعوة وعزومة للجيش السوري كي يتوجه إلى الجبهة الجنوبية.. ولماذا لم يَعْرِف هذا «السبق الصحفي»!! إلاَّ الذين نشروه وكتبوه..؟ أنا أعتقد أن هؤلاء قد وقعوا ضحية تسريبات متلاعبين تقصدوا الإساءة للأردن وإذا أردتم تقصدوا الإساءة أيضاً إلى هذا النظام السوري الذي بات حسب هؤلاء بحاجة إلى من «يعْزمه» ليدافع عن نفسه وعن بلده.. وضد من..؟ ضد جبهة «النصرة» التي لا وجود لها فعلياً لا على الحدود الأردنية-السورية ولا في حوران كلها!!.
إنَّ هذه إساءة للأردن وهي أساءة مقصودة وكأن القوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي» المشهود لها عالمياً بالكفاءة والمناقبية والإنضباط وبالشجاعة غير قادرة على حماية حدود بلدها.. وممَّن؟! من جبهة النصرة التي لها وجود حقيقي في بعض المناطق السورية لا يمكن إنكاره والتي بكل تأكيد تشارك في المعارك المحتدمة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة لكن وجودها يكاد يكون معدوماً بالقرب من حدودنا مع سوريا.. وهي حدود ممسوكة بقبضة حديدية.. ولا يستطيع حتى عصفور دوريٌّ واحد تجاوزها.
إنه لا يجوز السكوت على هكذا «فبركات» وتسريبات ويقيناً ان هذه الحكاية المضحكة فعلاً مثلها مثل تلك الوساطة التي انتدَبَت شخصية أردنية فعلية ومن دم ولحم نفسها للقيام بها معتمدة على معلومات مصدرها بقايا تنظيم فلسطيني منشق عن «فتح» ومنظمة التحرير ويستوطن دمشق منذ عام 1983 وكل هذا والمعروف أن حلَّ هذه الأزمة السورية ،التي تحولت إلى أزمة دولية طاحنة، لا يزال مستعصياً ومعلقاً في مجلس الأمن الدولي وموضع تصادم بين روسيا والولايات المتحدة ومثله مثل حلِّ أزمة شبه جزيرة القرم المستجدة التي غدت تشغل العالم كله.
نحن نقول يا ريت أن تكون من خيْل اهلنا «سبوقاً» وأن يكون من بين «إستراتيجيينا» من يستطيع حلَّ مشاكله مع أهله وبعض أقاربه.. أما بالنسبة للأزمة السوررية التي تجاوزت كل الدوائر المصغرة فإن المؤكد أنه لو نهض «غونار يارنغ» من قبره فلما إستطاع أن يفعل شيئاً فالأمور أكبر كثيراً من الجهود الفردية.. والمسألة لم تعد متوقفة على «شخصية رفيعة المستوى».. لا أحد يعرف من هي قد حملت عزومة للرئيس بشار الأسد كي يرسل قواته إلى الجبهة الجنوبية بينما جبهة اللاذقية ملتهبة وتشهد كل هذه التطورات الأخيرة.. وارحمونا يرحمكم الله!.